تتواصل لليوم السابع على التوالي، فعاليات الدورة السادسة والثلاثين من مهرجان الدوحة المسرحي، وسط إقبال جماهيري لافت، على مسرح “يوفنيو”، بمشاركة باقة منوعة من الفعاليات تتضمن 10 عروض مسرحية.

ويستقطب المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة، تحت شعار (لنجعل المسرح.. مرآة حياتنا)، حتى 4 يونيو المقبل، مئات الزوار يوميًا. ويقدم المهرجان عروضًا مسرحية ممتعة تتعدد فيها الاتجاهات الفكرية والمعالجات الفنية، إضافة إلى الندوات الفكرية والفنية.

وفي هذا السياق قال عبد الرحمن المناعي مخرج ومؤلف: تميز مهرجان الدوحة المسرحي في نسخته الحالية بتنظيم رائع، ومشاركات واسعة، وبالرغم من غياب مسرح قطر الوطني إلا أنه تم إيجاد البديل، موضحًا أن مستوى العروض دون المستوى المطلوب وكنا نأمل أن نرى عروضًا مميزة أفضل من التي يتم عرضها خاصة وأن المهرجات مكتملًا من نواحي عديدة، حيث إن العروض ليست بالمستوى المأمول، إذ كنا نتمنى أن تكون هناك خطوة إلى الامام وأفضل من النسخة السابقة من المهرجان.

وأضاف، أن عدم تأدية العروض بالشكل المطلوب يعود إلى أسباب ومنها سرعة الاعداد والتجهيزات للمشاركة في المهرجان، داعيا إلى التأني في المشاركة بالمهرجانات في حال عدم تقديم عروض مناسبة وملائمة منوهًا إلى أن المهرجان بشكل عام يعتبر خطوة إلى الأمام.

من جانبه أشاد الفنان سعد بخيت بمستوى المهرجان حيث تنوع العروض وتسليط الضوء على بعض القضايا في قالب كوميدي نال اعجاب الجمهور، لافتًا إلى أن المهرجان ناجح بالإمكانيات العالية المتاحة، والضيوف والزوار الذين يتوافدون من مختلف الدول الخليجية والعربية للحضور والمشاركة في فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي.

أما الفنانة ياسمين إبراهيم فقالت: أنا ابنة المهرجان وسعيدة بالنجاح المبهر الذي حققه طيلة أيامه، معبرة عن سعادتها بتنظيم الدورة الحالية لمهرجان الدوحة المسرحي، مؤكدة أنها تعتبر نفسها ابنة هذا الحدث المسرحي الكبير، حيث غنها شاركت فيه منذ أن كان عمرها 11 سنة.

وأضافت: استمتعت جدًا بما شاهدته من عروض مسرحية حتى الآن، وأتمنى التوفيق للجميع وأن ينالوا ما يستحقونه من تقدير وإشادة جماهيرية على جهودهم التي بذلوها في هذه العروض.

أما الفنان جمعان الرويعي فيرى، أن مثل هذه المهرجانات هي حافز لصناعة الممثلين والمخرجين والكتاب، حيث تتيح هذه المهرجانات الى ابراز التحديات واكتشاف المواهب الصاعدة والواعدة التي تسهم في تطوير الحركة المسرحية لاسيما في قطر والخليج والوطن العربي ككل.

وأضاف الرويعي: التقينا من خلال مهرجان الدوحة المسرحي في الكثير من الوجوه الفنية والفنانين المخضرمين حيث يعتبر هذا المهرجان ملتقى للجميع، مشيرًا إلى ان خشبة المسرح شهدت تجارب جديدة وأفكارًا متنوعة ومتميزة علاوة على ظهور ممثلين ومخرجين جدد يحاولون ابراز انفسهم عبر المسرح ومن خلال هذه المهرجانات.

وشهد سابع أيام المهرجان، الذي ينظمه مركز شؤون المسرح بالتعاون مع مركز قطر للفعاليات، عرض مسرحية “روح المرحومة” التي تدور أحداثها حول قضية اجتماعية وهي إيمان الناس بالدجل والشعوذة.

وقال خالد خميس مخرج العمل: تسعى فرقة الوطن المسرحية بشكل دائم إلى تقديم أعمال تلامس المجتمع والإنسان بشكل عام، موضحا تسلط المسرحية الضوء على الدجل والشعوذة بقالب كوميدي يتناول جانبا من الخزعبلات والخرافات.

وأضاف، يتم تقديم المسرحية في فصل واحد متواصل ومتكامل، قدم فيه القائمون على المسرحية جهود منظمة وكبيرة قام فيه الممثلين في هذا العمل.

