اختتم مهرجان الدوحة المسرحي عروض الدورة السادسة والثلاثين في عاشر أيامه يوم أمس، وسط إقبال جماهيري لافت، على مسرح “يوفنيو”، بمشاركة باقة منوعة من الفعاليات تتضمن 10 عروض مسرحية.
واستقطب المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة، تحت شعار (لنجعل المسرح.. مرآة حياتنا)، حتى 4 يونيو المقبل، مئات الزوار يوميًا، ويقدم المهرجان عروضًا مسرحية ممتعة تتعدد فيها الاتجاهات الفكرية والمعالجات الفنية، إضافة إلى الندوات الفكرية والفنية.
وزار يوم أمس المهرجان مجموعة من الفنانين والضيوف من الخليج والوطن العربي، وأبدوا اعجابهم بمهرجان الدوحة المسرحي وما يتضمنه من فعاليات وعروض مسرحية ساهمت في اكتشاف مواهب ووجوه جديدة.
وفي هذا السياق قال السيد عمر غباش رئيس صندوق التكافل الاجتماعي للمسرحية في الإمارات: يشكل مهرجان الدوحة المسرحية أهمية كبيرة للمسرح في دولة قطر، وفي الوطن العربي والخليج، حيث يعتبر المهرجان فرصة لالتقاء الفنانين والتعرف على بعضهم وتبادل الخبرات فيما بينهم، بالإضافة إلى التناقش بين المخرجين، والمؤلفين والممثلين وغيرهم.
ولفت إلى أن معظم العروض المسرحية في المهرجان هي عروض شابة، ما يتيح لهم التعرف على الرؤى النقدية والاعمال الفنية، مشيرًا إلى أن المهرجان يساهم في تطوير تجربة الفنان المسرحي سواء كان ممثل مخرج مؤلف أو فني وتقني.
من جهته أشاد الفنان محمد الحملي من دولة الكويت، بكل ما تضمنه المهرجان الدوحة المسرحي في نسخته الـ 36، حيث إنه ساهم في اكتشاف العديد من الوجوه الفني، بالإضافة إلى ابرازه الدور المسرحي واهمية المسرح في الدول العربية والخليجية لكونه يناقش قضايا مختلفة ويسلط الضوء على أخرى تعيشها المجتمعات.
وقالت الفنانة البحرينية سمر الزاكي إنها استمتعت بفعاليات هذه الدورة من مهرجان الدوحة المسرحي الذي أثبت تميزه ونجاحه -حسبما أكدت- بفضل العروض والضيوف المتواجدين فيه، مبينة أن السعادة الحقيقية بالنسبة لهذه المهرجانات تكتمل برؤية المواهب الجديدة والطاقات الفنية الصاعدة التي تتحس طريقها في هذا المجال.
وأشارت إلى أن المهرجان تميز بشكل كبير بتواجد النجوم سواء من قطر أو من الخليج والوطن العربي بأكمله، موضحة أن هذا التواجد يصنع حالة مسرحية مميزة، ويكون إضافة كبيرة للمسرح والمسرحيين بشكل عام، وذلك من خلال المناقشات والندوات والتعليقات والآراء الخاصة بنجوم المسرح الموجودين في هذا الحدث.
وشهد ثامن أيام المهرجان، الذي ينظمه مركز شؤون المسرح بالتعاون مع مركز قطر للفعاليات، عرض مسرحية ” بين قلبين” التي قدمتها شركة مشيرب للإنتاج، والمسرحية من تأليف طالب الدوس، وإخراج محمد الملا ومساعد مخرج وليد جابر.
ويشارك في بطولة مسرحية: خالد الحمادي، علي ربشة، سودابة خليفة، فهد القريشي، هيا السعيد، ناصر حبيب، علي حسين، علي الشرشني، جاسم السعدي، محمد علي، سامح الهاجري.
وحول رسالة العمل قال المخرج محمد الملا: إن كل مشهد مسرحية بين قلبين يتناول قضية من قضايا المجتمع سواء كانت القضايا المحلية أو أخرى عالمية وأخرى تخص الوطن العربي، وفي نفس الوقت وضع المؤلف هذه القضايا في قالب درامي متسلسل وموحد، لافتا إلى أن من ضمن القضايا التي تتناولها المسرحية قضية الأرض وفلسطين والأرض المحتلة، علاوة على قضايا التواصل الاجتماعي أيضا.
ولفت إلى أن العمل يتميز بأن كل شخصية لديها دور مختص، كما تتناول كل شخصية التنوع والتنقل، كما أن مؤلف العمل حرص على كتابته بطريقة غير مباشرة، بحيث أن ينتمي إلى عدة دول ومعالم وليس مرتبطا بعالم واحد.
وأوضح مخرج العمل، إلى حرصه على التنوع بين الممثلين الذي استقطبهم من مختلف دول الخليج، وذلك بهدف تنوع الثقافة الخليجية في هذا العمل والتبادل الثقافي الذي يضيف للمهرجان وللمخرج أيضا.
عقب المسرحية شهد المهرجان ندوة تطبيقية حاضر فيها علي ميرزا محمود وبشرى مالك، وحضرها كوكبة من الفنانيين والمسرحيين والمهتمين بشؤون المسرح، وقدموا خلالها ملاحظاتهم على النص والإخراج.
وحول ذلك قال الفنان محمد الحملي: إن مسرحية بين قلبين كانت ممتعة جدا والدليل استمتاع الجمهور بمشاهدتها وتفاعل معها، ولكن هناك بعض الملاحظات البسيطة بما ان الممثلون كانوا يتحدثون باللغة العربية الفصحى، كما أن السجع الذي كان في حوار النص تم كسره في بعض الأماكن من العرض.
أما الفنان صفوت الغشم فقال: تعتبر مسرحية “بين قلبين” نقلة نوعية والثبات على الموهبة، اذ ان هذا النص سوف يشق طريقة إلى المسارح العربية بكونه نجح بكل تفاصيله في مهرجان الدوحة المسرحي، كما أن النص يناقش قضية الأمة وهي القضية الفلسطينية.
تجدر الإشارة إلى أن المهرجان يعرض في يومه الختامي اليوم الثلاثاء محطات مسرحية التي تسلط الضوء على المسرح القطري والمسرحيات القطرية سابقًا، وكذلك إقامة حفل ختام المسرح والذي سيشهد تكريم المشاركين والاعلان عن العرض الفائز وتوزيع الجوائز.
جدير بالذكر أن مهرجان الدوحة المسرحي يجسد أهداف وزارة الثقافة الساعية إلى تفعيل الحركة المسرحية وتطويرها، فضلاً عن تنمية الوعي المسرحي لدى المسرحيين الشباب من خلال الندوات الفكرية والفنية، ودعم وتشجيع التجارب المسرحية المحلية المتميزة.