أكدَ عددٌ من الفنانين أن النسخة الأخيرة من مهرجان الدوحة المسرحي تميزت بالتنوع الكبير، حيث تشاركت الفرق المسرحية مع شركات الإنتاج وطلاب الجامعات والموهوبين وأبناء الجاليات ليصنعوا حدثًا ثقافيًا يُساهم في تطوير وتحفيز التجارب الإبداعية لدى رواد المسرح الذي يعتبر مرآة صافية تعكس واقع المُجتمع. وأشاروا في تصريحات لـ الراية على هامش ختام فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي في دورته ال 35 إلى أن العروض التي تم تقديمها أثلجت صدور الفنانين وأتاحت للوسط المسرحي التعرف على وجوه فنية جديدة لتقدم لوحةً فنيةً أكثر تكاملًا وتنوّعًا بإبداعاتها. كما أشادوا بالدور الذي توليه وزارةُ الثقافة للحَراك الفني والمسرحي، والدعم الكبير للفنانين، مؤكدين أنه ومع كل هذا النجاح والنهضة الكبيرة في شتى المجالات ياتي نجاح الجانب الثقافي. وأوضحوا أن هذا الاهتمام بالمسرح ينبع من كونه يحتل مرتبةً مُهمةً في حياة الشعوب على مر العصور والأزمنة، وفي كل الحضارات، حيث كان المسرح -دائمًا وأبدًا- حاضرًا كمرآة تعكس ملامح المُجتمع، وفي ذات السياق اورد يعض الفنانين عدد من الملاحظات التي رأوا بضرورة أخذها في عين الاعتبار بالنسخ المقبلة من أجل الوصول للأفضل.
ناصر الحمادي: بناء شبكة علاقات مع المسرحيين
أكدَ الفنان ناصر الحمادي، رئيس فرقة الوطن المسرحية، أن مهرجانات المسرح فعاليات ثقافية تهدف إلى تعزيز الفن المسرحي وتشجيع المسرحيين والفرق على إظهار مواهبهم وعروضهم. وعلى ذلك فإن إدارة أي مهرجان يجب أن تتحلى بالمسؤولية الرئيسية عن تنظيم وإدارة الفعالية، بما في ذلك اختيار المسرحيات والفرق المُشاركة وترتيب جدول العروض وتوفير الموارد الضرورية لإنجاح المهرجان، لافتًا إلى أن المهرجان المسرحي يهدف دائمًا إلى تعزيز الثقافة المسرحية وتشجيع الإبداع والتميّز في هذا المجال، وتقديم فرصة للجماهير للاستمتاع بالعروض المسرحية المُميزة والتعرف على مواهب المسرحيين المحليين والعالميين. وشددَ على ضرورة أن يتم العمل من قِبل مُديري المهرجانات على السعي نحو تطوير خُطة واضحة وشاملة للمهرجان، بما في ذلك تحديد المواضيع والأهداف والجدول الزمني والميزانية المُتاحة والإعلان والتسويق للفعالية. ويجب أيضًا العمل على بناء شبكة من العلاقات المهنية مع المسرحيين والفرق المسرحية والشركات الراعية والجهات الحكومية وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة.
وتساءل الحمادي أين مهرجان الدوحة المسرحي من كل هذه الأمور، مؤكدًا على أن يتم التعاون مع فريق عمل مُحترف ومُتخصص في إدارة المهرجانات وتوفير الدعم الفني والتقني اللازم لعودة إنجاح المهرجان. كما ينبغي دراسة تجارب المهرجانات المسرحية الأخرى واستخلاص الدروس المُستفادة منها، وتوسيع شبكة الاتصالات الخاصة للحصول على دعم وتمويل إضافي إذا لزم الأمر.
حمد الرميحي: مطلوب إعادة النظر في آلية المهرجان
تقدم الفنان حمد الرميحي بشكره إلى سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، على عودة مهرجان الدوحة المسرحي ودعمه الدائم والسخي للنشاط الثقافي والفني في دولتنا الحبيبة قطر، لكنه أورد بعض ملاحظاته التي رأى أن من شأنها أن تُحقق تراجعًا في المستوى، حيث قال إن هناك الكثير من يتساءل أين المسرحيون من المهرجان وأين الفنان حمد الرميحي، وهؤلاء أقول لهم ما نراه اسمه نشاط مسرحي كوكتيل من المشاركات، حيث ينقصه التنافسية والتي تتمثل في جوائز ولجان تحكيم ودعم مادي سخي لإنجاز أعمال كبرى تتنافس في مهرجاناتنا الخليجية والعربية، وقال الرميحي: مطلوب آلية عمل واضحة للمهرجان ولجنة معروفة لاختيار النصوص، وأضاف: كانت لدينا لجنة تسمى اللجنة الدائمة للمهرجانات تقرأ الأعمال النصوص أو العروض، ويشارك فيها رؤساء الفرق الأهلية ومجموعة من المُخرجين والمؤلفين الكبار وتتم عملية الاختيار بالتصويت الحر وليس بمزاجية شخص. وهذه الصور كانت المتبعة حتى لا يتصرف مدير المركز بمزاجيته، كما أنه لا يحق لمدير المركز أن يكون عرض الافتتاح من تأليفه، دون الرجوع للمؤلفين القطريين وطرح الفكرة عليهم علمًا بأنهم كثر. وحول قول البعض إن الفنان حمد الرميحي قاطع المهرجان لأن اللجنة التي أقرت النصوص رفضت نصه، قال: تقدمت بنصي ورفض حسب ما قاله لي مُدير المركز لكني لو قبل نصي لن أشارك بمبلغ 150 ألفًا وكنت أخطط لعمل كوميدي كبير، وأضاف: على يقين أن الوزارة لا تقصّر في الدعم وبسخاء لكن مُدير المركز ومساعده عندهما قناعة أن المبالغ التي تعطى تكفي لصنع عمل مسرحي. وفي ختام حديثه قال: بعدما وصل إليه حال مهرجان الدوحة المسرحي أطالب باسم أغلب المسرحيين المسؤولين بالجلوس مع روّاد الحركة المسرحية القطرية والنظر في آرائهم حول حال مركز شؤون المسرح.
