تسلمت دولة قطر رئاسة المجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي، الذي تتولى منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) أمانته العامة، وذلك خلال الاجتماع الثامن عشر للمجلس اليوم بالدوحة.

وفي كلمته بهذه المناسبة قال سعادة الدكتور غانم بن مبارك العلي، الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة:

“مرحبا بكم بيننا في بلدكم الثاني قطر، بمناسبة انعقاد المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي تحت شعار ” نحو تجديد العمل القافي في العالم الإسلامي” وإنه من دواعي سرورنا في وزارة الثقافي بدولة قطر أن نتفاعل إيجابًا مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، انطلاقًا من الإيمان بدور هذه المنظمة في تفعي العمل الثقافي المشترك في العالم الإسلامي، وإذا كانت الثقافة الأصيلة المؤسسة لقيم الخير هي الخيمة التي تجمعنا فإنها وسية لتنمية حياة المجتمعات في دول العالم الإسلامي”.

وأضاف، “من المتعارف عليه أن الشعوب لا تترك أثرًا حضاريًا في الحضارة الإنسانية، إن لم تغرس في الأجيال القيم الثقافية، ورغبة الابتكار والمبادرة في مختلف المجالات، فمهما كان شأن الفرد وثروة المجتمعات الطبيعية والمادية، فإن الثروة الرمزية هي الخيرات الحقيقة التي تبني الإنسان والمجتمعات وتحقق النماء الفعلي للثروة”.

ودعا الدول الأعضاء إلى العمل معًا ليكون هذا الاجتماع، والمؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي انطلاقة حقيقية للعمل الثقافي المشترك، مؤكدًا أن الثقافة صمام أمان وطني، فضلًا على أنها خيار استراتيجي لشعوبنا كي تحقق تنميتها المستدامة.

وقال الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة القطرية: “إن المباحثات بشأن شواغل الثقافة في دول العالم الإسلامي وتبادلنا الأفكار والآراء والخبرات من شأنها أن تعزز العلاقات فيما بيننا، وتعكس مقاربات جديدة لجملة المجالات الثقافية التي تحتاج إلى تطور دائم، من خلال السياسات الثقافية المستجدة والمتحركة بحسب احتياجات الواقع الثقافي، وان وعينا بحجم المسؤولية في هذه المرحلة من تاريخ عالمنا الإسلامي هو الذي يدفعنا نحو الحوار البناء، فلنعمل معًا من اجل إنجاح هذا المؤتمر ولتكن اعماله محطة حقيقية لانطلاقة جديدة في عملنا الثقافي المشترك”.

ويشكل مكتب المجلس الاستشاري الجديد في دورته المقبلة التي تمتد على مدار عامي 2024 – 2025، من دولة قطر الرئيس، والجمهورية التونسية التي ستتولى المقرر، وأوزبكستان وأوغندا نائبين للرئيس، عن المنطقتين الآسيوية والإفريقية.

وترأست دولة قطر اليوم الاجتماع الثامن عشر للمجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي، وناقش الاجتماع جدول أعمال ومشاريع القرارات والوثائق التي سيتم تقديمها إلى المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، الذي تعقده الإيسيسكو وتستضيفه دولة قطر ممثلة في وزارة الثقافة القطرية يومي 25 و26 سبتمبر الجاري.

واستهلت أعمال الاجتماع بكلمة الدكتور محمد زين العابدين، رئيس قطاع الثقافة والاتصال بالإيسيسكو، والتي استعرض خلالها مجهودات المنظمة في دعم العمل الثقافي في ظل رؤيتها وتوجهاتها الاستراتيجية، عبر تنفيذ برامج ومشاريع مبتكرة بدولها الأعضاء، ومنها: مختبر الإيسيسكو الدولي “الثقافة من أجل إعادة التفكير في العالم”، وشبكة كراسي الإيسيسكو الدولية للفكر والتراث والآداب والفنون.

وتلت الجلسة الافتتاحية للمجلس جلسات العمل، التي شهدت مناقشة عدد من التقارير التنفيذية والوثائق، والتي سيتم تقديمها خلال الدورة الثانية عشر من مؤتمر وزراء الثقافة في العالم الإسلامي، ومنها تقرير إنجازات الإيسيسكو في المجال الثقافي، وتقرير لجنة التراث في العالم الإسلامي، ووثيقة المبادئ التوجيهية للسياسات الثقافية، ومؤشرات التنمية المستدامة في عالم متحول، بالإضافة إلى تقرير حول نجاح أنشطة الاحتفاء بالدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي.

وناقش الاجتماع مقترح المملكة العربية السعودية بإضافة مشروعين إلى جدول أعمال المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، مشروع قرار بإطلاق مؤشر الثقافة في دول العالم الإسلامي ومشروع قرار برنامج دروب الحج، كما ناقش الاجتماع اقتراح مقدم من دولة فلسطين بإطلاق برنامج القدس عاصمة دائمًا للثقافة الإسلامية.

وشهد الاجتماع استعراض وثائق تطوير برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي، ومكافحة الإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، والخطوط العريضة لبرنامج تثمين الكنوز البشرية الحية والمعارف التقليدية في العالم الإسلامي، واختتم المجلس أعماله باعتماد التقرير الختامي للاجتماع، وجدول أعمال المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي.

يذكر أن المجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي تأسس بقرار من المؤتمر الإسلامي الثاني لوزراء الثقافة عام 1988، ويعمل على تنفيذ الاستراتيجيات الثقافية للعالم الإسلامي، ودراسة خطط العمل والمواثيق والمشاريع الثقافية المقدمة من الإيسيسكو، واعتماد الوثائق والتقارير المقرر عرضها على اجتماعات مؤتمر وزراء الثقافة بالعالم الإسلامي، وجدول أعمال المؤتمر والمؤتمرات الكبرى المتخصصة ذات الصلة.