قال السيد عبدالغفور الحرمي من منطقة البدع بدرب الساعي، أن المنطقة تستهدف تعريف الشباب والأطفال والنشء بالتراث البحري القطري وكيفية صيد الأسماك ومراحل صيد اللؤلؤ منذ بداية تجيهز السفن والميرة وكل ما يحتاجه الصيادين خلال رحلته في البحر مرورا بمرحلة الغوص لصيد اللؤلؤ وحتى عودت السفينة إلى البر “القفال”. وأوضح الحرمي أن منطقة البدع تضم مختلف الانشطة التي تمارس في البحر في قديم الزمان حيث تشمل فلق المحار واللؤلؤ، وخياطة الشراع، وصناعة الشراع المستخدم في السفن والمراكب الخشبية، وايضا “جلد الحبل” لصناعة الحبال المستخدمة في الاعمال البحرية، وترويب الغزل، وذلك لرتق الشباك التي تمزقت بفعل الحجارة بالبحر خلال صيد اللؤلؤ أو صيد الكبيرة وغيرها .
وأضاف الحرمي أن فعاليات البدع تشمل ايضا صناعة القرقور الذي كان يستخدمه الأباء والأجداد في صيد الأسماك، لافتا الى ان الحجم الصغير يطلقون عليه “قرقور” والحجم الكبير يعرف بـ”الدابويا”. وأشار إلى أن صناعة القرقور زمان لول كانت من تتم باستخدام سعف النخل، ثم مع تطور والوسائل اصبح القرقور يصنع من سلك الحديد. وحول كيفية استخدام القرقور ، قال الحرمي عند الصيد يتم وضع الطعم في القرقور ومن ثم ينزلونه في البحر، موضحا ان في قديم الزمان كانوا يضعون في القرقور “جيبال” وهو حبل وبوهة، اما الان مع تسارع الابتكارات التكنولوجية اصبح يضعون عليه جهاز “جي بي إس” لتحديد موقعه، وينزلونه في البحر ومن ثم يعودون إليه ليأخذون حصيلتهم منه بعد معرفة موقعه عبر جهاز الموقع الجغرافي. وقال الحرمي إن البدع تتضمن أيضا الخباز والطواش وهم نوعينـ طواش البر وطواش البحر، فطواش البر عقب قفال الغوص يأتون اليها البحارة باللؤلؤ ويبعون له حصاد صيدهم من اللؤلؤ، أما طواش البحر فيشتري من صيادي اللؤلؤ داخل البحر بالمقايضة او التبادل، حيث يقوم بتزويد سفن صيد اللؤلؤ بـ”المأجلة” وهي التمر والدقيق والطحين وغيرها من المواد المستخدمة في صناعة الأكل للبحارة خلال رحلة الصيد، وبالمقابل يقوم الصيادون باعطائه اللؤلؤ ثمنا لمتشرياتهم، وما يزيد عن مشترياته يتم تسجيله له في كشف الحساب إما دائن او مدين. وبعد أن يشتري طواش البحر اللؤلؤ من السفن يقوم بالابحار بسفينته الخاصة إلى دولة الهند حيث يبيع هناك مشترياته من اللؤلؤ ليشتري بها “الدنجل” الذي كان يستخدم قديما في سقوف البيوت القطرية وهو نوع من الأخشاب القوية جدا والتي يصعب كسرها بفعل الطبيعة أو غيرها، وكذلك يقوم بشراء خشب البدن المستخدم في اللجنات والمراكب والسفن الخشبية والشراعية بعد الانتهاء من شراء بضاعته يعود بها إلى البلاد ليبيعها في الأسواق داخل الدولة.