تتواصل لليوم السادس على التوالي، فعاليات الدورة السادسة والثلاثين من مهرجان الدوحة المسرحي، وسط إقبال جماهيري لافت، على مسرح “يوفنيو”، بمشاركة باقة منوعة من الفعاليات تتضمن 10 عروض مسرحية.
ويستقطب المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة، تحت شعار (لنجعل المسرح.. مرآة حياتنا)، حتى 4 يونيو المقبل، مئات الزوار يوميًا، ويقدم المهرجان عروضًا مسرحية ممتعة تتعدد فيها الاتجاهات الفكرية والمعالجات الفنية، إضافة إلى الندوات الفكرية والفنية.
وزار مهرجان الدوحة المسرحي يوم أمس وفد إماراتي من الفنانين والإعلاميين من بينهم الفنانة القديرة موزة المزروعي والإعلامية عائشة عبد الرحمن والفنان علي خميس، وغيرهم.
وفي هذا السياق قال الفنان علي ميرزا: يعتبر مهرجان الدوحة المسرحي عرس سنوي وحصيلة أكثر من خمسين سنة من العمل المتواصل، وأشخاصا قد ضحوا بالكثير لأجل أن يوصل المسرح إلى هذا المستوى، والحضور الجميل.
وأشاد ميرزا بمسرحية “خرابة” لافتا إلى انها جاءت متنوعة ونالت اعجاب الجمهور الذي تفاعل معها، حيث قدم القائمون على المسرحية مستوى مناسب.
وقال الفنان عبدالله ملك عضو لجنة التحكيم: يتميز مهرجان الدوحة المسرحي بحضور كبير من الخليج والوطن العربي، وهو ما يعكس الاهتمام الواضح بالمهرجان، لافتًا إلى أن العروض المسرحية متفاوتة ولكل منها طابعه الخاص.
وأضاف لوحظ التطور على المستوى الفني في الآداء، وذلك لوجود محفزات ودافع كبير وهو الجوائز المخصصة للمهرجان التي جعلت الفرق الاهلية تتسابق في تقديم كل ما لديها.
من جهتها قالت الفنانة الكويتية باسمة حمادة: عملت دولة قطر جاهدة على اعداد مهرجان مسرحي جمع نجوم الفن والفنانين المخضرمين المؤسسين للحركة الفنية القطرية ونخبة من النجوم الشباب الذي يملك الموهبة في العرض والتقديم، وأنا أطلق على كل مهرجان فني “العرس الفني” لأن العرس يجتمع فيه الأهل والأصدقاء والأحباب والجيران، ونعيش مع كل عرض حالته النفسية إيجابيه أو سلبية أو يجمع الجهتين، فكلنا نعلم بأن المسرح هو العالم ولكنه مصغر وبشرائح معينة لكل قصة أو لكل بيت وبكل زمن، فالمسرح يرجع للماضي القديم جدًا إلى الماضي الأوسط، ثم إلى الحاضر ثم أحيانًا تنبؤات مستقبلية، فالمهرجان واجهه لكل بلد.
وتوجهت الفنانة بالشكر لكل القائمين على هذا التنظيم والحفاوة والاستقبال والبهجة والجمعة الممتعة من كل قطر، هو مشهد يحمل معاني جميلة للفن.
وقالت الفنانة موزة المزروعي من الوفد الإماراتي: كوني واحدة من الرعيل الأول وجيل المؤسسين للمسرح بدولة الإمارات فأنا عاشقة لهذا الكيان الذي يجمعنا دائماً بكل حب ومودة وإبداع لنعبر عن أنفسنا كمسرحيين بفننا ونقدم رسالتنا للجمهور والمسرح.
وأضافت: أنا سعيدة جدًا لتواجدي بالمهرجان ورؤيتي لكثير من الفنانين القطريين والعرب وعلى رأسهم زميلتي وصديقتي هدية سعيد، وفي الحقيقة سعادتي اكتملت لما شاهدته من بهجة وسعادة على وجوه الجميع هنا بفضل الأجواء المسرحية الرائعة التي ترعاها وتنظمها وزارة الثقافة في قطر والقائمين على المهرجان.
وشهد سادس أيام المهرجان، الذي ينظمه مركز شؤون المسرح بالتعاون مع مركز قطر للفعاليات، عرض مسرحية “الخرابة” التي تدور أحداثها حول قضية الميراث بشكل عام، حيث تقدم المسرحية مجموعة من المواقف التي تعكس الخلافات والصراعات بين أبناء العم حول الميراث المتمثل في “الخرابة”، وتم تقديمها في إطار اجتماعي يغلب عليه الكوميديا من خلال عائلة تملك منزلًا مهجورًا من فترة بعيدة، يزعم بعض الأشخاص أن هذا المنزل مسكون من الجان ويريد بعض من أفراد هذه العائلة بيع المنزل والاستفادة من ماله، الأمر الذي يحدث انقساما بين مؤيد ومعارض لبيع هذه الخرابة .
والمسرحية من تأليف خليفة السيد، وإخراج سالم المنصوري، ويشارك في التمثيل كل من: محمد حسن المحمدي، أحمد الخياط، ريم السويدي، إبراهيم الدوسري، عبد الله حسن، مريم عاطف عمار، حيدر العنيزي، والسينوغرافيا لعبد الله البكري وغيرهم.
وحول العرض قال الفنان سالم المنصوري: إن العرض يدور حول قضية الميراث بشكل عام، حيث تقدم المسرحية مجموعة من المواقف التي تعكس الصراعات على الميراث المتمثل في “الخرابة”.
فيما قالت الفنانة الشابة مريم عاطف عمار إنها تشارك لأول مرة في المهرجان وتقوم بدور “عفرة” وهي بنت العم التي تحاول أن تدافع عن الخرابة التي تعيش فيها، مؤكدة أن فريق العمل وعلى رأسه المخرج سالم المنصوري قدموا لها كل الدعم والمساندة لتتغلب على توترها ورهبتها من المسرح في أولى تجاربها ومشاركاتها المسرحية.
عقب المسرحية شهد المهرجان ندوة تطبيقية حاضر فيها كل الدكتور بهاء الشمري، وعرفة حسن.
وقال الدكتور بهاء الشمري: يرتقي العرض المسرحي في مصاف العروض التي قدمت سابقا ولكن هناك بعض الإشكالات التي وقع فيها المخرج ومن ضمنها أنه في المشهد الأول هناك هبوط في الإيقاع فضلا عن البعد السينوغرافي، حيث كان هناك خطأ في قياس الأبعاد بينما هو موجود من كتل ديكورية في مقدمة المسرح.
وأضاف من ناحية العرض استطاع المخرج أن يقدم نوع من الفكر الاجتماعي الذي قد يكون متأصلا في جذور الثقافة العربية بصورة واضحة جدا من خلال الرجورع الى العادات والتقاليد والاشعار.
ويعرض المهرجان في سابع ايامه غدا مسرحية “روح المرحومة” لفرقة قطر المسرحية ، ضمن باقة منوعة من العروض المسرحية، والمسرحية من تأليف أناتولي لوناشارسكي، وإعداد فيصل رشيد، وإخراج خالد خميس.
جدير بالذكر أن مهرجان الدوحة المسرحي يجسد أهداف وزارة الثقافة الساعية إلى تفعيل الحركة المسرحية وتطويرها، فضلاً عن تنمية الوعي المسرحي لدى المسرحيين الشباب من خلال الندوات الفكرية والفنية، ودعم وتشجيع التجارب المسرحية المحلية المتميزة.