نظم مركز الوجدان الحضاري بالتعاون مع ملتقى الناشرين والموزعين القطريين التابعين لوزارة الثقافة ورشة افتتاحية لمشروع استراتيجية النشر والتوزيع 2023-2030، وذلك ضمن جهود المراكز الثقافية التابعة لوزارة الثقافة ودعمًا لرؤيتها وما تقوم به من إرساء منظومة ثقافية تتأسس على موجّهات تشكل في مجملها تصورات كبرى وترسم خريطة طريق لمستقبل النشر والتوزيع في قطر. شهدت الورشة التي أقيمت في مقر مركز الوجدان مداخلات لكل من السيد رياض أحمد ياسين مدير الملتقى القطري للناشرين والموزعين والسيد عمر شمس الدين رئيس قسم التدريب والاتصال المؤسسي بالوجدان الحضاري، والسيدة آمنة أبو قرجة مسؤول برامج وفعاليات وأنشطة الملتقى، حيث تم التأكيد على أهمية المشروع بصفته داعمًا لدور النشر، ويمثل أحد المساهمات لتأسيس لنمط حضاري يمثل انعكاسًا لحياة ثقافية سليمة تنطوي على قطاع قادر على حفظ هيبة الكتاب الورقي أمام نظيره الرقمي. وفي هذا السياق شهدت الورشة التطرق للتحديات التي تواجه دور النشر مع انتشار المحتوى الرقمي وسيطرته، وسبل التعامل مع مستحدثات العصر الحالي دون وقوع ضرر على دور النشر، كما تم التعرض كذلك إلى حزم من الخدمات التي تدعم الملكية الفكرية والشيوع الناتج عن انتشار المنتج الثقافي منصات التواصل دون الرجوع لصاحب الملكية الفكرية، مع التأكيد على أن تلك الورشة تأتي كاستجابة لتعزيز ميثاق الشرف المهني في عملية التوزيع والنشر، كما أوصت الجلسة بضرورة إقامة المزيد من الفعاليات والدورات المهنية التخصصية في مجال صناعة النشر والتوزيع.
وتعتبر الورشة حلقة ضمن سلسلة من الفعاليات والورش المتنوعة المزمع عقدها في نفس الاتجاه، حيث ستتنوع في عناوينها الفرعية لكنها ستخدم نفس الموضوع الأساسي والرامي لدعم صناعة الكتاب ومساندته ضد التحديات الناتجة على المستحدثات العصرية وانتشار المحتوى الرقمي، مع الأخذ في الاعتبار لأهمية التأكيد على ميثاق الشرف المهني الذي يحفظ حقوق المؤلف. وتفتح تلك الجلسات الباب على مصراعيه أمام القائمين على دور النشر لإبداء ملاحظاتهم ووضع مقترحاتهم في موضع التنفيذ، بما يحفظ لهذا القطاع كامل حقوقه في تقديم منتج ثقافي يساهم في النهوض بالثقافة والمعرفة.
ويأتي هذا التعاون اتساقًا مع استراتيجية الوزارة وتوجهها في المجال الثقافي نـحو تعزيز دور الثقافة كإطار لتفعيل دور المشهد الثقافي عبر رعاية ودعم الإنتاج المعرفي، وتشجيع زيادة الحصيلة المعرفية للمجتمع، كما تأتي الورشة ضمن التعاون المشترك بين مركز الوجدان الحضاري وملتقى الناشرين والموزعين القطريين في إطار الحرص على تعزيز أطر التعاون بين الجهات المُختلفة التابعة للوزارة.
يذكر أن ملتقى الناشرين والموزعين القطريين، التابع لوزارة الثقافة، يهدف إلى الاهتمام بدور النشر والموزعين، من خلال الارتقاء بالمستوى المهني لصناعة النشر والتوزيع، وتعزيز التعاون المشترك بين دور النشر والتوزيع، بما يسهم في النهوض بعمليات النشر والتوزيع، وتوطيد الصلات بين الناشرين والمُوزعين، والمساهمة في نشر وتوزيع إنتاج المؤلفين القطريين محليًا وإقليميًا ودوليًا، كما يعمل مركز الوجدان الحضاري على تعزيز الهوية الوطنية ولا يدخر جهدًا في تقديم التوعية المعرفية لقطاعات المُجتمع بفئاتها المُختلفة من أجل النهوض بالمشهد الثقافي.