يجذب سور الأزبكية عددًا كبيرًا من زوار معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته ال 33، حيث يتوافد زوار من مختلف الفئات العمرية على 8 مكتبات تم إحاطتهم بسور يحاكي السور المتواجد في القاهرة من ناحية تصميمه، وتحليه بنفس الطابع المعماري، وفي هذا السياق أكد أصحاب المكتبات المشاركة على الإقبال الشديد على سور الأزبكية بسبب تمكين زوار المعرض من الوصول إلى الكثير من أمهات الكتب بإصدارتها القديمة التي تعود إلى ما قبل مائة عام وهو ما جعلهم يقومون بالتعريف بما يمتلكونه من نفائس بإبرازها في مزادات، شهدت حضور محبي الفكر والثقافة.

من جانبه أكد وائل سمير عبد العزيز نائب رئيس جمعية مكتبات سور الأزبكية وصاحب دار الخلود أن هذه المشاركة تعد الأولى لهم دوليًا، حيث حرصت وزارة الثقافة القطرية على دعوتهم، وأعرب عن سعادته لإتاحة هذه الفرصة من أجل الالتقاء بالباحثين عن أقدم الكتب ونوادرها.

وعن طبيعة الكتب الموجودة أكد أنه قد تم فيها مراعاة التنوع حيث جاءوا بكتب القانون وكتب التاريخ والأدب والفلسفة والتراث وكتب الأطفال، فضلًا عن توافر عدد كبير من الدوريات النادرة ومنها العدد الأول لجريدة الأهرام المصرية. وتحدث عن المزادات التي يقيمونها، موضحًا أنها تبدأ من 50 ريال للكتاب وتباع بهذا السعر إن لم تجد ما يزيد عن ذلك طبقًا لشروط المزاد التي تقضي بعدم ارتفاع الأسعار والمبالغة فيها، وأوضح أن أغلى كتاب قد بيع في هذا المزاد كان القاموس المحيط معجم للغة العربية، حيث بيع ب550 ريال، وقال أن الكتب تبدأ من ١٠ ريال ويرتفع السعر حسب ندرة الكتاب، ومن أهم وأندر الكتب التي جاء بها تاريخ الجبرتي، جولات محمد ثابت، وغير ذلك من الكتب النادرة.

ومن دار الحرم للتراث المشارك ضمن سور الأزبكية بمعرض الكتاب أكد ممدوح علي أحمد أن السور الذي يصل عمره إلى 107 عام قضاها في خدمة الثقافة المصرية والعربية، يشهد حاليًا في معرض الدوحة الدولي للكتاب إقبال كبير بعد أن حرص أصحاب المكتبات على الإتيان بعدد كبير للغاية من الكتب القديمة، وذلك بعد عقد جمعية مكتبات الأزبكية لاجتماع من أجل تنويع المحتوى وإظهار السوق كما يجب أن يكون، ومن النوادر التي يشاركون بها مجلة الرسالة، جريدة ثمرات الفنون التي تعود الى العام 1882, ومذكرات الشخصيات العامة، مجلة العربي الكويتية من العدد الأول للأخير، خطبة التوفيقية لزكي باشا مبارك، وكتاب الأغاني للأصفهاني، دائرة المعارف الإسلامية، ومجلات ميكي وماجد وسوبر مان، فضلًا عن توافر مجموعة كبيرة من الدوريات القديمة.

ويقول ناصر طه الذي يشارك بمكتبة تحمل اسمه أنه حرص على المشاركة بأندر الكتب في مختلف المجالات، وخاصة كتب التاريخ، وكذلك الكتب الخاصة بالأطفال، وكتب علم النفس والأدب، فضلاً عن الدوريات القديمة والنادرة، ومن أبرز ما يشارك به كتب: إسلام بلا مذاهب، قصة الحضارة، موسوعة سليم حسن، وعدد كبير من كتب مكتبة الأسرة، ويبدي طه سعادته الكبيرة بالمشاركة في معرض الدوحة للكتاب، لما يكتسب من أهمية كبيرة في أوساط الناشرين، والذين يحرصون على المشاركة فيه، خاصة وأنه يحظى بحضور جماهيري كبير، من عشاق القراءة. لافتًا إلى أن التصميم المميز لجناح سور الأزبكية في المعرض، والذي يضاهي موقعه في القاهرة ساهم في كذب الأنظار إليه وتحقيق المزيد من التعرف عليه.

وبدوره أكد أحمد عاطف عضو مجلس إدارة جمعية سور الأزبكية وصاحب مكتبة عاطف للتراث، أتينا ومعنا من كل بستان زهرة، وقد شهدنا إقبال كبير، بعد أن أحضرنا عناوين في كل المجالات طبعات نادرة تنتمي إلى القانون والتراث والأدب، مشيرًا إلى أن جميع ما تعرضه مكتبته هي كتب أصلية بالدرجة الأولى، ويكاد يكون لا نظير لها، علاوة على حرص المكتبة على استعادة القراء إلى الدوريات القديمة، مثل مجلة «المصور»، ومجلة «اللطائف»، كما أن لديهم وثائق زواج قديمة تعود إلى أكثر من 150 عامًا. الأمر الذي يعكس طبيعة الحياة وقتها، ويشير إلى أن الجمهور القطري يبحث دائمًا عن نوادر الكتب، ما يعكس ولع القطريين بالقراءة.