شهدت فعاليات الصالون الثقافي بمعرض الدوحة الدولي للكتاب ندوة بعنوان “حوار الحضارات والأديان في تعزيز التماسك الأسري” شاركت فيها الدكتورة عائشة يوسف المناعي نائب رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، والدكتورة هند محمد الحمادي أستاذ محاضر في كلية المجتمع، وقدمها الدكتور نوزاد عبدالرحمن الهيتي.

وركزت الندوة على دور الأديان وحوار الحضارات في تعزيز التماسك الأسري وحماية الأسرة، حيث تحدثت الدكتورة عائشة المناعي خلال مداخلتها بالندوة عن الدور الذي يقوم به مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في دعم وتعزيز ثقافة الحوار بين الأديان السماوية وذلك بهدف تعزيز التعايش السلمي بين معتنقي الأديان وتفعيل القيم الدينية المشتركة لمعالجة قضايا ومشكلات المجتمعات وخاصة ما يتعلق منها بقضايا حقوق الإنسان.

وقالت المناعي أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان قد تطرق خلال مؤتمراته السنوية والفصلية وموائده المستديرة وأنشطته المختلفة إلى الكثير من الموضوعات التي تعنى بها الأديان وتعتبر قاسمًا مشتركًا بينها دون الخوض في العقيدة لأنها ليست بمشترك.

وأضافت المناعي أن المركز وخلال جلسات مؤتمر حوار الأديان الأخير بالدوحة ناقش أهمية الأسرة في الأديان وأهمية القيم الدينية والتربوية التي يجب أن تلتزم بها المجتمعات لتحقيق التكامل الأسري والتضامن بين أفراد الأسرة، فضلًا عن مناقشة دور المؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني في دعم الأسرة.

وأشارت إلى أن المؤتمر كذلك ركز على قضية تشغل الإنسان في الوقت الحالي وهي محاولات هدم الأسرة وبخاصة الأسرة الفلسطينية التي أبيدت من جانب الكيان الإسرائيلي الذي لم يراع الحقوق الإنسانية ولم يترك أرضًا ولا بيتًا ولا زرعًا ولا مؤسسة ولا كائن حي إلا وحاول حرقه وإبادته وهي تصرفات تخالف كل الأديان والمواثيق الدولية.

وأكدت الدكتورة عائشة المناعي أن الأسرة بجميع أعضائها اعتنى بها مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان باعتباره من أهم أهداف المركز مشيرةً إلى أن الحوار سوف يبقى ممثلًا للدبلوماسية بأشكالها ولا ينفك عنها.

وخلال مداخلتها في الندوة تناولت الدكتورة هند الحمادي دور الحوار الديني والحضاري في تعزيز تماسك الأسرة وذلك من الجانب الاجتماعي، حيث أوضحت أن الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة وهو يعيش وسط الجماعة ويتفاعل مع الأخرين ولا يستطيع أن يعيش بمعزل عنهم ولذلك تم سن قوانين تحدد للإنسان كيفية تعامله وتفاعله مع الأخرين من أجل العيش بسلام والتعايش السلمي المنجز والذي يعود في النهاية بالفائدة على المجتمع.

وعرفت الدكتورة الحمادي الحوار بأنه مراجعة الكلام وتداوله أو حديث يجري بين طرفين أو أكثر وذلك لمعالجة قضية من قضايا الفكر أو العلم أو غيرها في جو من الاحترام المتبادل، وقالت إن الحوار سواء أكان حوار ديني، أو حضاري، أو سياسي، أو حوار أسري بين أبناء الأسرة الواحدة إلا أن الهدف منه واحد هو بناء علاقات صحية سليمة مستدامة من أجل تحقيق السلام والوئام.

وأوضحت الحمادي أن الحوار الديني والحضاري مهم من أجل التواصل والتفاهم وتقريب وجهات النظر والبعد عن الصدام والعنف، وكذلك هو مهم لمواجهة المشكلات والتحديات التي تواجه المجتمعات المحلية والعالمية وتنمية علاقات سليمة وصحية.

وأضافت أن الحوار الديني والحضاري كذلك مهم لإثراء المعلومات وتبادل الأفكار والذي يؤدي إلى تنمية التفكير وصقل شخصية الفرد وتنشيط الذهن وتوليد أفكار جديدة والمساعدة في التخلص من الأفكار الخاطئة وإزالة الاختلاف.

وأشارت الحمادي إلى أن الحوار الأسرى هو عبارة عن حديث بين أفراد الأسرة فيما يتعلق بقضايا الأسرة عبر الاتجاهات والأفكار والميول، وهو ما يؤدي بدوره إلى نتائج إيجابية على المجتمعات المحلية والعالمية.

وقالت إن الحوار البناء بين أفراد الأسرة يفتح قنوات التواصل بينهم ويزيل الاختلاف ويغرس القيم والمبادئ والأخلاق في نفوس الأبناء في جو من المحبة والألفة.