نظم الصالون الثقافي أمس ندوة ذاكرة البيوت الشعبية في قطر والتي تحدث بها الدكتور جمال بوساعة أستاذ مشارك في قسم الهندسة المعمارية والتخطيط العمراني بجامعة قطر وأدارها السيد صالح غريب، وتطرقت الندوة التي استمرت لنصف ساعة على مسرح الصالون الثقافي بمعرض الدوحة الدولي للكتاب لعدة مواضيع، أبرزها أهمية البيوت الشعبية القطرية ودورها في التأثير على جميع المجالات الاقتصادية، والسياحية، والمناخية، وغيرها.
وقال د. بوساعة: إن الثقافة القطرية تزخر بثروة فنية في التراث الشعبي المادي، ومنه (فن العمارة) الذي يقدم التصور المعماري والهندسي عند الآباء والأجداد، وما قدموه من نماذج معمارية متنوعة أبرزت الطراز المعماري القطري، مشيراً إلى أهمية استخدامات البيوت الشعبية بما يعزز السياحة كونها جزء من تاريخ البلاد ومهمة جداً في حاضره. وأضاف ناقشت الندوة أهمية الحفاظ على البيوت التراثية في قطر.
وأردف قائلًا: يمكن لهذه المنازل أن تعطي العديد من الدروس حول كيفية التعامل مع التقاليد الاجتماعية والثقافية المحلية والمناخ المحلي ومواد البناء المحلية. ويمكن الاستشهاد بعدد من الأمثلة، منزل محمد سعيد نصر الله في براحة الجفيري، ومنزل الرضواني في مشيرب، وبيت الزمان في الغانم القديم.
في سياق متصل أشار د. بوساعة: إلى أن الندوة تهدف إلى توعية المجتمع القطري بضرورة التعلم من الماضي من أجل بناء حاضرنا ومستقبلنا. وبالتالي تمكين الأسر القطرية من الاستلهام من البيوت القديمة عند محاولتها بناء منازلها وفللها الجديدة. واستشهد د. بوساعة بالعديد من الأمثلة في هذا السياق مثل النادي الدبلوماسي، ووزارة الداخلية، وفندق الشرق الذي صممه المهندس المعماري القطري الشهير إبراهيم الجيدة، والحرم الجامعي القديم لجامعة قطر المستوحى من برج البارجيل وقد قام بالتصميم المهندس المعماري المصري كمال كفراوي في أوائل السبعينيات.
وخلصت الندوة إلى عدة توصيات منها تشجيع طلاب الهندسة المعمارية على التعرف على الماضي والاستلهام منه عند تصميم مشاريعهم، وتعزيز وعي طلاب الماجستير والدكتوراه بتركيز بعض أبحاثهم على السكن التقليدي في قطر، وتطوير الروابط مع الوزارات لتطوير البحوث المشتركة حول القضايا المتعلقة بحفظ وتطوير التراث الثقافي في قطر.