ضمن عروض مهرجان الدوحة المسرحي السادس والثلاثين، قدمت مؤسسة الموال للإنتاج الفني مساء أمس العرض المسرحي «قصة حب في الثمانين» من تأليف وإخراج حمد الرميحي، تمثيل ناصر محمد، محمد أنور، يامور، هبة لطفي، سهام محمد، سليم درويش، وأحمد عبدالعزيز. وشهد العرض حضورًا جماهيريًا كبيرًا بمسرح (يوفنيو)، والعمل من النوع الاجتماعي يتناول همومًا إنسانية تطرح أكثر من مضمون بأسلوب كوميدي ساخر.

تدور أحداث المسرحية حول ذوات إنسانية تعيش في صراع مع واقعها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي ترفضه، لكنها لا تقوى على تغييره، فتلجأ الى مصطلح القدر لتخفيف وطأة الأزمة. هذا الصراع الوجودي الذي يمزق كيانها الإنساني لتعيش في حياة مأسوية تراجيدية كوميدية ساخرة، تطرح سؤالا إنسانيًا: (معقول؟).. لكن الجواب أكبر من وعيها الإنساني الذي ما زال يبحث عن معنى الحياة.

حاول الكاتب والمخرج حمد الرميحي في هذا العمل أن يكون مجددًا كما عهده الجمهور في مختلف الأعمال المسرحية التي قدمها خلال مسيرة تمتد نحو نصف قرن. يبحث عن مفردات وفضاءات فنية جمالية مسرحية في فن الكتابة والاخراج والسينوغرافيا.

شهدت قاعة الندوات أمس ندوة تعقيبيه عن العرض المسرحي (ساعة زمن) التي قدمتها فرقة الدوحة المسرحية، وشارك في الندوة كل من الفنان العماني طالب محمد والمخرج فهد الباكر، بحضور كوكبة من المسرحيين والمهتمين.

وقال الفنان طالب البلوشي إن العرض المسرحي (ساعة زمن) في نصه الأصلي جميل وينتمي إلى الشكل الفلسفي لكن كان ينبغي الاشتغال من ناحية الإخراج على النص فقد ظل النص سرديًا أكثر من اللازم، وقال إن المخرجة والكاتبة حنان صادق طرحت عدة أسئلة في المسرحية، وهي أسئلة مشروعة لكنها لم تكن مكتملة المعنى. وعاب على العمل النهايات الطويلة وتمدده لأكثر من ساعة، مؤكدا أن هناك عناصر إيجابية في العرض المسرحي مثل الإضاءة والسينوغرافيا وأداء الممثلين.

بدوره قال المخرج فهد الباكر، إن الفكرة التي يقوم عليها العرض هي الزمن وتساءل: هل الفكرة تماشت مع المعالجة التي قدمتها المخرجة؟ مضيفا: أعتقد أن المعالجة لم توفق لأن الساعة التي قدمتها مادية في حين أن الزمن الحقيقي بداخل الانسان يتحكم فيه. وأشار إلى أن الشخصيات الموجودة لم تكن بالعمق المطلوب حيث غاب حاضرها وماضيها، ولم نعرف ما إذا كانت ظالمة أو مظلومة، حتى يتعاطف معها الجمهور سوى شخصية الأبكم كان فيها بناء درامي وكان يمكن أن يستخدم كزمن معطل، وفي هذا الحالة يخلق صراعا بين الشخصية المعطلة وباقي الشخصيات.

دشنت وزارة الثقافة على هامش فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي مساء أمس الأول كتابين جديدين من إصداراتها، يحمل الكتاب الأول عنوان (صاحب الـ 1000 وجه). والذي يوثق مسيرة الفنان القدير علي حسن أحد أبرز رواد الحركة المسرحية والدرامية في قطر، وأحد مؤسسي فرقة (المسرح القطري )، وله تاريخ كبير في الابداع التمثيلي حتى لقب بالفنان صاحب الألف وجه، وحازت أعماله على إعجاب الجمهور والنقاد، ما أهله لتلقي الكثير من الإشادات وحصوله على عدد من الجوائز.

ويحمل الكتاب الثاني عنوان (ذاكرة الفن القطري)، ويوثق لمسيرة الفنانة القديرة هدية سعيد التي تعتبر من أولى الفنانات القطريات اللاتي دخلن مجال الفن في السبعينيات وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا. بدأت بفرقة الأضواء المسرحية، وساهمت بأعمالها وأدوارها المتنوعة في تشكيل وجدان المشاهدين، وسطرت تاريخا مميزًا في ذاكرة الفن القطري والخليجي.

وثمن كل من الفنان علي حسن والفنانة هدية سعيد المبادرة التي قامت بها وزارة الثقافة ومركز شؤون المسرحي في توثيق مسيرة الرواد من الفنانين الذين كانت لهم بصمات مهدت الطريق للحركة المسرحية في قطر وساهمت في تشكيل وعي جيل التسعينيات والألفية الثالثة.