كشف السيد صلاح بن إبراهيم المناعي مدير مركز  أن المركز يعمل حاليًا على التشغيل التجريبي لمركز نوماس الخور، وذلك ضمن خطة مركز نوماس الرئيسية في افتتاح أفرع له بمختلف مناطق الدولة لتشمل الدوحة والجنوب في منطقة الوكرة والمناطق الشمالية في استاد البيت بمنطقة الخور، مؤكدًا أن الهدف من توسع المركز وافتتاح أفرع له خارج الدوحة لخدمة المواطنين أينما وجدوا وإتاحة الفرصة لهم لإشراك أبنائهم بدورات المركز.

ويقدم مركز نوماس مجموعة من الدورات التدريبية التي تهدف إلى الحفاظ على الموروث، وغرس الهوية الوطنية لدى الناشئة وتعليمهم العادات والتقاليد على يد أمهر المدربين المنتمين للمركز.

ويسهم المركز في تنمية النشء والشباب باستثمار وقت فراغهم في تعلم وممارسة العديد من الأنشطة ذات الصلة بالتراث والعادات والتقاليد الأصيلة لأهل قطر، وذلك ضمن رؤية ورسالة واضحة تنبثق من أن يكون مركز نوماس مدرسة احترافية وحاضنة للثقافة القطرية، ويعلم الأبناء النشء من 8 إلى 14 سنة عادات وتقاليد آبائهم وأجدادهم والهوية الوطنية التي يتوارثونها منذ القدم مثل آداب المجلس والحديث وتبادل تحية الإسلام “التحفي” والاحترام وإكرام الضيف.

قال صلاح إبراهيم المناعي مدير مركز نوماس: تم تدشين المركز في عام 2013، وبدأ العمل الفعلي بعد عام من تدشينه، وفي بداية تأسيس المركز كان يقدم خدمات للبنين، وفي عام 2016 تمت إضافة قسم للبنات، لافتًا إلى أن المركز يخدم الجنسين من سن 8 وحتى 14 سنة، ويقدم لهم دورات تدريبية على شكل ورش، نهدف إلى تعزيز الهوية والثقافة القطرية من خلال دورات وورش تعليمية عملية في آداب المجلس، ودورة في فن العرضة، ودورة في الصقارة، وركوب الخيل، الرماية، السباحة والغوص، ركوب الهجن، وبالنسبة للبنات تقدم لهن دورات مثل دورة آداب المقعد، إعداد الفوالة، إدارة المنزل، الموروثات الشعبية، ديرتي بر وبحر.

وأضاف: تم إنشاء المركز في مدينة الدوحة، وفي عام 2020 توسع المركز ليفتتح أفرعًا له في مدينة الوكرة في فريج الوكرة القديم، وبذلك يكون لدينا مركز نوماس الدوحة، ومركز نوماس الوكرة، ويتم العمل حاليًا على التشغيل التجريبي للمركز في مدينة الخور وتحديدًا في استاد البيت، ويأتي الهدف من ذلك للوصول إلى الأهالي في كافة مناطق الدوحة.

يرى ناصر محمد الرمزاني ولي أمر طالب ملتحق بإحدى دورات مركز نوماس، أن المركز يتيح الفرصة للأبناء لتعلم العادات والتقاليد وتناقل الموروث وإيصاله من جيل إلى جيل، لافتًا إلى أنه سمع عن دورات المركز من مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك من المجالس القطرية التي تتناول الدور المهم للمركز وما يقدمه من دورات وورش وفعاليات مهمة للأبناء.

وأضاف أنه حرص على إشراك نجله في دورات مركز نوماس ومنها آداب المجالس والعرضة، ولمس الاختلاف الذي توصل إليه ابنه قبل وبعد الدورات التي حصل عليها في المركز.

وأشاد الرمزاني بالدورات والمدربين القطريين الذين يبذلون جهودًا كبيرةً في تعليم النشء العادات والتقاليد ويحرصون على غرس الهوية الوطنية في نفوسهم خاصة مع تمازج المجتمع وتداخل الجنسيات فيما بينها بكل مكان، إذ يرى أن مركز نوماس يقوم بدور كبير للحفاظ على الهوية في ظل انتشار الكثير من الأمور التي تعتبر دخيلة على مجتمعاتنا ومنها الألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي التي تجعل الأبناء في عزلة خلف الشاشات الصغيرة وهم يتنقلون من موقع لآخر ويتصفحونها باستمرار لساعات طويلة، مشيرًا إلى أن مركز نوماس يعتبر متنفسًا للأبناء متمنيًا زيادة الدورات في المركز لتشمل تعليم ارتداء الغترة والعقال، وتعليم الأبناء أيضًا العديد من الأمور اليومية والحياتية، إضافة إلى دورة في فنون إلقاء الشعر، حيث إن العرب عرف عنهم حب الشعر وإلقاؤه.

