تختتم وزارة الثقافة مساء اليوم موسم الندوات 2023، والذي أقامته على مدى أسبوعين، منذ 4 مارس الجاري، بالتعاون مع كل من من جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومكتبة قطر الوطنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين والشعراء والأدباء والإعلاميين والمختصين من داخل وخارج قطر.

ويختتم الموسم، نسخته الثانية، بندوة تحمل عنوان «تأثير الحضارة الإسلامية على الغرب»، ويحاضر فيها الداعية الإسلامي د. سعيد الكملي. فيما حظيت الفعاليات السابقة للموسم بحضور جماهيري لافت، كونها عكست العديد من القضايا الفكرية والثقافية المتنوعة، التي لامست تطلعات قطاعات واسعة من المجتمع، انطلاقًا من كونها منصة وفضاء رحبًا لإبراز الثقافة الوطنية وإثرائها بالتفاعل مع الثقافات العالمية، بالإضافة إلى أهمية ما سعى إليه الموسم من تعزيز الحوار بين المفكرين وأجيال المثقفين حول قضايا محورية. ويدعم موسم الندوات رؤية وزارة الثقافة الهادفة إلى إثراء المشهد الثقافي والفكري بباقة منوّعة من الأنشطة والفعاليات التي تعزز الحوار والنقاش حول أبرز القضايا المجتمعية، فضلًا عن بناء شراكات مع الجهات الفاعلة في المجتمع، ومد جسور التواصل بين أجيال المثقفين والمفكرين.

ومن جانبها، وصفت الكاتبة روضة العامري، موسم الندوات، بأنه يثري بفعالياته المختلفة المشهد الثقافي. وقالت: إن قطر تسمو بثقافتها، وتعتز بأنها دوحة الخير فلنكن جميعا على قدر المسؤولية.

وأضافت: إن موسم الندوات يأتي ليلامس أهمية الثقافة في المجتمع، والتي تكمن في تعدد مجالاتها، كما تأتي هذه الأهمية من العلاقة الراسخة منذ القدم بين الثقافة والمجتمع ذلك أن الثقافة لا توجد إلا بوجود المجتمع، ويستمر المجتمع باستمرارية حفاظه على هويته وثقافته. وأكدت أنه انطلاقًا من تعدد المواهب في قطر، وحب شعبها للمطالعة، والمتزامن مع موسم الندوات، ومتابعة صدى المشهد الثقافي أينما كان، فإن التنمية المستدامة والازدهار والإبداع الثقافي في ترابط وانسجام، بل إن الازدهار الثقافي هو مصدر ازدهار الإنسان، كما أن التنوع الثقافي هو عامل أساسي في عملية التنمية.

ولفتت إلى أن احترام الهويات الثقافية، والتسامح يعد من أهم عوامل الرقي في المجتمعات الحديثة حيث التنوع هو أساس البقاء، والتطور للأمام هو سبب تقدم الأمم، ولكن يبقى الوقوف على قاعدة صلبة مستمدة من عقيدة، وموروث ثقافي هو السبب الجوهري لبقاء ثقافتها حيّة متوارثة من قبل أبنائها. وقالت: إن الندوات الثقافية تعد مرتعا خصبًا، كما أن التجديد بها يعتمد على الإبداع الذي يُعد أحد محاور العمل الثقافي. لافتة إلى أن موسم الندوات ناقش قضايا بارزة وهامة، وأنها في نهاية هذا الموسم تجيب عن الأفكار المبهمة، والتساؤلات القائمة في المشهد الثقافي، لتستلهم من عقول الأبناء مشاريع جديدة من شأنها دفع عجلة التطور للأمام، واستثمار الطاقات الموجودة وغربلة الأفكار بما يتماشى وقيمنا الأصيلة المستمدة من ديننا الحنيف لتصب في قالب واحد هو خطط مطورة، ومبدعة لخدمة الجمهور الناشئ والمتعلم، والمثقف في مجتمعنا القطري.