تواصل وزارة الثقافة البحث في عناصر الموروث الشعبي القطري، والاهتمام به من خلال الفضاء الافتراضي حتى يتعرف عليه أكبر عدد من الجمهور، حيث بثت الوزارة في حسابها على تويتر أمس مقطع فيديو قصيرًا يصور لعبة (المكاسر) وهي لعبة شعبية قديمة تعتمد على التنافس بين الأطفال من خلال التواصل البصري.

وقال الباحث في التراث الشعبي عبدالعزيز المطاوعة: إن لعبة (المكاسر)  تنحدر من فئة الألعاب الخاصة بالبنين مثل: التيلة، الدحروي، صده رده، الصبة، وغيرها من الألعاب الشعبية المعروفة في دولة قطر قديمًا. وتعتمد هذه اللعبة على قوة التركيز وهدوء الأعصاب وقوة التحمل.

مضيفًا: كانت لعبة (المكاسر) تمارس قديما في أي وقت (ليلًا أو نهارًا) ويشترط لممارستها أن تتم في مكان هادئ، كما تتطلب عدم الحركة أو الكلام من اللاعبين أو من الحضور المتواجدين في مكان اللعب لأن أي حركة قد تشد انتباه اللاعب وتصرفه عن التركيز.

وحول طريقة اللعب قال: في هذه اللعبة يتقابل طفلان وجها لوجه، غالبًا في وضعية الجلوس، ويأخذ كل منهما بالتحديق في عيني صاحبه حتى ترفا أو يطرف لهما جفن، ومن رفت جفن عينيه أولا عد مهزوما وخرج من اللعبة ليدخل لاعب جديد أو لاعبان آخران إلى مضمار التحدي.

وأشار المطاوعة إلى أن فوائد اللعبة كثيرة وقد سبق ذكرها، وهي فوائد تعود على الشخص نفسه، حيث تعزز لدى الطفل المهارات الفردية والإبداعية، وتدربه على التركيز وقوة الملاحظة، بالإضافة إلى أنها تعزز فيه الثقة بالنفس، مشيرًا إلى أن الألعاب الشعبية قديما كانت بمثابة مدارس تنمي شخصية الطفل وتعزز القيم الاجتماعية، لافتًا إلى أن أجيالا متعاقبة تعلمت من تلك الألعاب.

يذكر أن الباحث عبدالعزيز المطاوعة صدر له كتاب “ألعاب الأطفال الشعبية القطرية” عام 2015، عن وزارة الثقافة والفنون والتراث في ذلك الوقت، وقد شارك في تأليفه الكاتب عبدالعزيز رفعت. حيث توقف المؤلفان عند حدود مصطلح “ألعاب الأطفال الشعبية” مستخدمين المبادئ الرئيسية العامة للمنهج التحليلي، باعتباره المنهج الأكثر نجاعة في هذا الاتجاه.

جدير بالذكر أن وزارة الثقافة تولي اهتمامًا كبيرًا بالتراث والموروث الشعبي القطري من خلال الفعاليات والأنشطة التي تنظمها سواء في احتفالات اليوم الوطني بدرب الساعي أو في المناسبات والأعياد، كما يلقى هذا المجال اهتمامًا كبيرًا من قبل الباحثين والمختصين، ومختلف الجهات والمؤسسات الثقافية في الدولة مثل كتارا، ومؤسسة قطر، ومكتبة قطر الوطنية، ومتاحف قطر، تحرص في برامجها على استحضار الموروث الشعبي سواء بشكل حي أو عبر أشكال تعبيرية مختلفة. ولذلك يعتبرها المختصون في هذا المجال ذاكرة حية للشعوب تنتقل من جيل إلى جيل.