نظمت وزارة الثقافة ندوة بعنوان “الوجه الآخر للمثقف”، وذلك ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب الثاني والثلاثين المقام حاليًا تحت شعار”بالقراءة نرتقي “.
وقال الدكتور نايف بن نهار مدير مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة قطر خلال حديثه في الندوة إن “عنوان المحاضرة يتحدث عن الوجه الآخر للمثقف، بما يظهر وجود وجهين للمثقف، على الأقل أحدهما وجه مشرق حينما يكون المثقف نقطة مضيئة في مجتمعه وصانعًا للوعي وقبلة لأسئلة الجمهور والمجتمع في حل إشكالاته، وهذه هي الحالة الأصلية في المجتمعات الإنسانية، كما أن هذا هو الأصل في المثقف، فالمثقف الحقيقي هو إضافة نوعية للمجتمع، لا الذي يعتبر إضافة عشوائية أو عبئًا على المجتمع “.
وأضاف في الندوة – التي أدارها الكاتب والإعلامي جاسم سلمان بحضور نخبة من المثقفين وجمهور غفير من رواد معرض الكتاب – أن مصطلح المثقف موجود سابقًا في التراث، لكن لم يكن يستعمل بالطريقة التي يستعمل بها اليوم، فالمثقف في السابق هو المهذب المقوم، كما استخدم العرب كلمة مثقف بمعنى الذكي الحاذق في إدراك الشيء، مشيرًا إلى أن هذه الدلالة تظهر أن المثقف الحقيقي له شرطان أساسيان هما التمكن العلمي ثم القدرة على ممارسة النقد.
بعد ذلك تناول مدير مركز ابن خلدون للعلوم الاجتماعية والإنسانية علاقة المثقف بالأخلاق، وهل يشترط في المثقف أن يكون ذا أخلاق، لافتًا إلى أنه يرى أنه لا علاقة بين الأمرين، فالعلم والثقافة صفة ذاتية في الإنسان، والعلاقة بين الثقافة والأخلاق علاقة أخلاقية، حيث ينبغي أن يلتزم العالم والمثقف بالأخلاق وقد لا يلتزم، كما يمكن أن يكون رجل ذا أخلاق لكنه ليس بعالم وبالتالي فالعبرة بالدور الذي يقوم به المثقف.
وأشار إلى أن العلم ليس غاية في التصور الإسلامي، والثقافة ليست غاية كذلك بل وسيلة، لذلك ينبغي عدم الحكم على المثقف قبل أن نعرف أغراضه وهل يريد الخير أم لا؟، مشيرًا إلى أن الحكم على المثقف كونه إيجابيًا أو غيره، يرتبط بمدى الوظيفة والدور الذي يلعبه في المجتمع، مؤكدًا أن المعيار الحقيقي للمثقف هو الغرض الذي يؤدي به النفع للمجتمع.
يذكر أن فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب تتواصل حتى 21 يونيو الجاري في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات ، بمشاركة أكثر من 500 ناشرًا من 37 دولة، ويقدم للقراء نـحو 180 ألف عنوانًا، و 750 ألف كتابًا، إضافة إلى البرنامج الثقافي الحافل.