تتواصل فعالية “الرازجي”، التي تنظمها وزارة الثقافة في مقر درب الساعي بمنطقة أم صلال، حتى 14 مارس الجاري، لإحياء التراث الثقافي والاستمتاع بالعادات القطرية التقليدية، في تجربة ثقافية غنية وسط أجواء رمضانية مميزة.
وتشهد فعالية “الرازجي” إقبالًا جماهيريًا كبيرًا من العائلات من المواطنين والمقيمين بصحبة أبنائهم من أجل الاستمتاع بأجواء رمضانية استثنائية مصحوبة بمجموعة من الأنشطة الترفيهية والتجارب الثقافية الفريدة.
وتعد مسابقة الرازجي، من بين الأنشطة المصاحبة لفعالية “الرازجي”، وتقام يوميًا في ساحة العلم، في تمام التاسعة مساءً، وتقدمها الإعلامية إيمان الكعبي مديرة المركز الإعلامي القطري التابع لوزارة الثقافة.
وتجرى المسابقة في أجواء من المنافسة بين الأطفال من مختلف الفئات والأعمار، حيث يتعرفون من خلالها على جوانب عديدة من التراث القطري، بما يسهم في تنمية الوعي بقيمة التراث القطري الأصيل، وتطرح الكعبي العديد من الأسئلة حول التراث والموروث القطري والعادات والتقاليد والأماكن السياحية والتراثية، وتشهد المسابقة حضورًا لافتا.
من جانبها، قالت الإعلامية إيمان الكعبي إن تجربة المسابقة مثيرة للغاية، موجهة الشكر إلى وزارة الثقافة على إقامة هذه المسابقات، ومؤكدة على أن المسابقة تحرص على التنوع في تقديم الأسئلة لتشمل جوانب التراث القطري المختلفة، مما يجعل المسابقة فرصة كبيرة لتوعيتهم بالقيم الوطنية والتراثية الكبيرة، وتعزز التراث والهوية الوطنية في نفوس الجميع.
وأضافت أنه يتم طرح الأسئلة على المشاركين بغية إثارة روح التنافس الشريف بينهم، حيث تستهدف المسابقة إثارة روح التحدي والمنافسة بين المتسابقين، مشيدة بالوعي الكبيرة الذي يمتع به المتسابقون في إجاباتهم عن أسئلة المسابقة، إضافة إلى التجاوب من الفقرات المتنوعة التي تقدمها المسابقة.
بدوره يقدم الفنان محمد حسن المحمدي، فقرة تراثية يومية للأطفال ضمن فعاليات “الرازجي”، تجسد شخصية “المطوع”، وذلك إحياءً للموروث الشعبي الأصيل، وقال إن “المطوع” هو الشخص الذي يجمع الأطفال حوله وهم يرتدون الملابس التقليدية التراثية التي تعبر عن روح الألفة والالتقاء، ويطوفون في أروقة الفريج قديم، يؤدّون “التحميدة” ويرددون بأدعية التحميد والتهليل والشكر لله، مشيرا إلى إن فعالية “المطوع” تشهد تفاعلا كبيراً، لما لها من تفرد ملحوظ تناقلته قصص الأجداد.
وأوضح المحمدي أن “المطوع” كان يتولى قديماً تعليم الصغار أركان الإسلام، وتحفيظ القرآن، والأحاديث النبوية، إضافة إلى التدريب على مهارات الكتابة، والحساب، والخط، بينما كان الآباء في رحلات الغوص لمدد تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أشهر داخل البحر، مبينا أن “المطوع” كان محبوباً مُهاباً، يحتل مكانة خاصة بين أهل “الفريج”.
ومن بين العبارات التي يرددها الأطفال خلف “المطوع”، “الحمد لله الذي هدانا.. للدين والإسلام واجتبانا.. سبحانه من خالق سبحانه.. بفضله علمنا القرآن.. نحمده وحقه أن يحمدَا.. حمداً كثيراً ليس يحصى عددَا.. طول الليالي والزمان سرمدَا.. أشهد بأن الله فرداً واحد.. وأن رسوله النبي الأمجد”.
وكان أهل قطر قديماً يؤدّون “التحميدة” للطفل الذي يحفظ القرآن الكريم كاملاً، وكانوا يطوفون به في الفريج وهو يرتدي أجمل ملابسه (الثوب والغترة والعقال والبشت) وإعطائه سيف صغير، ويكون بجانبه أصحابه يحملون العود والبخور، مع ترديد الأدعية والأهازيج الشعبية، وكانت جميع البيوت تقوم بإعطائه الهدايا والنقود والحلويات من باب التشجيع.
وتتضمن فعالية الرازجي مجموعة من المناطق ومنها، منطقة الرميلة وهي سوق شعبي يضم مجموعة متنوعة من المحلات التي تعرض المنتجات اليدوية التقليدية، ويعرض السوق مجموعة واسعة من المنتجات اليدوية مثل: المشغولات اليدوية التقليدية، والحرف اليدوية المتنوعة، والمنتجات التراثية، ويتميز السوق بأجوائه الحيوية، حيث يجذب الزوار من مختلف الأعمار، ويوفر فرصة للتجول والتسوق والاستمتاع بالأجواء الشعبية المميزة.
وكما تضم الفعالية منطقة للألعاب الشعبية تحظى بحضور قوي، وتضفي جوًا من المرح والتسلية وتُساهم في خلق تجربة ممتعة، كما تُعد جزءًا لا يتجزأ من الموروث الشعبي والتراث الثقافي، وتساهم في الحفاظ على الهوية الوطنية، بالإضافة إلى أنها تعكس قيمًا اجتماعية وثقافية مهمة، مثل التعاون والمنافسة الشريفة، وتُساهم في نقل العادات والتقاليد من جيل إلى جيل.
وتسعى فعالية “الرازجي” إلى تقديم تجربة ثقافية متكاملة تعكس روح شهر رمضان الفضيل، من خلال بعض الأنشطة والفعاليات مثل: البدع التي تحاكي أسواق الأجداد، وبراحة الأطفال المليئة بالأنشطة الترفيهية المقدمة للأطفال، ومنطقة لتوزيع هدايا القرنقعوه، في أجواء رمضانية ممزوجة بالتراث والفن والفنون الشعبية والحرف التقليدية، ما يجعلها وجهة مثالية للجميع للاستمتاع بالأجواء الرمضانية.