نظم الملتقى القطري للمؤلفين مساء اليوم ندوة بعنوان أثر الحضارة العربية في الفكر الأوروبي بالصالون الثقافي للملتقى في معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين.

وتحدث خلال الندوة الدكتور يوسف الصديقي، عميد كلية الشريعة في جامعة قطر سابقًا، حيث تناول جوانب الأثر الملموس للحضارة العربية الإسلامية في النهضة الأوروبية قديمًا وحديثًا، مبينًا أن أثر الحضارة الإسلامية في الحضارة الأوروبية لم يقف عند الجانب المادي فقط، وإنما تجاوزه إلى الجانب الفلسفي والمعرفي، مستحضرًا تأثير الفلسفة الإسلامية في آثار الفلاسفة الأوروبيين.

وأكد أن الفلسفة الغربية تشكلت من مصادر عديدة أهمها الفلسفة الإسلامية حيث الرازي وابن رشد، وغيرهم.

على الجانب الآخر شهد الصالون الثقافي للملتقى تدشين عدد من الإصدارات الجديدة، من بينها كتاب الهوية الوطنية القطرية للكاتب: خالد بن غانم العلي، حيث تناول الكاتب مكونات وركائز الهوية القطرية، واستشهد عليها بأحداث تاريخية مرت بأهل قطر، وكذلك من أشعار المؤسس، وربط ذلك بالذاكرة الجمعية، وبواقعنا المعيش.

وقال الكاتب إن ثوابت الهوية في المجتمع القطري تتمثل في الدين، اللغة، التاريخ، والموروث من العادات والتقاليد، والقيم المشتركة؛ مثل الحلم والكرم، الشجاعة والإقدام، وإجارة المستجير وغيرها.

كما يعرض الكتاب تعريف الهوية ومستوياتها ومصادرها ومكوناتها الظاهرة والعميقة، ويفسر مفهومي العولمة والحداثة وما أنتجاه من حياة سائلة، وتأثير ذلك في المجتمع القطري.

ويستذكر المراحل التاريخية للهوية القطرية من المخاض إلى التشكيل. ويسلط الضوء على دور التنشئة الاجتماعية في تشكيل الهوية الوطنية عامة، والهوية الوطنية القطرية خاصة.

كما تم تدشين كتابي قضايا معاصرة في صعوبات التعلم – التشخيص والعلاج واستراتيجيات وطرق تدريس ذوي صعوبات التعلم للكاتبة الدكتورة هلا السعيد.

ففي الكتاب الأول حاولت الكاتبة الكشف عن الغموض الذي يحيط بأبنائنا ممن يعانون من صعوبات التعلم، من خلال عرض كل ما هو جديد وحديث في عالم صعوبات التعلم، وركزت على طرق مختلفة تدل المتخصصين وأولياء الأمور على طرق مساعدة ذوي صعوبات التعلم بأنواعها الثلاثة صعوبات أكاديمية، وصعوبات نمائية، وصعوبات السلوك الاجتماعي العاطفي. وقالت إن جديد هذا الكتاب هو توصل العلماء والباحثين لنوع ثالث من صعوبات التعلم وهو الصعوبات السلوكية.

وقد تطرقت الدكتورة هلا السعيد، من خلال أبواب وفصول الكتاب إلى المدخل التاريخي، ومفهوم صعوبات التعلم، وأنواعها، وخصائص الأطفال ذوي صعوبات التعلم، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على تشخيص وعلاج صعوبات التعلم، وعرضت أهم الاستراتيجيات المتبعة في التعليم، ومن ثم عرضت أنواع البرامج العلاجية المستخدمة مع هذه الفئة، والبرامج التدريبية العلاجية للفئات الثلاث صعوبات أكاديمية، وصعوبات نمائية، وصعوبات السلوك الاجتماعي العاطفي ثم عرضت أساليب التعلم الحديثة كالتعليم الإلكتروني والتعليم بالاكتشاف.

أما الكتاب الثاني فجاء استكمالًا لكتاب سابق للكاتبة بعنوان (صعوبات التعلم بين النظرية والتطبيق والعلاج) ليمثل محاولة للكشف عن مستجدات صعوبات التعلم.

وأضافت أن الكتاب الجديد اشتمل على أكبر عدد ممكن من الإستراتيجيات والطرق التي تتيح للمعلم مراعاة الفروق الفردية فيما بين طلبة ذوي صعوبات التعلم، مع المحاولة لتطبيق هذه الإستراتيجيات في الدروس لتكون أكثر وضوحا للمعلم عند تطبيقها.

جدير بالذكر أن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب انطلقت اليوم وتستمر حتى 18 مايو الجاري تحت شعار (بالمعرفة تبنى الحضارات) في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات وبمشاركة أكثر من 515 ناشرا من 42 دولة عربية وأجنبية.