قال الدكتور خالد الجابر مؤلف مسرحية «ماسح الأحذية» والتي تعرض ضمن مهرجان الدوحة المسرحي في دورته الحالية، إن المسرح يلعب دورًا مهمًا في تشكيل الهوية الثقافية والوطنية للشعوب. إذ يعكس الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفكري والثقافي الذي تعيشه المجتمعات المختلفة، ويسهم في تعزيز الوعي الجمعي ونقل القضايا المحلية والعالمية عبر فنون الحركة والتمثيل.
وأوضح أن المسرح الخليجي والعربي شهد تطورًا كبيرًا في العقود الاخيرة مع ظهور الدولة الحديثة والتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن المسرح ساهم في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب العربية والشعوب الأخرى من خلال تقديم أعمال مسرحية تتناول قضايا عالمية وتظهر جوانب مشتركة من الإنسانية.
وقال: من تلك الزاوية نتناول مسرحية «ماسح الأحذية» والتي تعرض بمهرجان الدوحة المسرحي والتي تعتبر ملحمية إنسانية جاءت على مستوى التحدي في الطرح والحوارات والمونولوجات والسينوغرافيا والموسيقى، حيث عكست الحيرة من الوضع المأساوي السريالي الذي تتخبط فيه مجتمعات العالم العربي والانسان بداخلها في المحاولة للبحث عن الذات والتعاطي مع الآخر.
وأضاف: «ما يميز المسرحية أنها تجمع ما بين السياسية والتراجيديا والواقعية والادب والفن»، وهي أول عمل فني مسرحي من تأليف الدكتور خالد الجابر وإخراج الفنان القدير احمد المفتاح، ومن إنتاج شركة «كيو فن» للإنتاج الفني.
وأشار الدكتور الجابر إلى أن المسرحية التي تعتبر استعارة أو مجازًا لواقع راهن، تتناول حكاية رجل متشرد يحمل ملامح عربية شرقية، يعيش في محطة أنفاق (مترو) للقطار تحت الأرض، يحمل معه صندوقا خشبيا متهالكا يشبه صندوق مسح الأحذية. وقد اعتقد الركاب والمغادرون من المحطة انه يعمل كماسح للأحذية، ولكي يستطيع أن يسد رمقه ويستعين على قضاء قوت يومه لم يمانع من العمل في مسح الأحذية كلما دعت الحاجة، وعلى أمل تحصيل مبلغ نقدي لدفع رسوم تكاليف السفر إلى الخارج ليغادر محطة القطار إلى الابد.
وقال: «تتوزع شخصيات المسرحية على ست شخصيات رئيسية: ماسح الأحذيــــة، الرجل الغني، الرجل العسكري، الرجل النخبوي، الرجل المغترب، الســيدة المطلقة، وتدور بينهم حوارات حول المواضيع والقضايا التي تعيشها المنطقة خلال العقود الماضية وصولًا إلى المرحلة المزرية التي وصل لها ما بعد مرحلة (الربيع العربي)». الجديد بالذكر ان المسرحية هي من إخراج أحمد المفتاح والذي يعود لعالم الاخراج من خلال مسرحية (ماسح الأحذية) منذ آخر عمل قام بإخراجه في عام 2016 وهي مسرحية (نهاية إريال شجاع) والتي شارك بها باسم جامعة قطر في المهرجان المسرحي الجامعي لدول الخليج، وحصول العمل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل أداء جماعي. وللمفتاح تجارب متعددة ومتنوعة على مستويات المسرح الشبابي والمسرح الجامعي، حيث ظل متواصلاً مع هذين المجالين إلى مراحل متأخرة.. وحصل على العديد من الجوائز فيهما وإن كان ابتعد عن الاخراج نوعًا ما، إلا إنه لم يبتعد عن المسرح ككل، فكتب عددًا من الاعمال المسرحية خلال هذه الفترة واختير ليكون عضوًا في عدد من لجان التحكيم في مهرجانات مسرحية داخل قطر وخارجها وتحديدًا سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.. وأشرف اشرافًا فنيًا على عدد من الاعمال المسرحية.. كما وقدمت نصوصه في عدد من الدول الخليجية.