ولفت إلى أن طاقم الإخراج بأشراف المخرج ناصر عبد الرضا المشرف الفني للمسرحية، تقديم مسرحية متكاملة معبرة يقوم فيها كل ممثل بالدور المنوط به.

وفيما يخص الإخراج أوضح خميس، تم التركيز على الممثل كأهم عنصر في العمل المسرحي، بالإضافة إلى الجانب السنوغرافي التي تتمثل حول شاشة عملاقة تم استخدام المسرح كبعد مكمل لها، إذ أن أي تغير يطرأ على الشاشة ينطبق على المسرح.

من جهته قال فيصل رشيد معد العمل: إن المسرحية عبارة عن نص لكاتب سوفيتي، تم إعداده بشكل متناسق يتناسب مع كل ممثل، وهو عمل فني خفيف يمزج بين العناصر الخبرة والشباب.

وأضاف، يتناول العمل شيء من الواقع والفنتازيا، عن ممثل يقوم بدور الدجال الذي يبيع الوهم للناس مستغلا العاطفة لديهم للقيام بذلك، مشيرا إلى انه ارتكز في المسرحية على اسقاطات خفيفة يعيشها الواقع.

عقب المسرحية شهد المهرجان ندوة تطبيقية حاضر فيها كل الدكتور عمر دوارة وياسر عوض، وحضرها كوكبة من الفنانيين والمسرحيين والمهتمين بشؤون المسرح، وقدموا خلالها ملاحظاتهم على على النص والإخراج.

وقال الدكتور عمر دوارة مخرج ومنتج مسرحي: نحن سعداء بهذا العرض من مسرحية روح المرحومة، والمسرح المتكامل من حيث الإضاءة وغيرها مما ساعد على نجاح العرض، لافتا إلى أن هذا النص قدم عدة مرات ومنها في عام 1966 في القاهرة، وكذلك في عام 2002 في يوم المسرح العالمي بسوريا، وكذلك في عام 2022 أيضا، وغالبا عندما يقدم هذا النص يتم تقديمه اعداد وإخراج، لافتًا إلى أن من أسباب الاستمتاع ونجاح العرض أن الفنان فيصل رشيد معد العمل هو نفسه الممثل أيضا مما ساعده على التألق والابداع في التقديم، مشيرا إلى أن النص يندرج تحت اسم الكوميديا السوداء، والموسيقى والإضاءة توظفت بشكل جيد، معتقدا انه كان من الممكن استخدام السينوغرافيا بشكل جيد مع التكنولوجيا الحديثة حيث من الممكن استخدام الى جانب الشاشة لمسات أخرى وخدع تضيف للعرض.

ويرى ياسر عوض مخرج ومنتج مسرحي، أن المهرجان يعد مناسبة لإعادة توطين المسرح العربي، وأن هذا الوجود النوعي من الفنانين العرب بمختلف تاريخهم يمكن أن يوجد في مهرجانات أخرى إلا في الدوحة، وذلك لوجود فنانين من مختلف الجنسيات العربية على أرض قطر.

ولفت إلى أن نص مسرحية روح المرحومة يتكون من ثلاثة أوراق ومكتوب قبل 100 سنة، موضحًا عندما اتاني النص أحسست أن المخرج وكاتب السيناريو في تحد كبير وكان ذكي جدًا، ليوظفوا النص وتحويله إلى آخر قطري رغم أن الموضوع هو موجود في كل الوطن العربي.

وأضاف: أن المخرج استخدم اسلوبين لعرض الفكرة، الاسلوب الأول هو الكوميديا والأسلوب الثاني هو البرشتي، لافتًا إلى أنه تم الاعتماد على النص الأصلي ولكن من خلال التمرين والبروفات تمت كتابة الحوار، مشيرًا إلى أن عناصر العرض ومنها الحوار تحدثت فيه كل شخصية لغتها وهو أمر مهم في البناء الدرامي وأن تحافظ على هذا الأداء والايقاع للشخصية، مما أكمل الفرجة المسرحية.

تجدر الإشارة إلى أن المهرجان يعرض في ثامن أيامه اليوم السبت مسرحية ” سكة بن عاصي” لمؤسسة الوكرة للإنتاج الفني المسرحية ، ضمن باقة منوعة من العروض المسرحية، والمسرحية من تأليف وإخراج سعد بورشيد.

جدير بالذكر أن مهرجان الدوحة المسرحي يجسد أهداف وزارة الثقافة الساعية إلى تفعيل الحركة المسرحية وتطويرها، فضلاً عن تنمية الوعي المسرحي لدى المسرحيين الشباب من خلال الندوات الفكرية والفنية، ودعم وتشجيع التجارب المسرحية المحلية المتميزة.