حرصت إدارة الشئون الشبابية بوزارة الثقافة والرياضة على إشراك كل الجهات والمؤسسات التي لها علاقة بالشباب للمشاركة في إعداد وثيقة السياسة الوطنية للشباب، والتي تؤكد التزام دولة قطر بقضايا الشباب، وتعد إعلانًا عن رؤية وطنية مشتركة تحدد احتياجات الشباب وأولوياته وتوفر أساسًا لتوزيع الموارد اللازمة لتلبية هذه الاحتياجات توزيعا عادلًا، وفق مقاربة واقعية لها دلالتها المتمثلة في إشراك الشباب في عمليات صنع القرار في بلادهم من خلال مشاركتهم النشطة في وضع هذه السياسة وتنفيذها. حيث بلغ عدد الشركاء (66) شريكًا، شاركوا كل مراحل إعداد السياسة ولهم دور كبير فيها، وتعتبر الوثيقة دستورًا للشباب وهذا يعكس دوليًا قدر اهتمام الدولة بالشباب، وهو يساعد في أن تساهم الدولة في صياغة السياسة الشبابية في العالم.

السياسة الشبابية مشروع وطني

وفي هذا السياق قال أحمد الأنصاري باحث التراخيص الشبابية في إدارة الشؤون الشبابية إن اعداد السياسة الوطنية للشباب بمثابة مشروع وطني استراتيجي على مستوى الدولة، حيث إن وزارة الثقافة والرياضة الجهة التنسيقية بينها وبين كافة وزارات وجهات الدولة المعنية بالمشاركة بإعداد هذه السياسة، موضحًا أن عدد الجهات المتعاونة والشريكة في هذا المشروع بلغ قرابة 66 جهة مختلفة.
وأضاف الأنصاري: تردنا في الوزارة الكثير من الطلبات من مختلف الجهات في الدولة التي تبدي رغبتها لتكون شريكة ضمن هذا المشروع.
وفيما يتعلق بطرق التنسيق ومخاطبة الجهات وجذبها لتكون شريكة ضمن السياسة الوطنية للشباب أوضح الأنصاري، تمت مخاطبة الوزارات في الدولة التي قامت بترشيح ممثلين عنها متعاونين مع الوزارة للقيام بهذا المشروع، مشيرًا إلى أن إدارة الشؤون الشبابية تقوم حاليًا بزيارات ميدانية إلى الجهات بالدولة بهدف تعريفها بأهمية السياسة الوطنية للشباب.
وعن تفاعل الشباب بإعداد السياسة الوطنية للشباب، لفت إلى أن التفاعل كبير جدًا من قبل الجميع في المشروع، موضحًا أنهم شاركوا في الفعاليات التي أقيمت بالدولة بهدف تعريف الشباب بالسياسة واستقطابهم واتاحة الفرصة لإبداء آرائهم ومقترحاتهم.

بدر جاسم: السياسة الوطنية للشباب تضمن مشاركين فعليين في جميع المجالات

وصرح السيد بدر جاسم الحاي، مدير إدارة التعليم وشؤون الطلاب في أكاديمية اسباير، بأن الشراكة بين وزارة الثقافة والرياضة وأكاديمية اسباير في إعداد أول سياسة وطنية للشباب يأتي في إطار العمل الجاد والمستمر من قبل الوزارات والمؤسسات الحكومية لتحقيق رؤية دولة قطر 2030 ويستند هذا المشروع على أولى الركائز الأربع للرؤية ألا وهي: التنمية البشرية: والتي تسعى لتطوير وتنمية سكان دولة قطر ليتمكنوا من بناء مجتمع مزدهر.
وأضاف إن المشروع يساهم في بلوغ أهداف الرؤية والتغلب على أحد أهم تحدياتها الخمسة ألا وهو (توفير احتياجات الجيل الحالي واحتياجات الأجيال القادمة). واعتمادًا على هذه المرجعيات فإن السياسة الوطنية للشباب تعبير جليّ عن التزام الدولة بقضايا الشباب. وأهم ما يميز هذه السياسة أنّها تعول على مشاركة الشباب في جميع مراحل الرؤية الاستراتيجية. وتنبثق من منطلق حقوقي يرتكز على مبادئ حقوق الإنسان، حيث يعتبر الشباب أصحاب حقوق وأنّ الحكومة تمثل الجهة التي عليها واجبات ومسؤوليات تجاه الشباب.
ونوه إلى أنّ السياسة الوطنية للشباب تكتسب أهمية كبيرة لكونها تسعى إلى تمكين الشباب ليكونوا مشاركين فعليين في جميع المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والوطنية.
وقال السيد بدر جاسم الحاي: نـحن في أكاديمية اسباير وانطلاقاً من رؤيتنا ورسالتنا الساعية إلى إعداد جيل يتمتع بأداء رياضي متميز ليكون المرجع المقتدى به عالمياً نؤكد بأنّ الشراكة مع وزارة الثقافة والرياضة وكافة المؤسسات العاملة مع الشباب في الوطن تعزز وتحفز التعاون المثمر.

