اختتمت اليوم الثلاثاء فعاليات المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في دول العالم الإسلامي الذي استضافته دولة قطر، ممثلة بوزارة الثقافة وتنظمه منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو).
ورفع المشاركون في المؤتمر الذي استمر على مدى يومين 25 و 26 سبتمبر الجاري، برقية شكر وامتنان إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، على استضافة المؤتمر، وعلى الدعم الموصول الذي يقدمه للعمل الإسلامي المشترك في المجال الثقافي وفي المجالات كافة خدمة لقضايا التنمية المستدامة في العالم الإسلامي.
وجاء في البرقية، التي تلاها الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو في ختام أعمال المؤتمر، أن المشاركين من وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى، وممثلين عن المنظمات والمؤسسات الدولية، يغتنمون الفرصة للتعبير عن عميق التقدير لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، لجهوده الموفقة في تطوير العمل الثقافي الوطني والارتقاء بالصناعات الثقافية ونشر مفهوم الفن العام وإتاحته للعموم وإبراز الثروات الثقافية والتراثية لدولة قطر وتحقيق إشعاعها الدولي.
ونوه المشاركون بالنجاحات الباهرة التي حققتها أنشطة الاحتفاء بالدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي التي انطلقت عام 2021، وما شهده العالم قاطبة خلال التنظيم الرائع لبطولة كأس العالم من تكافل بين البعدين الرياضي والثقافي ومن أنشطة متنوعة للتعريف بقيم الثقافة الأصيلة التي تتميز بها دولة قطر ودول العالم الإسلامي بشكل عام.
وتم في اليوم الختامي اعتماد مشروع إعلان الدوحة نحو تجديد العمل الثقافي في العالم الإسلامي، الذي تضمن تأكيد وزارة الثقافة في العالم الإسلامي على الالتزام والعمل على تنفيذ التوجّهات والتعهدات الواردة في هذا الإعلان، ووضع إمكانيات الوزارات ومواردها المادية والفنية والبشرية للوفاء بها والتنسيق بشأن ذلك مع الجهات المختصة ذات الصلة في الحكومات ومع رئاسة الدورة الحالية للمؤتمر والإدارة العامة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وكذلك مع المنظمات الدولية والإقليمية المعنية، بالإضافة إلى عدة توصيات في مجالات تجديد العمل الثقافي، وحماية التراث وتثمينه في العالم الإسلامي، وتعزيز دور الاقتصاد الثقافي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتطوير السياسات الثقافية ومواكبتها.
وأشاد إعلان الدوحة بمبادرات الإيسيسكو في مجالات حماية التراث وحفظه وتثمنيه، وتعميم آليات الاقتصاد الثقافي واستراتيجياته وإرساء مفهوم الاقتصاد البنفسجي والسوق الثقافية المستدامة، وتوحيد المؤشرات الثقافية في العالم الإسلامي وتطويرها، وأعلن دعمه مبادرة المنظمة لتخصيص هدف إنمائي ثامن عشر يضاف إلى الأهداف الإنمائية للمجتمع الدولي لعام 2030، لتعزيز دور الثقافة في التنمية.
ورحب الإعلان بمبادرتي المملكة العربية السعودية بشأن إطلاق مشروع (مؤشر الثقافة في العالم الإسلامي) بالشراكة مع الإيسيسكو، ومشروع برنامج (دروب الحج) الذي سيتم إطلاقة بالتعاون بين وزارة الثقافة السعودية والإيسيسكو واللجنة الوطنية السعودية.
وتناول الإعلان، العمل على المراجعة الدورية المنتظمة للخطط والاستراتيجيات الثقافية الوطنية وفق أولويات خطط التنمية الوطنية وأهداف التنمية المستدامة لعام 2030. واتخاذ ما يلزم من إجراءاتٍ ومبادرات عمليةٍ لمزيد التشجيع على الإبداع الثقافي وتجديد الصناعات الثقافية وتيسير الاستفادة الرشيدة من منتجات التقدّم التكنولوجي وآلياته، في إطار الحفاظ على الهُوية الثقافية في العالم الإسلامي، والاستفادة من التجارب الناجحة والمبادرات الثقافية الرائدة التي برزت على الصعيديْن الإسلامي والدولي خلال جائحة كوفيد 19 ، والعمل على المراجعة الدورية المنتظمة للخطط والاستراتيجيات الثقافية الوطنية وفق أولويات خطط التنمية الوطنية وأهداف التنمية المستدامة لعام 2030. واتخاذ ما يلزم من إجراءاتٍ ومبادرات عمليةٍ لمزيد التشجيع على الإبداع الثقافي وتجديد الصناعات الثقافية وتيسير الاستفادة الرشيدة من منتجات التقدّم التكنولوجي وآلياته، في إطار الحفاظ على الهُوية الثقافية في العالم الإسلامي، والاستفادة من التجارب الناجحة والمبادرات الثقافية الرائدة التي برزت على الصعيديْن الإسلامي والدولي خلال جائحة كوفيد 19 موفِّرةً بدائل ثقافية رقمية قرّبت مناهل الثقافة إلى الجمهور العريض طوال فترات الإغلاق الصحي. والعمل على دمج الأعمال الرقمية مع المنتجات الثقافية التقليدية، والاستئناس في ذلك بالمبادرة الرائدة المشتركة بين الإيسيسكو ورابطة العالم الإسلامي متمثلةً في المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية.
