احتفل مركز شؤون المسرح التابع لوزارة الثقافة، باليوم العالمي للمسرح، الذي يوافق 27 من شهر مارس كل عام، وذلك بحضور عدد كبير من الفنانين والمسرحيين ممن كانت لهم اسهامات كبيرة في المسرح القطري.

وخلال الاحتفال ألقى الفنان غازي حسين، كلمة اليوم العالمي للمسرح، والتي كتبها هذا العام المخرج والكاتب اليوناني ثيودوروس ترزوبولوس، وشدد خلالها على أهمية المسرح في الإجابة عن العديد من الأسئلة، التي يصعب على آخرين من مجالات مختلفة الإجابة عنه.

وألقى الناقد المسرحي الدكتور مرزوق بشير كلمة المسرح القطري التي قال خلالها: نجتمعُ اليومَ لنحتفي بالمسرحِ القطريّ، هذا الصرحِ الثقافيِ الذي لم يكنْ مجردَ وسيلةٍ ترفيهيةٍ، بل نافذة تعكسُ هويةَ المجتمعَ القطريْ، وتعبّر عن قضاياه وتطلّعاتِه منذ خمسيناتِ القرنِ الماضي.

وأضاف: لقد بدأ المسرحُ القطريُ رحلَتَهُ من الأنديةِ والمدارسِ، حيث وُلد كحلمٍ بسيطٍ، ثم نما وتطوّرَ حتى انطََلقَ رسميًا عام 1972 بفرقةِ المسرحِ القطريّ، ليشقَّ طريقَهُ بثباتٍ نحو التميّزِ والتأثير، فتوالت الفرقُ المسرحية، وامتدّتْ العروضَ محليًا وخارجيًا، لتُثبتَ أن المسرحَ القطريّ ليس مجردَ مشهدٍ عابرٍ، بل حركةْ ثقافيةْ متجذّرة.

ولفت إلى أن المسرحَ، كما قيلْ، هو الفنُ الذي يجمَعُ بين الفريدِ والشاملِ، فهو يحتضنُ الاختلافات، ويُظهر التفرّد، لكنهُ في الوقتِ ذاتِهِ يخلقُ ذلكَ الجسرَ اللامرئي بين البشر، حيث يلتقونَ رغم اختلافَ لغاتِهِم وخلفياتِهِم، في فضاءٍ إبداعيْ يتجاوزُ الحدود. المسرحُ القطريّ كانَ وما زالَ منصّةً تُجسّد قيمَ الانتماءِ والتسامحِ، وتُسلطُ الضوءَ على قضايا المجتمع، ليصبحَ رافدًا ثقافيًا هامًا يعزّز الهويةَ الوطنيةَ ويثري المشهدَ الثقافيْ.

وأوضح، أن دولةُ قطر أولت اهتمامًا بالغًا بالمسرحِ، فابتعثت الطلبة لدراسةِ فنونِهِ في الخارج، وأطلقت دبلومَ الفنونِ المسرحيةِ بالتعاونِ مع كليةِ المجتمعْ، كما خصّصتْ مهرجانًا سنويًا للمسرحِ القطريْ، ليكون منبرًا للإبداعِ وفرصةً لاكتشافِ المواهبِ الشابة. ولم تقتصرْ الجهودُ على المستوى المحليْ، بل كانَ المسرحُ القطريْ حاضرًا في احتفالاتِ يومِ المسرحِ العالميْ، ليؤكدَ التزامَهُ بدورِهِ في الحوارِ الثقافيْ والتبادلِ الفنيّ بين الأممْ.

وأكد على أن المسرحَ ليس مجردَ عرضٍ يُشاهدْ، بل هو تجربةٌ إنسانيةٌ تحملُ في طيّاتها رسالةً عميقةً، رسالةً تدعو إلى السلامْ، إلى الحوارْ، وإلى فهمِ الآخرِ. كما قيل: “الفنُ هو السلامُ”، فهو النقيضُ الحقيقيّ للحرب، لأنه يحاربُ الجهلَ والتعصبَ، ويحتفي بالتنوعِ والإنسانيةِ. ومن هنا، فإن احتفالَنا بيومِ المسرحِ ليس فقط تكريمًا لفنٍ عريقُ، بل هو تأكيدٌ على التزامنا بمبادئ الانفتاحِ والتعدديةِ والتعايشِ، وعلى إيماننا بأن المسرحَ قادرٌ على أن يكونَ أداةً للتغييرِ والبناء.

وقال: في هذا اليومِ، نقفُ جميعًا، فنانينَ وجمهورًا، لنؤكّد أن المسرحَ القطريَ سيظلُ شعلةً مضيئةً في سماءِ الثقافةِ العربيةِ، وسيواصلُ مسيرَتَهُ في إبرازِ القضايا المجتمعيةِ، وتعزيزِ الهويةِ الوطنيةِ، وترسيخ قيمِ الفنِ والإبداعْ. فالمسرحُ هو مرآةُ المجتمع، وصوتُ الإنسان، وجسرُ التواصلِ بين الأجيالِ والثقافات.