أشاد مسرحيون من قطر والخليج العربي بالعرض المسرحي «المغيسل» الذي قدمه فريق شركة «تذكار» للإنتاج الفني، وذلك خلال جلسة تعقيبية بمسرح الدراما في (كتارا)، حيث تقام عروض وفعاليات مهرجان الدوحة المسرحي الخامس والثلاثين.
وأثنى المخرج المسرحي اليمني صفوت الغشم على العمل بدءًا من النص. وقال: بداية انبهاري بمسرحية «المغيسل» كانت عند قراءتي للنص، خاصة وأن النص لكاتب قطري جديد وهو ما حفَّز لديَّ السؤال: من هو هذا الكاتب؟ من علمه؟ لمن قرأ؟ ماذا درس؟ وأين درس؟ هل قرأ للدكتور حسن رشيد، أو لعبدالرحمن المناعي، أو لعلي ميرزا محمود؟ هل استفاد من التجربة المسرحية القطرية السابقة؟ ثم تساءلت: لماذا يكتب مسرحًا؟ ما الذي استفزه كي يكتب مسرحًا؟ كلنا يعرف أن الكتابة المسرحية فن صعب للغاية، وهي مختلفة عن بقية الفنون لأنه فن نوعي، ومن يكتب هذا الفن عليه أن يكون ابن المسرح. وأشار الغشم إلى ثنائية الموت والحياة في العمل مؤكدًا أنها ثنائية لا يجرؤ أي كاتب على تناولها أو الاقتراب منها. وأوضح أن النص يحمل العديد من القيم منها قيم الصدق، التمرد، الأخلاق.. في حوار سلس متماسك، لكنه ليس مسرحًا، فقلت ربما يكون كتابة ثانية. وأكد الغشم أن الكاتب تميم البورشيد يمتلك مقومات الكاتب المسرحي، وأن عليه أن يطلع ويبحث ويقرأ.
وأثار العمل إعجاب المسرحيين والمهتمين، فضلًا عن الجمهور الذي حضر بكثافة، وشهدت الجلسة التعقيبية نقاشات ومداخلات ثرية من الحضور، وتطرقت أغلب المداخلات إلى عناصر العرض المسرحي مثل: الديكور الذي تم توظيفه بشكلًا جيد، وخدم التصاعد الدرامي في الأحداث، إلى جانب الإضاءة، والموسيقى وتقنية الفلاش باك التي أظهرت كوامن الشخصيات الرئيسية في المسرحية. بالإضافة إلى أداء الممثلين على الخشبة وتمكنهم من تقمص الشخصيات بكثير من الحرفية والإتقان. وأبدى ضيوف المهرجان انبهارهم بأداء الممثلين وتقمصهم للشخصيات خاصة البطل منذر ثاني الذي كان متماهيا مع الشخصية إلى حدًا كبيرًا، وهي مهارة لا يمكن أن يمتلكها إلا ممثلًا كبيرًا.