تتواصل لليوم الثامن على التوالي، فعاليات الدورة السادسة والثلاثين من مهرجان الدوحة المسرحي، وسط إقبال جماهيري لافت، على مسرح “يوفنيو”، بمشاركة باقة منوعة من الفعاليات تتضمن 10 عروض مسرحية.

ويستقطب المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة، تحت شعار (لنجعل المسرح.. مرآة حياتنا). حتى 4 يونيو المقبل، مئات الزوار يوميًا، ويقدم المهرجان عروضًا مسرحية ممتعة تتعدد فيها الاتجاهات الفكرية والمعالجات الفنية، إضافة إلى الندوات الفكرية والفنية.

وزار يوم أمس المهرجان مجموعة من الفنانين والضيوف من الخليج والوطن العربي، وأبدوا اعجابهم بمهرجان الدوحة المسرحي وما يتضمنه من فعاليات وعروض مسرحية ساهمت في اكتشاف مواهب ووجوه جديدة.

وفي هذا السياق قال الفنان القدير سعيد المناعي: نشكر وزارة الثقافة والقائمين على مهرجان الدوحة المسرحي في نسخته ال 36، حيث قدم المهرجان العديد من العروض المسرحية الجميلة والتي نالت اعجاب الجميع ويشار لها بالبنان، لافتا إلى أن المهرجان ساهم في بروز وجوه جديدة على الساحة الفنية.

وأضاف المناعي: إن مثل هذه المهرجان تثري الساحة الفني وترفدها بالوجوه الفنية الشابة من خلال العروض التي تم تقديمها طيلة أيام المهرجان السنوي.

من جهتها قالت الفنانة سهام محمد: إن هذه النسخة من المهرجان تعتبر مميزة من حيث العروض المسرحية، وكذلك الوجه الفنية المشاركة أيضا، مشيرة إلى ان مشاركتها في هذه النسخة من المهرجان بعرض (قصة حب في الثمانين) والتي نالت اعجاب الجمهور.

وأضافت: إن العروض المسرحية هذا العام برزت فيها الكوميديا بشكل أكبر، كما انها اكتشف من خلالها العديد من المواهب الجديدة والواعدة، وهو ما يدل على ان المهرجان سيجني ثماره في المستقبل القريب برفد الساحة الفنية والأدبية بعناصر شابة.

وقال حسن رجب: من المهم أن يكون في كل دولة مهرجانات مماثلة، وذلك لأهمية هذه المهرجانات المحلية التي تخلق روح التنافس بين الفرق المسرحية الأهلية، علاوة على أهمية الظواهر الثقافية ومنها المسرحية، خاصة وأن مثل هذه الظواهر والمهرجانات تتيح الفرصة للهواة والفنانين من ممارسة هوايتهم وعملهم بالمكان الصحيح والمناسب، مشيرًا إلى أن استقطاب الأساتذة والفنانين العملاقة والمخضرمين إلى مثل هذه المهرجانات سوف يقومون بتوجيه الوجوه الشابة الى المسار الفني الصحيح، وكذلك تبادل الخبرات فيما بين الفنانين.

وشهد ثامن أيام المهرجان، الذي ينظمه مركز شؤون المسرح بالتعاون مع مركز قطر للفعاليات، عرض مسرحية (مزيون وظبية) التي قدمتها شركة الذاكرة للفنون والتراث، والمسرحية من تأليف حمد الرميحي وإعداد وإخراج علي حسن، ومساعد مخرج فيصل التميمي، مدير إنتاج حمود سعيد، سينوغرافيا عبد الله البكري، الاستعراضات من ألحان وتصميم فيصل التميمي.

ويشارك في بطولة مسرحية (مزيون وظبية) مجموعة من الفنانين من بينهم: خالد ربيعة، مشعل الدوسري، زهرة الأنصاري، حسن إبراهيم، سلمان سالم، العنود الخوري، فيصل الدوسري، عبد الله التميمي، عبد الرحمن كساب.

وحول رسالة العمل قال المخرج علي حسن: إن المسرحية تقدم رسالة إنسانية عميقة مفادها أن الجميع سواسية عند الله، مضيفًا أن المسرحية تدور حول مزيون “العبد” وظبية “ابنة النوخذة” وهي أنانية بطباعها وتريد أن تتقرب من مزيون لأنه يمتلك صوتًا جميلًا. فيما يعاني مزيون من اضطهاد عنصري كبير حتى بعد أن يحصل على حريته يجد العديد من المتاعب والصعوبات، خاصة بعد أن تقدم مزيون لطلب ظبية من والدها ورفض أن يزوجه ابنته بداعي انه كان عبدًا يعمل لديه، قبل ان يتم تحريره من العبودية، ولان العبد مزيون تجرأ لطلب الزواج من ابنة النوخذة قام النوخذة بأمر الحرس بضرب مزيون ضربًا مبرحًا حتى اغشي عليه، وذلك لأنه فقط تقدم للزواج من ابنة النوخذة، إضافة إلى العديد من الأمور الأخرى التي سيكشفها النص على خشبة المسرح.

عقب المسرحية شهد المهرجان ندوة تطبيقية حاضر فيها علي ميرزا محمود وبشرى مالك، وحضرها كوكبة من الفنانيين والمسرحيين والمهتمين بشؤون المسرح، وقدموا خلالها ملاحظاتهم على على النص والإخراج.

وقال علي ميرزا محمود: احتوى العرض على ثلاث قضايا وقصص وهي الأبيض والأسود، المجموعة ما بين منافق ومؤيد، وهذا التنوع يستطيع أي معد آخر أن يركز فيه فقط على قضية الأبيض والأسود، لأننا نرى أن اقحام قضية الثوري في موضوع النص جاءت غير مناسبة مع الطرح العام للفكرة والتمييز العنصري في النص، ولكن أراد المؤلف هذا الاقحام الذي تبناه المخرج أيضًا.

وأضاف نـحن كنا امام نص متكامل ومترابط متماسك ومتطور ومتسارع ومتنامي الاحداث وقوي البناء الدرامي، وعلى مستوى الإخراج أبهرنا في هذا المجهود الكبير الذي بذله والذي اشعر المتابعين أنهم امام مجهود كبير وواضح.