حرصت وزارة الثقافة على تجسيد شعار معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الثانية والثلاثين ” بالقراءة نرتقي ” وإثراء الشعراء ليكون واقعًا من خلال الفعاليات الثقافية المصاحبة ويكون في ذات الوقت بمثابة مهرجان ثقافي موازٍ للمعرض.

وقالت السيدة دلال الدوسري رئيس اللجنة الثقافية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب إنه منذ اللحظة الأولى التي تم فيها اعتماد شعار المعرض، عملت اللجنة الثقافية على تعزيز هذا المفهوم ” بالقراءة نرتقي” وتفعيل الشعار وإثرائه من خلال الفعاليات المصاحبة أو حتى من خلال اختيار الضيوف المشاركين، مشيرةً إلى أن الفعاليات المصاحبة للمعرض باتت تمثل مهرجانًا ثقافيًا موازيًا ولم تعد معارض الكتب تقتصر على العرض وبيع الكتب، ومن هنا كانت أهمية هذه الفعاليات والتي تعمل على تعزيز الأفكار وإيصال الرسائل التي يسعى إليها المعرض.

وأضافت أن المعرض هذا العام جاء مختلفًا ليس فقط في توقيته وإنما أيضًا في مشاركته الواسعة ووجود المملكة العربية السعودية الشقيقة كضيف شرف لهذه النسخة ، كل ذلك يدفع باتجاه تحقيق توجهات ورؤية وزارة الثقافة لتكون الثقافة حالة مجتمع وليست حالة فردية، وأن تقدم الثقافة للجميع وأن تجعلها فعلًا مجتمعيًا وهو ليس بالأمر الهين، فمعرض الكتاب بتنوعه وتميز فعالياته وترحيب وإقبال المجتمع بكل شرائحه عليه يؤكد أن وزارة الثقافة تسير بخطى واثقة من أجل أن تكون الثقافة حالة مجتمعية متنامية تسهم في تحقيق النهضة الشاملة لدولة قطر.

وأكدت الدوسري حرص اللجنة الثقافية على تقديم فعاليات مختلفة قادرة على أن تشكل إضافة حقيقية مستوحاة من روح المعرض ومن شعاره حتى يجد الزائر للمعرض ما يبحث عنه، كما تم التركيز على الأنشطة المتنوعة الخاصة بمختلف الفئات العمرية، وتقديم طرح ثقافي يجعل من الفرد محور الاهتمام ويتمثل ذلك بزيادة التفاعل بين القراء وبين دور النشر من جهة أو بين القراء والمؤلفين أو حتى بين دور النشر ذاتها، كما قدمنا مجموعة من الورش والدورات التي يمكن لها أن تسهم في تعزيز مهارة الأفراد.

وشددت رئيس اللجنة الثقافية على أن القراءة هي واحدة من أهم القضايا الوطنية التي دائما ما تكون في مقدمة اهتمامات دولة قطر، وهو ما حاولنا أن نعمل عليه في مختلف فعالياتنا الخاصة بالمعرض، منوهة بتخصيص جلسة يومية في المسرح الرئيسي يتم خلالها استضافة متخصصين من كبار المثقفين القطريين والعرب يتناولون فيها قضايا القراءة والتجارب الناجحة التي كانت القراءة جزءًا من تكوينها، بالإضافة إلي تسليط الضوء على أهم القضايا المحلية الفاعلة على مستوى محلي وعالمي مثل استضافة قطر لمعرض اكسبو 2023 ومرور 20 عامًا على توقيع اتفاقية اليونسكو للحفاظ على التراث غير المادي ، كما طرحت جلسات نقاشية حول حقوق الانسان لحماية الأشخاص ذوي الإعاقة وتأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة النشر والإعلام والوعي بالأمن السيبراني في قطر، بالإضافة إلى تعزيز روح الانتماء لدى النشء من خلال استضافتهم وتقديم مجموعة من الأنشطة والفعاليات الخاصة بهم.

وتابعت السيدة دلال الدوسري رئيس اللجنة الثقافية لمعرض الدوحة للكتاب “من يراقب طبيعة الفعاليات المصاحبة للمعرض يدرك أننا نتعامل مع الثقافة بوصفها حاجة مجتمعية وفردية وأنها عالمية المعنى لا تعترف بالكثير من الفواصل مع مراعاة خصوصية كل تجربة ثقافية، ولذلك فإن لدينا في هذه النسخة ضيوف من مختلف ألوان الثقافة العربية والعالمية، وقدمنا أنشطة تراعي التنوع الذي عرفته الثقافة العربية سواء على المسرح الرئيسي الذي يضم أكبر وأهم الندوات والمحاضرات والأمسيات من خلال قرابة 36 محاضرة وجلسة، أو من خلال الصالون الثقافي الذي ينظم 44 فعالية متنوعة في برنامجه”.