هدية سعيد: وجوه فنية جديدة
الفنانة هدية سعيد وصفت المهرجانَ بكونه عُرسًا مسرحيًا كبيرًا، وأشادت بالتنظيم المُتميّز، والحضور الكبير، وقالت إن العروض قد أثلجت صدور الفنانين وأتاحت للوسط المسرحي التعرف على وجوه فنية جديدة أتى بها برنامج المهرجان الذي قالت عنه إنه جاء أكثر تكاملًا وتضمن تنوعًا وإبداعات مُختلفة، حيث تواجد الفنانون أصحاب الخبرة مع الشباب، وهو ما رأت أنه ساهم في خلق مزيج فني رائع، وقدمت نصحها للشباب بضرورة الإنصات جيدًا إلى النصائح والتوجيهات والاستفادة منها، وأكدت أن الفن رسالة ويجب على الفنان أن يُضحّي من أجل رسالته حتى وإن كان الدعم المادي أقل من المطلوب، وأشادت هدية بالحالة الرائعة التي صنعها المهرجانُ هذا العام، بفتحه بابًا واسعًا أمام شريحةٍ كبيرةٍ جدًا من المواهب الشابة ممن يرغبون في دخول مجال التمثيل.
د. بشار عبدالرضا: معالجات فنية مميزة
يرى د. بشار عبدالحسين عبدالرضا أن مِهرجان الدوحة المسرحي يعمل على تفعيل الحركة المسرحية من خلال تقديم عروض مسرحية مُميزة تتعدد فيها الاتجاهات الفكرية والإخراجية والمُعالجات الفنية، كما يُساهم في تنمية الوعي المسرحي لدى المسرحيين الشباب، مُشيرًا إلى أن الصورة المُميزة التي ظهر عليها المهرجان هذا العام تُبشّر بمُستقبل مسرحي حقيقي يتواكب مع ما تشهده قطر من تقدم في جميع المجالات، مؤكدًا أن تقدم الدول يُقاس بوجود المسارح والفنون والثقافة، التي تُساعد على تطوير وتثقيف المُجتمع ورفع الوعي لديه.
وأعربَ عبدالرضا عن سعادته بالدعوة التي وجهتها له وزارة الثقافة لحضور فعاليات المهرجان، مُشيدًا بالدور الذي توليه دولة قطر للمجال الثقافي والحَراك الفني والمسرحي، والدعم الكبير للفنانين، مُضيفًا: قطر ومع كل هذا النجاح والنهضة الكبيرة عمرانيًا واقتصاديًا ورياضيًا وفي شتى المجالات لم تنسَ الجانب الثقافي.
يوسف الجرّاح: تطوير وتحفيز التجارب الإبداعية
أكدَ الفنانُ السعودي يوسف الجراح أن مهرجان الدوحة المسرحي حدث ثقافي مُميز، يُساهم في تطوير وتحفيز التجارب الإبداعية لدى روّاد المسرح الذي يُعتبر مرآة صافية تعكس واقع المُجتمع، من خلال ما يُقدمه من عروض مسرحية، نصوصها تستند للواقع الذي يعيشه المُجتمع، فتقتبس منه الكثير من الأحداث والوقائع ليتم تجسيدها إلى عروض مسرحية. وأشارَ إلى أن المسرح يحتل مرتبة مُهمة في حياة الشعوب على مر العصور والأزمنة، وفي كل الحضارات كان المسرح حاضرًا كمرآة تعكس ملامح المُجتمع، وبصفته شكلًا من أشكال التعبير الثقافي، وتأتي أهمية المسرح في تشكيل الوعي والفكر لدى المُتلقي من خلال مُحاكاته للأحاسيس وحشد الانفعالات، ومن ثم بثها في الآفاق الاجتماعية، رافعًا مستويات الوعي في كثير من الأمور والموضوعات المختلفة التي تشغل المجتمع». لافتًا إلى أن الحركة المسرحية القطرية عادت إلى نشاطها مرة أخرى، مبينًا أن أكثر ما يُميّز المهرجان -حسبما تابع- أنه يضم مجموعةً كبيرةً من المواهب الشابة التي تَمنّى أن يكون لها مُستقبل مُميّز على خشبة المسرح في قطر وعلى المستوى الدولي.