سلط معرض عمان الدولي للكتاب، الضوء على الرواية والمسرح في قطر، وذلك خلال ندواته التي جاءت في إطار مشاركة دولة قطر كضيفة شرف دورته الـ 22. ففيما يتعلق بالمسرح، شهد المعرض ندوة بعنوان (المسرح القطري: النشأة، الاعتراف، الإنجازات)، شارك فيها الكاتب والناقد المسرحي د.حسن رشيد، والفنان والمخرج المسرحي فالح فايز، وأدارها د.فراس الريموني.
وقال د.رشيد: إن ظهور المسرح القطري بشكله الرسمي يزيد عن الخمسين عامًا، وخلال مسيرة النصف قرن قدم هذا المسرح العديد من الشخصيات الكبيرة والتي تشكل الآن تيار الوعي بالمسرح إجمالًا، وأنه لا يمكن الحديث عن المسرح القطري بمنعزل عن شخصيات مثل الكاتب والمخرج عبد الرحمن المناعي، وحمد الرميحي، وغانم السليطي، وهديه سعيد، وغازي حسين، وعشرات الأسماء الذين ساهموا في تكوين أجيال مسرحية مختلفة.
وسلط الضوء على حالة تراجع المسرح العربي نتيجة الغزو اللامحدود من قبل بعض الفرق الخاصة العربية التي تدغدغ حواس الجمهور ولا تطرح المتعة والفن والفكر ومعاناة وقضايا الإنسان العربي.
وبدوره، قال الفنان فالح فايز: إن دعم الدولة للمسرح كان من خلال وزارة الإعلام وإشهار الفرق المسرحية في بدايات السبعينات، كإثبات رسمي لولادة هذا المجال في قطر، فنشأة فرقة المسرح القطري، والتي تشكلت من فريق المسرح من طلبة دار المعلمين، ومن ثم خرجت من نادي السد فرقة مسرح السد عام 1973، لتصبح ثاني فرقة مسرحية رسمية، وتليها فرقة الأضواء عام 1975، وأنشئت فرقة المسرح العربي عام 1976.
وأضاف أنه جاءت بعد هذه المرحلة، الفرقة الشعبية للتمثيل في بداية الثمانيات والتي أسسها موسى عبدالرحمن، بطاقات شبابية جديدة، وتشكل اليوم الجيل المسرحي الثاني، حيث تأسست الفرقة الشعبية بمخرجات المسرح المدرسي الذي تأسس مع ظهور إدارة التربية المسرحية بوازرة التربية والتعليم، والمسرح الشبابي من خلال الأندية التابعة للمجلس الأعلى لرعاية الشباب آنذاك.
أما الندوة الأخرى، فحملت عنوان (الأبعاد الثقافية والاجتماعية في الرواية القطرية). بمشاركة الكاتب والأكاديمي د.أحمد عبدالملك، والكاتبة شيخة الزيارة، وأدارها الكاتب الأردني د.علاء الدين الغرايبة.
وأكد د.عبدالملك أن الرواية القطرية شأنها شأن الرواية العربية، لم تخرج عن الأنماط التي درجت عليها الرواية العربية، إلا فيما يتعلق بدور البيئة والجوار الجغرافي، وأهم مكونات ذلك هو (البحر)، حيث برزت ملامح البيئة في العديد من الروايات القطرية، مثل أحلام البحر القديمة لشعاع خليفة، والقرصان لعبدالعزيز المحمود، وفرج.. قصة الحب والعبودية لمحمد علي عبدالله، وغيرهم.
وقال: عندما نستحضر دور البيئة في الرواية القطرية، فإننا نعني وصف مكونات البيئة ودورها في تشكل فكر وسلوك الإنسان. فشاطئ البحر كان موطنا للعب الأطفال، ومحل ذكرياتهم، وهو مكان وداع البحارة في رحلة الغوص الشاقة والمحفوفة بالمخاطر، وأيضا مكان استقبال البحارة بعد انتهاء موسم الغوص. كما كان عرض البحر مسرحًا للقتال والحروب ومقاومة الاستعمار البرتغالي والإنجليزي، كما ورد في رواية القرصان للكاتب عبد العزيز المحمود.
أما الروائية القصصية، شيخة الزيارة، فبينت أن أدب اليافعين في الوطن العربي حديث العهد، وهو مصطلح مستحدث وفي السابق كان تحت مسمى روايات الشباب، موضحة أن أدب اليافعين ظهر في بدايات القرن العشرين مع ظهور كتاب متخصصين بهذا النوع من الروايات على فهم ووعي عميق بخصائص هذا الأدب وبحذر شديد.