صدرُ في معرض الدوحة للكتاب الشهر القادم كتابان للدكتور أحمد عبدالملك، الأول بعنوان (زلزال حنان) وهي رواية متخيلة عن حياة مراقب للمطبوعات، مع زوجته التي تعاني من مرض السرطان، وهو الزلزال الأول الذي عبث بحياة (حنان)، حيث عاشا معاً في صراع من المرض الخبيث، حتى توفاها الله. ويهجر البطل بلده، ويستقر في تركيا، حيث يحدث له زلزال آخر ويتوفى في الزلزال ابنه وابنته والسائق، بينما يدخل البطل في غيبوبة لأمد طويل.يروي البطل مواقف حدثت في عمله، في نقد واضح لسلوكيات الناس في التعامل مع الآخرين.
الرواية من إصدارات «بلاتينيوم بوك- الكويت». وهي الرواية رقم 13 للمؤلف.
أما الكتاب الثاني فهو عبارة عن رصد لتصرفات الناس في الأماكن العامة والخاصة، بعنوان (خفايا الذات وأصول التصرفات)، وهو كتاب يدخل ضمن اهتمامات الكاتب بالعوامل النفسية التي تؤثر على سلوكيات البشر، وتجبرهم على التصرّف ببعض التصرفات السلبية، الخارجة على المألوف، وهم يظنونها إيجابية! يقع الكتاب في 183 صفحة من القطع الصغير، ويشمل العديد من المواقف والأبواب، مثل: العلاقات الأسرية، التصرفات في الأماكن العامة، لغة التخاطب، سوء استخدام الهاتف، التعامل مع الخادمة والسائق، لغة الجسد، وغيرها من الموضوعات التي تجعل من الكتاب قاموساً للشخصية السوّية. يصدر الكتاب عن «دار روزا- قطر».
اشتراطات الرواية
وقال الدكتور أحمد عبدالملك للعرب، إنه بصدور هذين الكتابين يصبح مجموع ما أصدره من كتب 42 كتاباً على مدى 50 عاماً من الكتابة. ويرى أن الموهبة أساسٌ لكل عمل كتابي، في أي مجال، والكتابة لا يتعلمها الإنسان في المدرسة أو عبر الإنترنت؛ بل تكمن في داخله، وهو يطوّرها بالاطلاع والقراءة الدائمة. وعن اتجاه العديد من الكتاب أو الشعراء نحو كتابة الرواية، يقول الدكتور عبدالملك: إن المجال مفتوح للجميع، والفضاء يتسع لكل الاتجاهات، ولكن في موضوع الرواية هنالك بعض الملاحظات التي يجب أن يدركها من يريد كتابة رواية؛ وهي ضرورة إلمامهِ بـأن الرواية فنٌّ كتابي في المقام الأول، ولهذا الفن اشتراطات تُدرّس في الجامعات.
ويتساءل د. عبدالملك، أن لا أستوعب أن يُصدر شخصٌ رواية دون أن تكون فيها أية علامة من علامات الترقيم!؟ أو أن يصدر أحدهم رواية ليست بها حبكة، أو أن تصدر إحداهن رواية موضوعها عن (الغوص) وهي لا تدرك ما هو الغوص وما هي أدواته ومصطلحاته!؟ كما أن البعض يصدر بعض ما يسميه «رواية»، وهو كتابي مدرسي لشخص يسأل من هو أكبر منه عن بعض ملامح الحياة، والشخص يجيبه! هكذا دون أن يكون هنالك رابط أو حبكة في العمل!
يواصل الدكتور أحمد عبدالملك: إن فن الرواية يعتمد اللغة وجمالياتها، والخيال الخصب، والمعرفة التامة بالموضوع، وعمل البحث اللازم له، والقفز بين السرد والحوار، وتقنيات الانتقالات في الزمان والمكان، تماماً كما هي الشخصيات وتطورها، وحسن استخدام أدوات الترقيم التي تُعتبر ساندة للغة السليمة.