شهد مسرح الدراما في الحي الثقافي «كتارا» ، الجلسة التعقيبية للعرض المسرحي «وادي المجادير» الذي قدمته فرقة الدوحة المسرحية أمام جمهور غصت به قاعة المسرح، وعقب على العرض المخرج البحريني عبدالله ملك الذي أثنى على العمل بدءًا من النص حيث قال: وأنا أقرأ العمل عشت أجواء جميلة من الأحاسيس والتباعد الذي يحدث بين البشر عندما يصابون بكارثة.

وتابع: هنا كان التحدي والرغبة.. هل يا ترى سأراه مجسدًا على الخشبة وسأعيش نفس تلك الأجواء وتكتمل الصورة. عندما تحدث الكوارث وتتبلد المشاعر وتصبح العلاقات الاجتماعية متحجرة والمرض لم يكن غير رمز، والجدري يرمز للكوارث والحروب التي تعيشها دول كثيرة في منطقتنا العربية، ولكن يظل هناك بصيص من الأمل بأن الحياة ستستمر وأن التباعد سوف يزول. وتساءل الناقد: لماذا الحوار بالفصحى بينما الأشعار باللهجة العامية؟ كما تحدث عن أداء الفنانة زينب العلي وأداء الفنان أحمد عفيف.

وشهدت الندوة مداخلات كثيرة أشادت بالعرض المسرحي «وادي المجادير» وإبداع الكاتب والمخرج عبدالرحمن المناعي الذي حافظ على الخط الشعبي في هذا العمل، وقدم عملا اجتماعيًا ينهل من الواقع ليؤسس أبعادًا جمالية لعناصر اللعبة المسرحية.

وفي ختام الندوة التعقيبية أعرب الأستاذ عبدالرحمن المناعي عن شكره للحضور عما قدموه من ملاحظات وآراء حول العرض المسرحي، حيث قال: كل ما قلتموه صحيح، وكل ما لم يقل صحيح أيضًا، هذه لعبة متعددة العناصر نحاول لآخر لحظة أن نقدم كل شيء لكن هذه اللعبة المتعددة لأنك هنا تتكلم عن إضاءة وديكور وملابس وأداء وممثلين وإيقاع. السينوغرافيا قدمت في هذا العرض مختلفًا عن سابقه. مشيرًا إلى أنه سعيد لأن الجمهور استمتع بالعمل، وقال في ختام كلمته متوجها للمسرحيين: أشكركم أنكم تحملتموني طوال خمسين سنة.

وأبدى ضيوف مهرجان الدوحة المسرحي الخامس والثلاثين انبهارهم بأداء الممثلين وتقمصهم للشخصيات خاصة الفنانة زينب العلي التي تماهت مع الشخصية وأدت بإحساس عال، أما الفنان أحمد عفيف فكان عفويًا في الفصحى، وتلقائيًا في أدائه. في حين قدم الفنان جاسم السعدي شخصية المؤذن الأعمى بكثير من الصدقية.