وأكدت حرص اللجنة على تقديم برنامج حافل ومثر للورش التدريبية من خلال طرح 50 ورشة تتنوع بين مجالات التربية ومهارات القراءة والكتابة السردية والإبداعية والخط العربي وموضوعات أخرى تتعلق بالتنمية الذاتية وأساليب العيش وغير ذلك.

ونوهت بالبرنامج الثقافي الموجه للصغار من خلال واحة الأطفال التي سعينا لتكون عالمًا معرفيًا تفاعليًا للأطفال، يضم أجنحة منوعة، مثل البستنة تزامنًا مع استضافة قطر لإكسبو 2023، أو ربطهم بالثقافة الإسلامية بوجود حديقة الحيوانات المذكورة في القرآن، وغيرها الكثير والتي صممت بطريقة حديثة تراعي الفئات العمرية للطفولة وتلبي الحاجيات النفسية والتربوية للطفل بقالب ترفيهي وتشويقي.

وأشارت إلى أن المعرض يشهد هذا العام تدشين أكثر من 81 إصدارًا جديدًا في مختلف أنواع الآداب والعلوم والثقافات، ومنها جزءًا كبيرًا منها لمؤلفين قطريين، فضلًا عن الاهتمام بتواجد” المطبخ الحي” الذي تمثل في نقل ثقافة الطعام بين الشعوب كون الطعام يدرج في لائحة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو”.

وأوضحت الدوسري أن معايير اختيار الضيوف المشاركين يبنى على كل ما من شأنه أن يقدم إضافة للفضاء الثقافي في قطر، وبالتالي تم اختيار مجموعة من الضيوف الذين كانت لهم إسهامات كبيرة في الثقافة العربية والعالمية كما حاولنا اختيار ضيوف يتلاءمون في طرحهم مع شعار المعرض لهذه الدورة.

وقالت : نـحن دائمًا ما يكون في مقدمة أولوياتنا عند بناء البرنامج الثقافي للجمهور، النظر لعدة أمور أبرزها: حاجة المجتمع للقضايا المطروحة، الإثراء المعرفي التي تضيفه هذه المواضيع بمختلف المجالات ولجميع الفئات المستهدفة، تسليط الضوء على أبرز وأهم الأحداث العالمية التي تستضيفها دولة قطر، خدمة جميع أطياف المجتمع والتركيز على ما يخدم الجانب الثقافي لكل فئة، وعليه فإن قياس أثر تعامل الجمهور مع البرنامج الثقافي يتضح لنا من خلال حضور وتفاعل الجمهور للأنشطة والفعاليات التي يتيحها معرض الكتاب، ورصد تفاعل الجمهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضافت ان اللجنة تقيس كذلك من خلال منصة الاستعلامات بالمعرض مدى إقبال الجمهور على البرنامج الثقافي حيث تهدف إلى توجيه الزوار وخدمتهم وتيسير جولاتهم والإجابة عن أسئلتهم بخصوص الأنشطة المقامة والبحث عن كتب معينة أو أسماء مؤلفين وكتاب أو دور نشر بعينها أو عناوين جديدة في مختلف المجالات، لافتةً إلى أن هذه الآلية وسيلة من وسائل قياس اتجاهات الجمهور بشأن البرنامج الثقافي وبما يتعلق بالمعرض بشكلًا عام.

وتابعت “ولا يقتصر الأمر على الجمهور وإنما حتى بالنسبة لدور النشر والجهات العارضة فنحن دائما ما نعمل على تقييم ما تقدم ونراجع طبيعة التفاعل معه لأننا بالأساس نعمل من أجل تقديم محتوى ثقافي قادر على أن يلامس حاجات المجتمع ويثري توجهاته الفكرية والثقافية والمعرفية.

وتتواصل فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب حتى 21 يونيو الجاري في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات تحت شعار (بالقراءة نرتقي) وبمشاركة أكثر من 500 ناشرًا من 37 دولة، وتحل المملكة العربية السعودية هذا العام ضيف شرف لنسخة هذا العام من المعرض الذي يقدم للقراء نـحو 180 ألف عنوانًا، و750 ألف كتابًا، كما يتضمن برنامجًا ثقافيًا حافلًا.