وتابع تعتبر سياسة قطر الوطنية للشباب رؤية وطنية تعمل على دعم الشباب وتنمية قدراتهم للنهوض بمجتمعاتهم من خلال التطرق لحاجات الشباب والشابات وطموحاتهم بمشاركتهم في عملية صنع القرارات في جميع النواحي الحياتية.
وأعرب عن أمله في أن يوفقنا الله في بلوغ أهداف التعاون والشراكة التي تؤدي لتحقيق رؤية دولتنا الحبيبة في هذا المجال.

موزة الكواري: 100 استبانة إلكترونية لمعرفة توجهات الشباب

قالت السيدة موزة الكواري مدير إدارة الخدمات المجتمعية بمركز الإنماء الاجتماعي نماء: إننا سعداء بتنفيذ ورش المهارات الحياتية والتربية على المواطنة لممثلي دول مجلس التعاون الخليجي من الشباب بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة، وإن هذا التعاون ليس الأول من نوعه مع الوزارة حيث يأتي نتيجة مذكرة التفاهم المبرمة بين مركز الإنماء الاجتماعي (نماء) ووزارة الثقافة والرياضة والتي تهدف الى تبادل الخبرات في مجال تمكين الشباب.
وأضافت السيدة موزة الكواري أن أهمية الورش تكمن في ربط احتياجات الشباب ومواقف الحياة باحتياجات المجتمع بالإضافة الى إعطاء الفرصة للشباب كي يعيش بشكل أفضل، وإكسابه خبرات مباشرة من خلال التعامل المباشر مع الأشخاص والظواهر الحياتية وتزويده بأساليب حديثة للحصول على المعلومات والمعارف ذاتيًا من المصادر المعتمدة، كما يُمكن البرنامج المشاركين من فهم مشكلات المجتمع والرغبة في حلها والتعاون مع البيئة المحيطة.

وأضافت: في هذا الصدد يعكف المركز في الوقت الحالي على توزيع أكثر من (100) استبانة إلكترونية داخل المركز، تشمل الموظفين وعملاء المركز من الفئة الشبابية المستهدفة. كما قام المركز بنشر الاستبانة الإلكترونية “الشباب والقضايا الاجتماعية” عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بهدف الوصول لأكبر شريحة ممكنة من الشباب المستهدف.
وسوف يتم بعد ذلك جمع مخرجات هذه الاستبانات وتوجيهها للجنة المختصة بوزارة الثقافة والرياضة، ومن ثم سيتم بناء الخطة التنفيذية للسياسة الوطنية للشباب في ضوء نتائج ومؤشرات الاستبانات الإلكترونية لمختلف المجالات والموضوعات المطروحة.

قطع شوط في إعداد الوثيقة

وقد قطعت إدارة الشئون الشبابية بوزارة الثقافة والرياضة شوطًا كبيرًا في إعداد وثيقة السياسة الوطنية للشباب وتهدف إلى إرشاد المسؤولين بالدولة إلى توجهات الشباب، وتحديد الأولويات التي تنظر لها الدولة في القضايا الشبابية، إلى جانب تأكيد اندماج الشباب في تحقيق التنمية.
وأكدت إدارة الشؤون الشبابية أن الوثيقة تعد تأكيدًا على اهتمام دولة قطر بالشباب حيث اهتمت الاستراتيجية الوطنية بالشباب ولكن لم تكن هناك وثيقة لتركيز الاهتمام بموضوعات معينة تخص الشباب، وعلى الرغم من صدور تقرير التنمية البشرية في عام 2012 ومن بعده تقرير 2015 للتأكيد على اهتمام الدولة بالشباب فإن الوثيقة المرتقبة تحدد بدقة طريقة تحقيق استراتيجيات الدولة في القطاع الشبابي.
وقد بدأت إدارة الشئون الشبابية منذ شهر أبريل الماضي بالفعل في إعداد الخطة التنفيذية الشاملة وتشكيل فريق العمل، وتم اختيار الخبراء المشاركين في إعداد السياسة والاتفاق معهم، كما شملت تلك المرحلة تحديد أهم القضايا التي يجب أن تتناولها السياسة من خلال استطلاع آراء الشباب أنفسهم لمعرفة أولوياتهم، وتلا ذلك مرحلة تجميع البيانات وتحليل الوضع وقد تم الانتهاء بالفعل من جزء كبير من تلك المرحلة، حيث تم تجميع عدد كبير من الإحصائيات الرسمية المتعلقة بالشباب سواء عن طريق جهاز التخطيط أو الإحصاء أو عن طريق الجهات والمؤسسات بشكل مباشر، و ما زالت هناك بعض البيانات ينتظر الحصول عليها خلال الفترة القليلة المقبلة، كما تم طرح عدد (7) استمارات لاستطلاع آراء الشباب حول مختلف القضايا التي تهمهم وقد وصل عدد الاستمارات التي قام الشباب باستيفائها ما يقارب 2600 استمارة حتى الآن بالإضافة إلى ذلك تم عقد عدد كبير من الحلقات النقاشية ومجموعات التركيز شملت كافة فئات الشباب القطري من شباب وفتيات وفئات عمرية مختلفة ومن مناطق جغرافية متعددة
وخلال فترة وجيزة سيتم الانتهاء من إعداد تقرير تحليل الوضع، وبعدها سيتم إعداد المسودة الأولية لطرحها للمناقشة، ومن ثم الخروج بالوثيقة النهائية للسياسة من المتوقع الانتهاء من تلك المراحل مع بداية العام المقبل.