دشن مركز شؤون المسرح كتاب “مسيرة المسرح في قطر.. اليوبيل الذهبي” للكاتب زهير رضوان غزال، وذلك على هامش الدورة الخامسة والثلاثين لمهرجان الدوحة المسرحي، الذي يقام على مسرح الدراما في كتارا خلال الفترة من 16 وحتى 29 مايو الجاري.

وتضمن الكتاب، الصادر عن وزارة الثقافة، كلمة افتتاحية لسعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، أكد خلالها أن المسرح القطري على امتداد نصف قرن من النشاط استطاع أن يؤثر في المشهد الثقافي القطري أولًا، وفي المجتمع القطري ثانيًا، حتى أصبح من أبرز الفنون والأقرب إلى وجدان ووعي القطريين، حيث لم يكن المسرح مجرد فن للنخبة بل كان منذ بداياته لصيقًا بقضايا المجتمع، وهو ما جعله من أبلغ الفنون في التعبير عن الظواهر الاجتماعية، كما تمكن من احتضان سائر الفنون الأخرى من شعر وموسيقى وفنون بصرية.

وأشار سعادته إلى أن بدايات المسرح ترجمت حماسة الشباب القطري المتعلم في تأسيس حركة مسرحية ذات خصوصية، من خلال فرق الأندية، والفرق التي احتضنتها بعض الشركات ليقدم الفنان القطري الأعمال الكوميدية الأولى التي التزمت بمشاغل القطريين، منوها بدور المدارس في مرحلة التأسيس وربط الفن بتربية الناشئة.

وأضاف سعادة وزير الثقافة أن المسرح القطري عرف ظهور مبدعين لم يبخلوا بعطائهم في مختلف مجالات فنون المسرح من تمثيل وإخراج وكتابة وسينوغرافيا، وقد نجحت بعض الأعمال المسرحية في الإشعاع عربيًا من خلال المشاركة في مهرجانات عربية، كما حقق المسرح القطري سبقًا في الاستلهام من التاريخ العربي الإسلامي للصلة الوثيقة بين القطريين وهويتهم العربية والإسلامية، وإيمان أجيال المسرحيين بدور المسرح في تعزيز مشاعر الانتماء إلى قيم الأجداد.

وأشار إلى أن المسرح القطري لم يتوقف عند حدود ذلك المعين التاريخي الذي لا ينضب، بل انفتح على مسارات التجريب أيضًا، ونمت على امتداد سنوات المنافسة الإيجابية بين الفرق المسرحية، فعرفت قطر أزهى فترات المسرح مع فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي الذي كان فرصة لإبراز جديد الفرق المسرحية وقدرة المسرحيين القطريين على الاستفادة من المسرح العربي والعالمي، مؤكدًا أن المهرجان قد ساهم في إبراز العلامات المضيئة للمسرح القطري من ممثلين ومخرجين وكتاب، وفي كشف التواصل بين الأجيال من الرواد والشباب سواء في المسرح المدرسي أو الجامعي.

ومن جهته، أوضح الكاتب زهير غزال أن الكتاب الذي يقع في 409 صفحات جاء بمناسبة مرور خمسين عاما على ولادة المسرح في قطر، حيث يستعرض جميع الفرق المسرحية الأهلية، وفرق المسرح الخاص، ومسرح التربية المسرحية، ومسرح الشباب، والمسرح الجامعي، ومسرح ذوي الاحتياجات الخاصة، وجميع الأعمال المسرحية التي قدمتها هذه الجهات في مسيرتها المسرحية، إضافة إلى مشاركتها في جميع المهرجانات المسرحية المحلية والخليجية والعربية.

وأكد أن الكتاب يوثق الحركة المسرحية في قطر منذ الإرهاصات الأولى، حيث كان أول النوادي التي شكلت فرق مسرحية نادي الطليعة وقدم ثلاث مسرحيات من إخراج علي بن خليفة الكواري، منها مسرحية “الفتاش”، لتتوالى إنشاء الأندية الرياضية والاجتماعية مثل نادي الجزيرة، ونادي الجسرة الثقافي والاجتماعي، ونادي النجاح، فكان لها دورها في تشجيع مواهب الشباب القطريين في مجال المسرح، ثم تأسيس فرقة مسرح الأضواء، وصولًا إلى انبعاث الحركة المسرحية في قطر وإنشاء أول فرقة مسرحية رسمية في عام 1972 وهي فرقة المسرح القطري.

وتناول الكتاب تاريخ تأسيس الفرق المسرحية وقسم المسرح وإدارة الثقافة والفنون، إلى جانب تأسيس الفرق الشعبية للتمثيل، ثم تأسيس فرق قطر المسرحية، فرقة مسرح السد، فرقة المسرح العربي، فرقة مسرح الخليج، تأسيس فرقتي الوطن والغد، لينتقل إلى المسرح الخاص في قطر وتاريخ مهرجان الدوحة المسرحي، ومسرح الطفل، ومشاركات الفرق القطرية في المهرجانات الخليجية والعربية.

كما تضمن الكتاب بابا عن النقد المسرحي في قطر وهموم المسرح القطري، إلى جانب الدراسات والبحوث والتقارير التي صدرت عن المسرح القطري، ليختتم الكتاب بتوجيه التحية إلى رموز المسرح في قطر على مدى السنوات الخمسين.