ينظم مركز قطر للتصوير التابع لوزارة الثقافة معرض «إشراقات إيمانية من العهد العثماني» للمصور خالد المسلماني، ويضم المعرض توليفة فوتوغرافية من مساجد جمهورية تركيا.
تأتي فكرة المعرض لتسلط الضوء على المساجد والجوامع في العهد العثماني التي تعتبر مادة حياتية وابداعية لهواة التصوير الضوئي الذين ينهلون من عماراتها وزخرفة مبانيها ما يثير فيهم الشغف والرغبة في استنطاق حجارتها والاستلهام من مآذنها وقبابها وكافة مفرداتها الزخرفية كل ما هو جميل وبديع.
وقال المصور خالد المسلماني – صاحب المعرض-: عند زيارتي الأولى لتركيا في عام 2016 للاستجمام والصفاء الذهني عن مشاغبة النفس وهوسها في عالم العدسة الصغيرة، إلا أن كل ما في تركيا من جمال وإبداع خالق عظيم وإرث حضاري أجبرني ودفعني للعودة إلى حمل الكاميرا مرة أخرى مع رفع رمح العدسة وتصويبها على آيات الحسن التي صنعها الخالق سبحانه وتعالى، وعلى تلك الإبداعات في التضاريس التركية.
وأضاف: في تركيا هناك إرثًا معماريًا كبيرًا جدًا وجميل للغاية لا يمكن حصره أو الوصول إلى أقصاه، ولكن من الممكن البحث في جوانب مهمة بهذا الإرث، موضحًا أنه وجد في جوامع ومساجد العهد العثماني مبتغاه وهدف عدسته، لافتًا إلى أن عمارة المساجد وزخرفها لها طابع منفصل في مدرستها الزخرفية والفنية، لا تشبه غيرها من المساجد في الأزمنة، وكأنها أيقونات من الجمال والإبداع تأخذ بالأبصار أخذا من بديع بنائها وزخرفها، الأمر الذي دفعه حثيثا للعودة إلى حمل الكاميرا وإشغال الفكر وتجييش العاطفة لصناعة صور ضوئية غير تقليدية في محتواها الإبداعي، وتشهد على بديع الصنعة لتلك المساجد والمنارات الإيمانية.
وأوضح المسلماني، خلال الفترة من العام 2016 وحتى أواخر العام 2022 كان الإلهام النفسي لاستشراف صور ضوئية مبتكرة هو الدافع الذي ألزمه حبًا وشغفًا أن يعاود زيارته العملية إلى تركيا عدة مرات، إذ أنه في كل مرة تجنح بها عدسته إلى احدى المدن والأقاليم التركية، ويجد نفسه مرغمًا على اكتشاف إبداع زاره وفن راق خلده رجالات العمارة في العهد العثماني، موضحًا قيام العديد من المصورين باستخدام عمارة وزخارف المساجد العثمانية واستلهامها موضوعًا لإبداعهم التصويري.
وقال المسلماني أردت خوض هذه التجربة الممتعة من خلال استنادي على الخبرة العملية السابقة، وعبر نظرتي الفنية لمكونات العمارة العثمانية، وفي حالة المساجد وما تتميز به من بهاء زخرفي أنيق، مما دعاني إلى تحشيد الضوء والظل والصورة لإبراز الزخارف والهندسة البنائية الرفيعة للمساجد والجوامع.