يـحـتـفـل الــعــالــم الـــيـــوم، بــالــيــوم الـعـالمـي لـلـشـعـر، بـاعـتـبـاره شكلًا مـــن أشـــكـــال الــتــعــبــيــر الــرفــيــعــة والمــرهــفــة بــالأحــاســيــس، وأحــد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية الإنـــســـانـــيـــة، وفـــرصـــة لــتــكــريــم الــــشــــعــــراء ولإحــــيــــاء الــتــقــلــيــد الشفهي للأمسيات الشعرية. ونوه أدباء بتخصيص يوم عالمي لـلـشـعـر، مـؤكـديـن أهـمـيـة الـشـعـر فـي الـثـقـافـة الـعـربـيـة، ودوره في الثقافة الإنسانية، في ظل تطور شــكــل الــقــصــيــدة عــبــر الــعــصــور، ونـجـاحـهـا فـي اسـتـيـعـاب قضايا العصر وتعقيدات الحياة.
واعـتـبـر الـشـاعـر مـحـمـد إبـراهـيـم الـسـادة، الـشـعـر (ديــوان الـعـرب)، وهـــو بـــاق يــحــافــظ عــلــى الــلــغــة، ويـــحـــمـــل الـــثـــقـــافـــة الإنــســانــيــة إلــى الأجــيــال الــقــادمــة، مـوضـحـًا أن الــشــعــر يــخــتــلــف عـــن الــنــثــر والـقـصـيـدة الــواحــدة المـكـونـة من صـفـحـة أو صـفـحـتـين تـغـنـي عـن كــتــاب مــائــتــا صــفــحــة، والـسـبـب هـو أن الشعر نـص مكثف. وأبـرز أن الــشــعــر كــــلام لـــه ضــوابــطــه المـحـكـمـة الـتـي تـفـصـلـه عـن الـنـثـر فـصـلًا واضــحــًا وأهــمــهــا الـــوزن، كما أنه يتوقف عند حدود النثر بقصيدة التفعيلة. وحول المعنى وعــمــقــه فـــي الـــنـــص الــشــعــري، قــال الــســادة: فــي المــاضــي كـانـت المـــعـــلـــومـــات مـــــحـــــدودة، وكــــان الوصول إلى هدف الشاعر سهلًا يـسـيـرًا، ولـكـن مــع تـطـور المـعـرفـة أصـبـح الـشـاعـر يـبـحـث عــن آفــاق جــديــدة حـتـى يـكـون الـنـص أكـثـر كثافة ويحلق بالمتلقي أو القارئ إلى آفاق بعيدة، لافتًا إلى أنه في الـعـصـر الـجـاهـلـي، كـانـت القبائل الــعــربــيــة تــعــتــز بــشــعــرائــهــا لأن الـشـعـر يـوثـق بـطـولاتـهـا وتـراثـهـا وأيامها. ونوهت الشاعرة سعاد الكواري، بـتـخـصـيـص يـــوم عــالمــي لـلـشـعـر مــن قــبــل الــقــائــمــين عــلــى الــشــأن الــثــقــافــي، لــلاحــتــفــاء بـأهـمـيـتـه كتعبير إنساني جميل، وللتدليل عــلــى حـــاجـــة الإنــــســــان لـلـشـعـر عـلـى امــتــداد الأزمــنــة والأمــكــنــة، واخـتـلاف المجتمعات وتـعـددهـا، وهـي حـاجـة لا يمكن إنـكـارهـا أو التهوين من شأنها. وبــــدوره، أكــد الــشــاعــر فـرنـانـدو ريـــنـــدون المــنــســق الــعــام لـحـركـة الــشــعــر الــعــالمــيــة ( WPM )أن الشعر هـو الـذاكـرة واللغة وروح الكلمات التي تقوي الروابط بين الـبـشـر وتـعـطـي مـعـنـى لـحـيـاتـنـا عـلـى الأرض، مـمـا يــعــزز مـهـمـتـه الــتــاريــخــيــة كــمــحــور أســاســي لــلــحــوار الــحــضــاري بـــين الأمـــم والشعوب التي تشكل الإنسانية جــمــعــاء، مـعـتـبـرًا الـشـعـر الـدلـيـل الـــحـــي عــلــى الــرحــلــة الــروحــيــة للإنسان عبر العصور.