أكد عدد من مسؤولي دور النشر القطرية، جاهزيتهم لتلبية أذواق القراء والمهتمين، بمعرض الدوحة الدولي للكتاب، في دورته الثانية والثلاثين التي ستكون خلال الفترة من «12 – 21» يونيو الجاري، بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، وذلك بتقديمها على مدى عشرة أيام متواصلة، إصدارات وإنتاجات أكاديمية وثقافية وعلمية وأدبية ودينية، إضافة إلى كتب الطفل وجديد الوسائط المعرفية والكتب الإلكترونية.

وقال الناشرون في حديثهم إن دور النشر المحلية تشارك بمئات العناوين الجديدة التي تبرز الكتابات القطرية، مشيدين بتوقيت انطلاق المعرض الذي سيقام لأول مرة في شهر يونيو بعد انتهاء الاختبارات المدرسية، لافتين إلى إنهم في كل عام يتطلعون بشوق وشغف إلى لقاء العام المقبل، للاحتفاء بواحدة من أكبر التظاهرات الثقافية في المنطقة، خصوصًا انه يشكل للجميع فرصة ثمينة للقاء والتواصل، وتبادل والخبرات والمعارف، كما أنه يمنح القراء إمكانية التقاء الناشرين والكتّاب المتواجدين بالمعرض.

بدايةً يقول الناشر إبراهيم البوهاشم السيد، مدير عام دار الوتد، ونائب رئيس اتحاد الناشرين العرب، أنهم حريصون على المشاركة بمعرض الدوحة الدولي للكتاب منذ تأسيس الدار في نهاية عام 2017، وذلك بتقديم عدد من الإصدارات الجديدة سنويًا، لعدد من الكُتاب القطريين والمقيمين، وكذلك الكُتاب العرب والترجمات العالمية، قائلًا: رغم تأخر معرض الدوحة الدولي للكتاب عن موعده السنوي في يناير من كل عام بسبب استضافة الدولة لبطولة كأس العالم قطر 2022، لاحظنا إقبالًا كبيرًا من دور النشر العربية والأجنبية للمشاركة في المعرض، بالرغم من انه يقام لأول مرة في شهر يونيو بعد انتهاء الاختبارات المدرسية.

وأوضح السيد أن دار الوتد تقدم هذا العام قائمة بأكثر من «47» عنوانً جديدًا من الكتب المميزة في الثقافة والقانون والرواية وكتب الأطفال والدراسات العلمية، مشيرًا إلى أن مشاركتهم هذا العام ستكون بجناح مميز لدار الوتد ومكان لتوقيع الكتب والتقاء بين الكاتب والقراء، لافتًا إلى أن دار الوتد حريصة على المشاركة في غالبية المعارض العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص، منوها بأنهم شاركوا في هذه الدورة بمعارض الشارقة والكويت ومسقط والرياض وأبوظبي، كما شاركوا عربيًا مع وزارة الثقافة في معارض عمان بالأردن ومعرض القاهرة، ولأول مرة شاركوا بمعرض فلسطين في رام الله، مؤكدًا حرصهم على تقديم كل ما هو جديد في عالم النشر لإرضاء أذواق الزوار من القراء والمهتمين.

ومن جانبها أوضحت الناشرة د. عائشة الكواري، الرئيس التنفيذي لدار (روزا للنشر)، ومدير عام الملتقى القطري للمؤلفين، أنهم يشاركون للمرة السادسة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، متناولةً أهمية معارض الكتب في إثراء التبادل الثقافي، وإعادة الاعتبار لقيمة الكتاب ودوره في التوعية والتنمية والتثقيف، مبينةً أن معارض الكتب لا ينحصر دورهًا في كونها سوقًا ضخمًا لبيع الكتاب وتعريف جهور القراء بالجديد من الإصدارات والعناوين، وإنما أصبحت اليوم منصة لالتقاء الأدباء والمفكرين، وتقديم الصالونات الثقافية والندوات الفكرية، وتعزيز التبادل الثقافي والفكري، ليس فقط في المحيط الواحد ولكن بين الكثير من الثقافات.

وتطرقت د. الكواري إلى أهم الفوائد التي تعود إلى دور النشر من المشاركة في معارض الكتب، مؤكدة أنها فرصة لتقييم آخر انتاجات الدار من قبل الجمهور ومحبي القراءة، كما أنها فرصة أيضا للتعريف بالمؤلفين الجدد والأسماء الصاعدة في مجال الكتابة والتأليف، موضحة أن دار روزا للنشر تشارك بأكثر من «230» عنوانًا في شتى المواضيع، سواء كانت المتعلقة بأدب الطفل أو اليافعين، بالإضافة إلى الدراسات والتنمية الذاتية، وكذلك الروايات والقصص والشعر، لافتةً إلى أن الدار حرصت منذ تأسيسها في أبريل 2017 على التنوع في الإصدارات، لأنها تؤمن بأن القراء متنوعون في أذواقهم واختياراتهم، وتحاول بقدر الإمكان تلبية جميع الأذواق، من خلال الارتقاء بالمنتوج لمواكبة التطور والحضارة والتراث القطري، بحيث تكون هذه الإصدارات رصينة تناسب المكانة المرموقة التي وصلت إليها دولة قطر.

