نظمت وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ندوة بعنوان “أهمية البناء الأسري في الإسلام” وذلك ضمن فعاليات معرض رمضان للكتاب المقام حاليا في مقر درب الساعي بأم صلال.
وتحدث خلال الندوة، الداعية الشيخ موافي عزب والداعية الدكتور صخر الغزالي فيما حضرها عدد كبير من جمهور معرض رمضان للكتاب.
وأبرز الشيخ موافي عزب في البداية أن مسيرة البشرية منذ خلق آدم عليه السلام اهتمت بالبناء الأسري فخلق الله آدم وخلق من جنسه زوجًا ليسكن إليها وتكون معينة له على تحديات الحياة على الأرض، مستشهدًا بقول الله تعالى “هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا * فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ * فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ “(189)سورة الأعراف .
وقال ” لقد اهتم الإسلام بالحياة الزوجية التي تعتبر مؤسسة اجتماعية ولبنة أولى من لبنات المجتمع، لتواصل مسيرة إعمار الكون حيث اهتم القرآن بهذه القضية أيضًا اهتمام فهناك سورة النساء التي تحدثت عن المرأة ككيان مهم في حياة الإنسانية لأن الحياة لا تنشأ على طرف دون الآخر ولا يسعد طرف بغير الآخر، فالسورة تتحدث عن الأشياء التي هضمت عبر التاريخ من المفهومات المغلوطة لدور المرأة فكان تكريم الإسلام للمرأة”.
وأشار الشيخ موافي أيضًا إلى سورة “الطلاق” والتي تسمى سورة النساء الصغرى حيث بينت الأحكام التشريعية التي تُنظّم الأسرة أثناء قيامها، وكذلك بعد انفصال الزوجين، وقد أرشدت كلا الزوجين بالإحسان إلى بعضهما، فإما إمساك بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسان، فلا يبغي أحدهما على الآخر.
ولفت إلى أن بيان القرآن كان واضحًا في وضع أسس ومعايير بدءًا من الارتباط ومقدماته ونهايته بالذرية التي تؤدي الوظيفة التي من أجلها خلق الله آدم في قوله سبحانه ” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً”.
كما تحدت الشيخ موافي عزب عن السنة النبوية والاهتمام بالأسرة حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في حياته الأسرية.
وسلط الضوء في معرض حديثه على أهم التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة من قبيل فرض بعض القيم التي تتعارض مع تعاليم ديننا، مشيدًا في الوقت ذاته بأن المجتمع المسلم عند تمسكه بقيمه يثبت للعالم كله الصورة الحقيقية للإسلام.
وأشار في هذا السياق إلى ما ظهر في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 حيث تجلى تماسك المجتمع بكل مكوناته فكان أبلغ رد على مزاعم بعض الغربيين والجهلاء ضد الإسلام .
من جهته، قال الدكتور صخر الغزالي : إن الله جعل الأسرة آية من آياته و كما قال تعالى “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً * إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.
وأضاف: بعد ذلك جاءت القوانين التي تحفظ كيان الأسرة فوضع القرآن المكون الأساسي للأسرة من ذكر وأنثى، كما تم تحديد دور الرجل والمرأة ، ووضع معايير اختيار الزوج وكذلك الزوجة كما ورد في الأحاديث الصحيحة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة عملية في التعامل مع أهل بيته، فقد روى الترمذي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”.
وأكد الدكتور الغزالي أن الأسرة إذا قامت على هذه المعايير فإنها توفر للأبناء المحضن التربوي الذي يساهم بقدر كبير في عدم انحرافهم، حيث يربط الكثير من الدراسات العلمية بين الخلل الأسري والجريمة، مشددًا على أن الإسلام وضع أسس البناء التي تحمي المجتمع بكل أفراده ومكوناته.