صــدرت وزارة الـثـقـافـة ممثلة فـي إدارة الإصــدارات والترجمة، الطبعة الأولى من رواية (قاربي سيعود)، للكاتب والشاعر محمد إبراهيم السادة، وذلك في أول تجاربه الروائية. وحول فكرة هذا العمل، قال الكاتب مـحـمـد إبــراهــيــم الــســادة إن الفكرة بدأت قبل خمس سنوات تقريبًا بعد أن رأيت وأحسست بما تفعله الحضارة بالإنسان من فـرض هيمنتها المادية المتسارعة مكتسحة الجانب الـروحـي والأخـلاقـي فـيـه، والمــد الـجـارف الــذي يهدد الأجـيـال الـقـادمـة مـن الـلـهـاث خلف المـاديـات وإهـمـال الترابط والعلاقات الإنسانية والتضحية بالثوابت والأخـــلاق والمــوروثــات، وقـفـت وقـفـة المـتـأمـل لمصير الآتــين الـجـدد إلــى الـحـيـاة بـعـقـول فـارغـة ليملؤوها بالأنانية والتنافر والصراع من أجل مظاهر خادعة ســرعــان مــا تــتــلاشــى، ثــم الـتـفـت الــى الـخـلـف لأرى الأجيال الراحلة وهي تستغيث وتندب جهدها الذي بذلت فيه العمل والكد والعرق في سبيل رفاهية من بـعـدهـم لـيـجـدوهـم يـهـدمـون تـلـك الـجـهـود وكــل ذلـك الإرث ويهيمون على وجوههم راكـضـين خلف آمـال واهية وأمنيات كاذبة.

وأضـاف: تأملت في كل ذلـك فوجدتني أحمل رسالة من الماضين إلـى الآتـين يفرضها علي مكاني بينهم، تــنــاولــت كــيــف كـــان الأولـــــون يــعــيــشــون، كــيــف هـي مـنـازلـهـم ووســائــل مـواصـلاتـهـم وطـــرق حـصـولـهـم على أرزاقـهـم، تناولت أخلاقهم وصدقهم ووفـاءهـم، وتـنـاولـت تـرابـطـهـم وأشــواقــهــم لـبـعـضـهـم فــي لـيـال شاحبة خالية من أي وسيلة اتصال، فأطاعني قلمي في رسم تلك الصور لأناس رحلوا كانوا قريبين مني لـتـكـون الــصــورة أوضــح عـلـى الـرغـم مـن ضبابيتها أحـيـانًا لــذلــك قـمـت بــمــلء تـلـك الــفــراغــات بـخـيـالات قـريـبـة مـن واقـعـهـم وجسدتها لــتــكــتــمــل الــــصــــورة. وحـــول مــا إذا كــان خـوضـه لتجربة الكتابة الـروائـيـة يعد انتقالًا إليها مـن الـشـعـر. أكـد الـسـادة أنــه لا يعتبر كـتـابـتـه لـلـروايـة انـتـقـالًا أو عــزوف عن الشعر وقـال: أنـا أؤمـن أن الشعر أكثر قـدرة على التعبير مـن الـروايـة فـالـشـعـر يـحـلـق بــالــشــاعــر فـي آفـاق المـعـانـي ويـخـتـزل الـصـورة فــي بـيـت أو بـيـتـين فــي حــين أن الـــروايـــة تــحــتــاج إلـــى صـفـحـات لرسم نفس الـصـورة، وذلـك ليس اسـتـهـانـة بـالـروايـة، ولـكـن الشعر مناسبة وشعور يحتم على الشاعر أن يصوره في حينه فيركز المعاني ويحشدها أما الرواية فنفسها أطـول ودعـنـي أقـول إنني أعتبر الـروايـة عـشـرات من القصائد تتطلب وقتاً أطـول من القارئ. وأنـا دخلت ساحة الرواية لكنني لم أتخل عن برج الشعر. وفيما إذا كـانـت سـتـكـون لـه تـجـارب روائــيــة أخـــرى. تـوقـع الشاعر والروائي محمد إبراهيم السادة ذلك. مؤكدًا أن روايته الجديدة «قاربي سيعود» استغرقت خمس سـنـوات لـتـرى الــنــور، وأنــه لـن يستعجل فـي كتابة الرواية القادمة، ولكن الفكرة مطروحة والموضوعات عــديــدة.

وفــي تـقـدمـة الــروايــة، أكــدت وزارة الـثـقـافـة حرصها على نشر الأعمال الأدبية المتميزة للكتاب الـقـطـريـين والــعــرب، وأن لـلأعـمـال الـسـرديـة نصيبًا وافرًا من هذا النشر، حيث يعد العمل السردي إنتاجًا فـكـريًا مـتـمـيـزًا. لافـتـة إلـى أن الـــكـــتـــاب الــقــطــريــين فــــرضــــوا أنـــفـــســـهـــم فــي الـسـاحـة الأدبـيـة المحلية والـخـلـيـجـيـة والـعـربـيـة، لمــا تـحـمـلـه أعـمـالـهـم من إبداعات متميزة، وأفكار نــيــرة، نــال بـهـا جـوائـز فــي مـنـاسـبـات عـديـدة، كـــمـــا تـــمـــت تــرجــمــة الــعــديــد مـــن الأعــمــال القصصية والـروائـيـة الــقــطــريــة إلـــى لــغــات أجـنـبـيـة عـديـدة نالت اســتــحــســان الــقــارئ غير العربي.

عرجت وزارة الثقافة – خـلال تقدمة العمل- على الرواية الجديدة للكاتب محمد إبراهيم الــســادة. مـؤكـدة أنــه ينقل الـقـارئ إلــى عالم الثلاثينيات من القرن الماضي مما يجعلنا نتعرف على تلك الحياة في البيئة القطرية بـتـفـاصـيـلـهـا الـدقـيـقـة الـتـي تــدل عـلـى إلمــام الكاتب بتلك الحياة التي لاشك في أنها قد وصـلـتـه عـبـر تـنـاقـل الأجـيـال لـهـا مـن الآبــاء والأجداد، حيث ينقل المؤلف فيها القارئ إلى ذلك العالم كأنه يعيش فيه، فيصف بأسلوب ســـردي وبـلـغـة شــاعــريــة وعــاطــفــة جـيـاشـة معاناة الحياة اليومية والتفاصيل الدقيقة لذلك الزمن كمهنة الغوص، وتجارة اللؤلؤ، والمـفـردات المستخدمة آنـذاك، وكذلك الحياة الاجـتـمـاعـيـة والــعــادات والـتـقـالـيـد كـعـادات الزواج وإكرام الضيف، وغيرها. كما أكدت الـوزارة أن الكاتب محمد إبراهيم السادة شاعر صدرت له العديد من الدواوين الشعرية باللغة العربية الفصحى، بالإضافة إلى بحث أدبي في السردية الشفهية، وكذلك أناشيد للأطفال، ويعد هـذا العمل الأول له فـي الكتابة الـروائـيـة. وأعـربـت عـن الأمـل في أن يشكل هذا العمل السردي إضافة جديدة للمكتبة القطرية والعربية.