واقترح أن يتم تنظيم زيارات خارجية لمركز نوماس، بالإضافة إلى دعوة الضيوف والسياح إلى زيارة مركز نوماس للاطلاع على جانب من تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا وكيف أن الدولة اهتمت بذلك من خلال وجود مراكز تعلم الأبناء، متوجها بالشكر إلى وزارة الثقافة والقائمين على مركز نوماس من مدربين وغيرهم لما يبذلونه من جهود كبيرة في تعليم الأبناء الكثير من الأمور المهمة.

اقترح علي أحمد الكواري، مواصلة مركز نوماس فعالياته خلال فترة الصيف أيضًا مع زيادة الدورات التي تعتبر مهمة في تعليم النشء، موضحًا أنه استفاد الكثير من الأمور التي لم يكن يعلمها سابقًا بعد التحاقه في دورات مركز نوماس.

وأوضح أن المدربين كانوا يحرصون على تعليمهم الأساسيات في كل دورة على سبيل المثال تعلم طرق تجهيز القهوة ومسميات كل طريقة في دورة آداب المجلس، وكذلك طرق اللعب في العرضة، مطالبًا بتكثيف دورات مركز نوماس وإجراء اختبارات للمشاركين وعلى ضوء ذلك يتم منحهم الشهادات، بهدف تشجيعهم على التعلم وتطبيق ما تعلموه نظريًا وعمليًا في الدورات التدريبية.

قال أحمد الجابر ملحق بدورات مركز نوماس: استفدت كثيرًا من الدورات التي يقدمها المركز، حيث إننا تعلمنا أساسيات في آداب المجلس ومنها كيفية إلقاء التحية والسلام، وبمن نبدأ السلام في حال وجود كبار سن بالمجلس، وكذلك استقبال الضيوف في مجالسنا وطرق الترحيب بهم “وتحفاهم”، بالإضافة إلى تعلم الأساسيات أيضًا في دورة العرضة من خلال تعلم طرف الإمساك بالسيف ومتى يتم إخراجه من الغمد للعب، وخطوات اللعب وكذلك أيضًا أثناء الوقوف في صف واحد، متمنيًا الاستمرار في تقديم مثل هذه الدورات المفيدة.

قال عمران الكواري مدرب العرضة في مركز نوماس: إن الهدف من تعليم الأبناء العرضة تعليم الموروث ونقله من الآباء والأجداد إلى الأبناء الذين بدورهم سوف ينقلونه للأجيال القادمة، موضحًا: يتم في مركز نوماس تعليم العرضة بكل تفاصيلها حيث إن العرضة تكسب الأبناء القيم والمبادئ من خلال الاختلاط بالرجال وأقرانهم وكذلك الزرع في نفوسهم حب الوطن والانتماء له، إذ إن هناك عدة مبادئ مشتركة في العرضة منها الشجاعة والتحدي والثقة بالنفس، وغيرها من الكرم والصبر.

ولفت إلى أن دورة العرضة في مركز نوماس تنقسم إلى قسمين الأول دورة العرضة التأسيسية التي تعلم الأبناء المبتدئين أساسيات العرضة مثل الخطوات الواجب عملها أثناء العرضة وكيفية إمساك السيف من قبضته، بالإضافة إلى طريقة تحريكه مع الأغاني التي يتم تشغيلها، ومدة الدورة ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع يكون ختام الدورة، أما الدورة المتقدمة مدتها ثلاثة أيام ويكون فيها أول يوم السيف مغلق وتتبع فيها تسع حركات مختلفة لابد من القيام بها، واليوم الثاني يكون فيه السيف مفتوحًا وفيها من 12 إلى 14 حركة مختلفة يتم تعليمها للأبناء ولابد من اتباعها لإتقان عملية الرزف بالسيف، واليوم الأخير يتم تعليم الأبناء اللعب بالبندق الذي تختلف فيه الحركات خلال اللعب عن السيف.

أكد عبد الهادي النعيمي مدرب آداب المجلس بمركز نوماس: يتعلم الأبناء في مركز نوماس العديد من الأمور التي تعود عليهم بالنفع، وتسهم في المحافظة على الموروث وتعزيز الهوية الوطنية لديهم، حيث نقدم لهم في دورة آداب المجالس عدة أمور ومنها، كيفية دخول المجلس بطرق الباب أو إلقاء تحية الإسلام “السلام” أو بمناداة أهل المجلس بصوت مرتفع لتنبيههم بوجود شخص قادم أو موجود، وطريقة وضع الحذاء بمكان بعيدًا عن المدخل لكي لا يعيق كبار السن والداخلين إلى المجلس وسهولة إيجاده عند الخروج، واستقبال صاحب المجلس الضيوف عند الباب للتعرف عليهم وليعلموا أنه صاحب المجلس والمكان ومن ثم يقوم صاحب المجلس بتعريف الضيف على الموجودين في المجلس، وبعد ذلك تبدأ عملية السلام من يمين المجلس أو السلام على الرجل الكبير مثل الجد الأب ثم يبدأ من يمين الجد أو الأب للسلام على باقي الموجودين في المجلس.

