شهد المسرح الرئيسي بمعرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الثالثة والثلاثين، لقاء مفتوح مع سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة والصناعة الأسبق ورئيس مؤسسة عبدالله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة، ضمن فعاليات المعرض، وذلك بحضور سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس الديوان الأميري، وسعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وعدد من كبار الشخصيات والمفكرين والمثقفين.

واستهل سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية اللقاء بالحديث حول نشأته وذكريات الطفولة بمنطقة البدع وانتقاله منها إلى منطقة السد، ومراحل دراسته وتخرجه حتى التحاقه بالعمل في وزارة المالية والبترول رئيسًا لقسم العلاقات العامة في بدايات السبعينيات، ثم مديرًا لإدارة العلاقات الدولية إلى أن أصبح مديرًا لمكتب الوزير وفي عام 1989، وانتقاله للعمل مديرًا لمكتب الشيخ عبدالله بن خليفة وزير الداخلية، وذلك عقب 17 عامًا قضاها في وزارة البترول.

وقال سعادته إنه بعد ثلاث سنوات، وفي 1 سبتمبر 1992 تم اختياره وزيرًا للطاقة والصناعة، وأوضح أن الدولة في ذلك الوقت كانت في تحدي كبير، لأن الوضع الاقتصادي كان سيء جدًا، حيث هبطت أسعار البترول إلى أقل من 10 دولارات، وكذلك إنتاج النفط من 600,000 برميل إلى 400,000 برميل، ورغم اكتشاف أكبر حقل للهيدروكربون في العالم، ولكن الصدمة كانت أنه حقل غاز، وفي ذلك الوقت لم يكن للغاز قيمة، لأن الشركات تبحث عن البترول، فكان التحدي متمثل في كيفية البدء في الخطوة الأولى لدخول مجال الغاز.

وأوضح سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية، أنه رغم التحديات الكبيرة بدأت دولة قطر طريقها في مجال الغاز وعقب مفاوضات كثيرة عقدت الدولة اتفاقيات مع اليابان، وفي أواخر 1997 رحلت أول باخرة من ميناء رأس لفان، وقال سعادته أن قطر الآن تمتلك أكبر مدينة غازية في العالم على مساحة 110 كم2، كما أن الغاز القطري يسمى “الغاز الغني” والذي يحتوي على مواد متعددة، والعديد من المشتقات التي استفادت منها الدولة في توسيع صناعاتها في البتروكيماويات وبناء أكبر مصفاة للغاز، وصولاً إلى التصدير إلى 99 دولة.

وأضاف سعادته قائلًا: “دولة قطر أصبحت اليوم أكبر دولة تصدر الهليوم في العالم، وأكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المضغوط في العالم، وبنينا أيضًا أكبر مصفاة الكوندلسات في العالم وهي عبارة عن المكثفات الغازية، كما أننا نمتلك أكبر شركة ناقلات غاز في العالم”، مؤكدًا على أن “دولة قطر أصبحت رقمًا صعبًا في هذه الصناعة يصعب تجاوزه”.

وأشار سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الطاقة والصناعة الأسبق إلى أن مسيرة العمل الممتدة على مدار 45 عامًا لم تكن سهلة، بل كانت نتاج قيادة سامية وعمل مستمر ومتواصل، واجتهاد وعطاء فريق كامل من أبناء الوطن الذين كانوا وراء هذا النجاح، تاركًا بذلك صفحة مشرقة في تاريخ دولة قطر وبصمة قوية في مجال الطاقة والصناعة.