ومن جهته قال السيد خالد عبد الرحيم السيد، مدير الفعاليات والشؤون الثقافية بالمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، إن مشاركة دار كتارا للنشر في معرض الدوحة الدولي للكتاب، تأتي في توقيت مميز باعتبار أن المعرض يقام هذه المرة في شهر يونيو بعد انتهاء الاختبارات المدرسية، متوقعا أن تشهد الدورة «32» لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، منافسة قوية بين دور النشر القطرية لإرضاء أذواق زوار المعرض من القراء والمهتمين، مشيرا إلى أن جناح دار كتارا للنشر في المعرض سيكون به مجموعة كبيرة من الإصدارات تتجاوز «300» إصدار، من بينها جميع الروايات الجديدة الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية.

وقال السيد إن جناح الدار سيشهد تدشين «22» كتابًا تدور موضوعاتها حول أهم الأحداث التي شهدتها كأس العالم منذ أول نسخة في عام 1930، بالإضافة إلى إصدارات متميزة في التراث والشعر والثقافة، وأيضًا إقامة مسابقات للأطفال واليافعين بجناح دار كتارا للنشر في معرض الدوحة الدولي للكتاب، وستكون هذه المسابقات متخصصة في الثقافة بشكل عام، إلى جانب إقامة ندوات فكرية حول الرواية التاريخية، والإعلام الثقافي، مؤكدًا أن معرض الدوحة الدولي للكتاب بات يتمتع بمكانة دولية مرموقة، وقد شهد نقلة نوعية خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح محطة لمحبي المعرفة بشتى أصنافها وحافزاً للبحث عنها، من خلال مشاركات جادة للناشرين القطريين المميزين والعالمين، وتفاعل كبير بين المثقفين من داخل قطر وخارجها.

بدورها أعربت الناشرة مريم راشد السليطي، مدير دار يلّدز للنشر، عن سعادتهم بالمشاركة للمرة الثانية في معرض الدوحة الدولي للكتاب، الذي يمثل ركيزة أساسية في بناء الوعي الثقافي للمجتمع، ويدعم القراءة بشكل أساسي، كما أنه يقدم برامج متنوعة كل عام، تلبي احتياجات العائلة من خلال توفير بيئة من الأنشطة الثقافية والتفاعلية، بالإضافة إلى الفعاليات والنشاطات التي تستهوي طيف واسع من الجمهور مثل الرسم والخط والعربي والفن التشكيلي وغيره من مفردات الثقافة الإنسانية، موضحة أن دار يلّدز تشارك بـ «10» عناوين جديدة للوصول إلى أكبر شريحة من القراء، والترويج لأعمالها في أكبر معارض الكتب بالمنطقة.

وقالت السليطي إن كل نسخة من معرض الدوحة الدولي للكتاب لديها طابعها الخاص الذي يميزها، ولكن تتميز النسخة الحالية بإقامتها في الصيف بعد انتهاء الاختبارات المدرسية الأمر الذي سيزيد من الإقبال الجماهيري على المعرض، كما تتميز النسخة الحالية أيضًا ببروز الطابع السعودي والخليجي، باعتبار أن المملكة العربية السعودية هي ضيف شرف النسخة «32» لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، واختيار دولة قطر للمملكة هو ترسيخ للعلاقات القطرية السعودية وامتداد لها، مؤكدة إن هذ المشاركة ستكسب دار يلّدز المزيد من الخبرة في المشاركات والتنسيق والتفعيل بمعارض الكتب الدولية، حيث يظل معرض الدوحة الدولي من أهم معارض الكتب في المنطقة، ليس من حيث عدد الدور المشاركة أو مساحة المعرض فحسب، وإنما أيضًا للاهتمام الكبير من إدارة المعرض بالفعاليات والنشاطات الكثيرة المصاحبة له.

ويقام معرض الدوحة الدولي للكتاب هذا العام تحت شعار بالقراءة نرتقي، ويشارك فيه عدد كبير من دور النشر المحلية والعربية والدولية، كما يتضمن المعرض برنامجًا ثقافيًا متميزًا يضم العديد من الندوات والأمسيات الثقافية والأدبية والموسيقية يشارك فيه نخبة من الكتاب والمفكرين والمبدعين من قطر وخارجها، كما تحل المملكة العربية السعودية ضيف شرف المعرض لهذا العام، حيث ستكون لها عدد من المشاركات ضمن فعاليات المعرض.

ويعكس الشعار: «بالقراءة نرتقي» تقدير أهل قطر للعلم والعلماء، وإيمانهم الراسخ بدور الكتاب والفكر بشكل عام في الارتقاء بالمجتمع، حيث ساهم القطريون في نشر الكُتب القيّمة للعلماء، وحرصوا على توزيعها في البلاد العربيّة والإسلاميّة المجاورة، ليستفيد منها طلاّب العلم، والمثقفون، ومحبو القراءة والكتب، كما يجسد شعار معرض الدوحة الدولي للكتاب، في دورته الثانية والثلاثين رحلة الكتاب في قطر اتّساعا وثراءً في جميع العهود السياسية، فكانت المجالسُ لدى الوجهاء وسائر أفراد المجتمع لا تخلو من المكتبات مثلما لا تخلو من القراءة ومن النقاشات حول جديد الكتب، وانتشرت المكتبات الخاصّة والعامة في أرجاء قطر.