وأضاف النعيمي: عند الانتهاء من السلام على جميع المتواجدين في المجلس يلتفت على الموجودين ويتحفاهم جميعا مثل (شحالكم يالربع كل باسمه) وبعد ذلك يقوم صاحب المجلس بتوجيهه للجلوس في المكان الصحيح “يقلطه” في صدر المجلس أو بجانب كبير السن المتواجد، ومن ثم يتحفه جميع من في المجلس مثل (شحالك والسلامة والرد عليها الله يجمل حالك والله يسلمك)، موضحا: وبعد ذلك يتم تقديم “القدوع” مثل التمر أو الرطب أو الحلويات وتليها القهوه للضيف.

ولفت النعيمي: من الأمور الأخرى التي يتم تعليمها للأبناء، عند خروج الضيف من المجلس يتم إيصاله إلى باب المجلس وعدم تركه يخرج بمفرده.

وأشار إلى أن من ضمن دورات آداب المجلس يتعلم الأبناء تجهيز القهوة العربية، وتعليمهم ما هي القهوه العربية، وأنها تكريم للضيف وأن العرب يتفاخرون بها بإكرام ضيوفهم وبطريقة إعدادها، علاوة على تعليمهم مسميات القهوة قديمًا ومصطلحاتها والأدوات التي تستخدم في تجهيزها وإعدادها، وكذلك تعليمهم أيضا عملية تجهيز القهوة التي تمر بعدة مراحل منها وضع “الغوري” على النار بحيث أن يكون فيه نسبة قليلة من الماء الساخن وتركه ليسخن قليلا ثم وضع القهوة (يلقم القهوة) في الغوري لمدة 8 إلى 10 دقائق على نار حامية حتى تفوح (تقطع) ومن ثم وضع الهيل والمسمار في الهاون والزعفران وما تسمى (بهارات القهوة) وطحنهم قليلا لتغير طعم القهوه للأفضل ووضعها في الدلة (نبهر الدلة بالهيل والزعفران والمسمار) وتلي تلك المراحل عملية صب القهوة (زل) القهوة في الدلة بعد البهارات ووضعها على النار لتفوح فوحة واحدة أو اثنتين لتخلط القهوة مع البهارات.

وتابع أن عملية صب القهوة للضيوف في الفناجين تكون بمقدار ربع فنجان ومن ثم تقديمها للضيف باليد اليمنى، وإذا اكتفى الضيف من شرب القهوة يقوم بهز الفنجان، إذا لم يهز الفنجان لم يكتفِ ويرغب بشرب فنجان قهوة آخر على أن يقف صاحب المجلس أو أبناؤه أمام الضيف لا يبرحون المكان وهم ممسكين الدلة باليد اليسار والفناجين باليد اليمين.

وفيما يخص أدوات القهوة فمنها، المحماس ويد المحماس ومبرد وهاون ويد الهاون والغوري والدلة والفنجان، ومن المصطلحات القديمة، لقم القهوة وتقطع القهوة ونبهر الدلة ونزل القهوة في الغوري.

وتابع النعيمي: من الدورات الأخرى التي يقدمها مركز نوماس للمنتسبين دورة تهدف إلى تعليم النشء ما هي العرضة والسيف ومسمياته، وأنهم يتفاخرون بها في الاحتفالات قديمًا والنصر تعليمهم طريقة الخطوة وحمل السيف والنزاع لقصيدة العرضة وحمل البندق للعرضة وطريقة حملها والعرض بها، إضافة إلى دورة الخيل والهجن التي تهدف إلى تعليم النشء فوائد الخيل والهجن.

أشاد جاسم أحمد الكواري، بالدورات التدريبية التي يقدمها مركز نوماس للنشء الذين استفادوا كثيرًا منها، آملا الاستمرار في تقديم الدورات، والسماح للأبناء بالمشاركة أكثر من مرة في كل دورة حتى يتقنوا ما تعلموه من المركز، لافتًا إلى أنه تمكن من التعرف على الأساسيات في آداب المجلس وطريقة تجهيز القهوة العربية وتقديمها للضيوف، وكذلك كيفية الترحيب بالضيوف أيضًا، وفي دورة العرضة تعلم أساسيات الإمساك بالسيف وطريقة الوقوف ضمن الصف الواحد قبل البدء باللعب وفي بداية اللعب أيضًا.

قال رمزان ناصر النعيمي: استفدت كثيرًا من مركز نوماس الذي حرص والدي على أن أشارك به لما فيه من دورات تدريبية متعددة منها العرضة وركوب الخيل والسباحة والغوص والرماية وآداب المجلس التي تعلمنا الكثير من الأمور المهمة في حياتنا، موضحًا أنه طيلة أيام الدورة كان يطلب من والده الذهاب به مبكرًا إلى المركز للوصول قبل المدرب والمشاركة في الدورات منذ بدايتها، وهو دليل على الرغبة بالتعلم من دورات مركز نوماس التي تعتبر في غاية الأهمية بالنسبة لهم.