صدر حديثًا كتاب (الصحافة القطرية: تحديات الحاضر وآفاق المستقبل)، الذي يقدم دراسة لخصائص الصحافة القطرية وطبيعة عملها، والدور الذي قامت به كسلطة فاعلة إلى جانب السلطات الثلاث المعروفة “التشريعية والقضائية والتنفيذية”.
الكتاب الذي تم تدشينه ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب، من تأليف الدكتور خالد بن مبارك آل شافي أستاذ الإعلام المساعد بجامعة قطر رئيس تحرير صحيفة (البننسولا) القطرية الناطقة باللغة الإنجليزية.
ويستعرض الكتاب الدور الكبير الذي تقوم به الصحافة القطرية كمصدر للمعلومات الموثوقة، ومنبر متعدد الآراء يمكن القارئ من الحصول على بيانات متعددة، وتعزيز ثقته في المحتوى الإعلامي الذي يتلقاه، في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بما تحمله من معلومات يصعب التحقق منها.
كما يقدم الكتاب رؤية جديدة لمواجهة التحديات الصحفية في جوانب التكنولوجيا والمحتوى والمهارات والسياسات، والعلاقة مع النظم الإدارية، وكل ما يؤثر على مستقبل المهنة وتطورها، والقيم التي قامت عليها صناعة الصحافة.
وفي تقديمه للكتاب، أكد سعادة الشيخ عبد العزيز بن ثاني آل ثاني، الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، أن الدور الذي قامت به الصحافة القطرية يستحق التوثيق والدراسة والتأمل واستخلاص العبر؛ من أجل ضمان استمرار عملية التطوير الإعلامي، مشيرًا إلى أن كتاب “الصحافة القطرية: تحديات الحاضر وآفاق المستقبل” لا يقف عند المعالجة الكمية السطحية للمعلومات، بل يمثل منهجًا تحليليًا شاملًا، ويتمتع بروح تقويمية تجعله من بين الدراسات والكتب المهمة التي تناولت موضوع الصحافة القطرية.
وأضاف سعادته أن أهمية هذا الكتاب تنبع من كونه يوثق لحقبة مهمة في تاريخ الصحافة بقطر، فهو يدرس واقعها ويستشرف مستقبلها في ظل التحديات المختلفة التي تواجهها، لافتًا إلى أن الصحافة القطرية تمتعت بمناخ فريد في محيطها الإقليمي ، منذ تأسيس إعلام يتمتع بالمهنية واللامركزية، ويقوم على الأسس النظرية والتقنية الصحيحة، مما جعله يتجاوز الأطر المحلية إلى العالم العربي وبقية العالم.
من جانبه، أعرب سعادة الشيخ خالد بن عبد العزيز آل ثاني، مدير إدارة التطوير الإعلامي بالمؤسسة القطرية للإعلام، في تقديمه عن إعجابه بفكرة الكتاب الذي يبحث قضية مهمة ومرحلة مفصلية تمر بها الصحافة المطبوعة بشكلًا عامًا والصحافة القطرية على وجه الخصوص، وتأثير رسالتها الإعلامية في صنع المحتوى الهادف، وتوجيه الرأي العام، ومساعدة صناع القرار، وتحقيق تطلعات الجمهور في ظل التحديات والسلبيات التي حفلت بها منصات التواصل الاجتماعي .
وأضاف سعادته أن هذا الكتاب يمثل رافدًا مهمًا ينير الطريق لكل من يسعى إلى التطوير والتجويد، خاصة أنه يتعرض لتفاصيل الماضي وقراءة ما يتطلبه المستقبل مع النظر فيما بين أيدينا، ما يجعله مرجعا لتاريخ الصحافة في قطر، مشددا على ضرورة أن ينطلق الواقع الإعلامي إلى مرحلة جديدة من العطاء يتجاوز فيها الصعوبات، ويواصل مسيرته بذات القوة والعزيمة والإرادة في ظل النهضة الفعلية التي يشهدها، وتوفير الدعم الكبير والبنية التحتية وتكنولوجيا البث الفضائي، والكوادر الوطنية المدربة.
وعن رأيه في الصحافة القطرية وآفاق مستقبلها، ضمن فصول الكتاب، أكد سعادة السيد أحمد بن سعيد الرميحي، مدير عام وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن مستقبل الصحافة القطرية لا ينفصل عن مجمل ما تواجهه الصحافة الورقية في العالم من تحديات، تفرض عليها واقعًا جديدًا، في حياة معقدة وسريعة الإيقاع، هذا الواقع يحاصرها بكثير من مهددات الاستمرار والتأثير، بفعل ثورة المعلومات والاتصال والسماوات المفتوحة، وتحول في أنماط القراءة، ومصادر الحصول على الأخبار في لحظة وقوع الحدث، بالإضافة إلى ظروف ومحددات اقتصادية ترفع تكلفة إصدار الصحف، مع تراجع نسب الإعلان والتوزيع.
ونبه سعادته إلى أنه بإمكان الصحافة القطرية أن تجد من الحلول والمعالجات ما يتيح لها الحفاظ على وجودها وتأثيرها، ويمنحها موطئ قدم وسبق في المستقبل، مبينا أن محافظة الصحافة على دورها الريادي في المجتمع يتعزز بتأكيد وجودها في دوائر التأثير، والاقتراب أكثر من قضايا وهموم واحتياجات المجتمع، وتجاوز إشكالياتها الراهنة بتوسيع وتطوير مظلة مساهماتها التحريرية، وتعدد وسائطها ومنصاتها الإلكترونية، مستغلة ما هو متاح لها في فضاء التكنولوجيا الرقمية من مساحات واسعة وخيارات متنوعة، لا سيما أنها تحتفظ بإمكانيات كبيرة، وخبرات نوعية، ورصيد من المصداقية يعينها على تحقيق ذلك بكل سهولة ويسر.
يذكر أن الكتاب متوسط القطع، وصادر باللغتين العربية والإنجليزية، ويتضمن ستة فصول تناقش: نشأة الصحافة القطرية ومراحل تطورها، ودورها في العلاقات الدولية، وخصائص الصحافة القطرية الناطقة بالإنجليزية وانفتاحها على العالم، وفضاء الحريات الإعلامية، وتحديات الحاضر، وآفاق المستقبل، ثم اختتم الكتاب بآراء رؤساء تحرير الصحف القطرية والأكاديميين.