ودعا الإعلان إلى وضع خطط متكاملة وتخصيص الموارد المالية والفنية اللازمة لرقمنة الأعمال والمنتجات الثقافية بمختلف أنماطها وأشكالها وإتاحتها للجمهور العريض.
وشدد الإعلان على إنشاء وتطوير منصات رقمية متخصصة بمختلف لغات الشعوب الإسلامية وباللغات العالمية الأوسع انتشارًا لتسهيل الوصول إلى المحتوى الثقافي الإسلامي بأشكاله المختلفة.
وفي مجال حماية التراث وتثمينه في العالم الإسلامي، شدد اعلان الدوحة على تقوية الشراكة والتنسيق مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو لتحقيق استفادة الجهات الوطنية المختصة من خبرات الإيسيسكو في مجال صون التراث وتيسير تسجيل مواقعها الأثرية.
ودعا الإعلان، الاستفادة من التجربة القَطرية في مجال الحفاظ على التراث واستثمار بُعده التنموي، من خلال ما أنجزته دولة قطر مِنْ مبادراتٍ رائدة في مجال إنشاء المتاحف المتنوّعة وتطويرها وتنظيم المعارض الثقافية وتعزيز مفهوم الفنّ العامّ وإبداع المعالم الفنية المستلهَمة من التراثيْن المحلي والعالمي وإتاحتها وعرضها مجّانًا للعموم في الأماكن العامّة، نشرًا للوعي الفني وحفاظًا على التراث وترسيخًا له في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، علاوة على دعم الإيسيسكو في مبادرتها لإعداد استراتيجيةٍ لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية في العالم الإسلامي، والعمل الجدي لحماية الممتلكات الثقافية من جرائم الاتجار غير المشروع فيها ووضع خطط حفظ وحماية واسترداد هذه الممتلكات، وإنشاء إطار تشريعي خاص بنظام الكنوز البشرية الحية يتضمّن تحديدا لحملة التراث الثقافي غير المادي والاعتراف بهم.
وفي مجال تعزيز دور الاقتصاد الثقافي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يدعم الإعلان مبادرة الإيسيسكو لتعميم آليات الاقتصاد الثقافي واستراتيجياته وإرساء مفهوم الاقتصاد البنفسجي والسوق الثقافية المستدامة وتطوير البنية التحتية الثقافية، وتبنّي الآليات الجديدة التي اقترحتها الإيسيسكو لتطوير برنامجها لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي، والإشادة بجودة فعاليات برامج الاحتفال بعواصم الثقافة في العالم الإسلامي التي تم اختتامها بين دورتي المؤتمر (2019 ـ 2022)، في كلٍّ من القدس الشريف وتونس وبيساو والدوحة والرباط والقاهرة.
وشدد الإعلان على دعم حاضنات الأعمال، بخاصة في مجال الاستثمار الثقافي، وتدريب الشباب على الحوكمة الإدارية ومواجهة المنافسة؛ وزيادة تشبيك المتاحف في العالم الإسلامي لتمكين الجماهير من الزيارات الافتراضية لهذه المتاحف.
أما مجال تطوير السياسات الثقافية ومواكبتها، دعا الإعلان إلى دعم مبادرة وزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية والإيسيسكو لتوحيد المؤشرات الثقافية في العالم الإسلامي وتطويرها؛ ودعم مقترح الإيسيسكو تخصيص هدف إنمائي ثامن عشر ينضاف إلى الأهداف الإنمائية للمجتمع الدولي لعام 2030، من أجل تعزيز دور الثقافة في التنمية.
وقال سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في كلمته التي ألقها خلال اليوم الختامي من المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في دول العالم الإسلامي: ” نؤكد اليوم على التزام منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “ايسيسكو” بإنفاذ الرؤية، وبأن تمضي معززة بكم و بثقتكم في إعمال نهج إنفتاحها الكبير دعمًا لكل إبداع ووصلا لكل أمل، و حفزًا لكل نباهة، إعلاء منها لمبادرات الشباب والنساء و الأطفال و ذوي الاحتياجات الخاصة، كواجب يقتضيه التفضيل الممكن لهم من تحقيق تطلعاتهم الثقافية”.
وأكد أن ايسيسكو لن تتوانى في ارتياد آفاق المستقبل استشرافا لآفاقه واعتدادًا بمتطلباته على مسارات نفاذ الدول الأعضاء نـحو غدها المشرق المرتجى بإذن الله.
ورحب الإعلان بما عبّرت عنه المملكة العربية السعودية من تطلّع إلى استضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة (موندياكلت) في دورته القادمة 2025، ودعوة الدول الأعضاء إلى دعم المملكة من أجل استضافة هذا المؤتمر الدولي الكبير، وإلى المشاركة المكثفة فيه، والإسهام في التعريف بأهميته وأهدافه وفي إنجاح أعماله، بما يعزّز مكانة العالم الإسلامي في المشهد الثقافي الدولي.
وشهدت جلسة العمل الثالثة قد إلقاء رؤساء الوفود كلماتهم، حيث جرى تبادل الرؤى والنقاشات الثرية من أجل تجديد العمل الثقافي في العالم الإسلامي، والتوافق على الوسائل والآليات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف.