احتفت وزارة الثقافة مساء الجمعة بليلة “القرنقعوه”، وذلك على هامش فعالية “الرازجي”، في مقر درب الساعي بمنطقة أم صلال، ضمن فعالية “الرازجي”، التي تنظمها الوزارة لإحياء التراث الثقافي والاستمتاع بالعادات القطرية التقليدية، في تجربة ثقافية غنية وسط أجواء رمضانية مميزة.
وقد ازدانت ساحات وأروقة درب الساعي، احتفالًا بليلة القرنقعوه، تلك العادة التراثية القديمة التي تتجدد كل عام في ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، في إطار الاحتفاء بالموروث الثقافي والاجتماعي، وتهدف إلى تشجيع الأطفال وحثهم على الاستمرارية في الصيام حتى نهاية الشهر الفضيل، كما أنها مكافأة لهم على صومهم نصف شهر رمضان المبارك.
وبهذه المناسبة قال السيد أحمد علي اليافعي مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بوزارة الثقافة إن الاحتفال بليلة القرنقعوه في درب الساعي، ضمن فعالية “الرازجي”، جاء ليؤكد حرص الوزارة على تعزيز الموروث القطري الأصيل، الذي يساهم في توثيق العلاقات الاجتماعية، وتوطيد الروابط بين الأهل والجيران وبين أبناء الفريج الواحد.
وأضاف أن فعالية “الرازجي” وأنشطتها المختلفة جذبت الزوار من مختلف الأعمار في درب الساعي الذي أصبح واجهة الثقافة والتراث القطري، لافتا إلى وجود فعاليات موجهة لجميع الفئات العمرية بما يساهم في توفير تجربة شاملة تجمع الأسرة معًا، وخلق ذكريات جميلة للأجيال القادمة.
وأوضح مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال أن الإقبال الكبير للاحتفال بليلة القرنقعوه في درب الساعي، رسم صورة تراثية عكست أصالة التراث القطري، حيث شارك الأطفال وهم يرتدون أزيائهم التراثية الملونة والزاهية، في الاحتفال فرحين بما جمعوه من وهدايا على أنغام أهازيج القرنقعوه، إضافة إلى مشاركتهم في الفعاليات التجمع بين الترفيه والتعليم.
ويعتبر القرنقعوه أحد الاحتفالات الخاصة بدولة قطر ومنطقة الخليج العربي، وهو أحد المناسبات الرمضانية المفضلة لدى الأطفال الذين يقومون خلاله بالتنقل من بيت إلى بيت لجمع الحلوى التي يقدمها لهم الجيران، وتبدأ الاحتفالات بعد صلاة المغرب، حيث يطوف الأطفال المنازل المجاورة طارقين أبوابها ليجمعوا الحلوى والمكسرات، وهم يرددون أغنيات وأهازيج القرنقعوه التقليدية.
وشهدت مسابقة الرازجي التي تقام يوميا في ساحة العلم، وتقدمها الإعلامية إيمان الكعبي، زخمًا كبيرًا في ليلة القرنقعوه، وتنوعت محاورها لتشمل كل ما يتعلق بالقرنقعوه، سواء من حيث الملابس التراثية، وكيفية استقبال ليلة القرنقعوه، إضافة إلى رصد العادات والتقاليد المجتمعية المتبعة خلال الاحتفال بهذه الليلة الرمضانية.
وطاف “المطوع” والأطفال من حوله أروقة درب الساعي، وهم يرتدون الملابس التقليدية التراثية ويؤدّون “التحميدة” ويرددون بأدعية التحميد والتهليل والشكر لله، وذلك إحياءً للموروث الشعبي الأصيل، وكان “المطوع” يتولى قديماً تعليم الصغار أركان الإسلام، وتحفيظ القرآن، والأحاديث النبوية، إضافة إلى التدريب على مهارات الكتابة، والحساب، والخط.
من جانبه نظم مركز قطر للتصوير التابع لوزارة الثقافة، استوديو للتصوير الفوتوغرافي، تم تجهيزه بكافة المعدات اللازمة لخلق تجربة تصوير مميزة، لتوثيق احتفالات الزوار بليلة القرنقعوه، وذلك في الجناح الخاص بالمركز، ضمن فعالية “الرازجي، بدرب الساعي.
وتقدم فعالية “الرازجي” التي تقرر تمديدها حتى يوم السبت 15 مارس الجاري، تجربة ثقافية متكاملة تعكس روح شهر رمضان الفضيل، من خلال بعض الأنشطة والفعاليات منها: الرميلة والبدع وبراحة الأطفال وليلة القرنقعوه، إضافة إلى العديد من البرامج والورش التفاعلية، في أجواء رمضانية ممزوجة بالتراث والفن والفنون الشعبية والحرف التقليدية، ما جعلها وجهة مثالية للجميع للاستمتاع بالأجواء الرمضانية.