شهد المسرح الرئيسي في درب الساعي، ندوة جديدة بعنوان”الجسرة.. منارة ثقافية دائمة العطاء”، شارك فيها كل من د.حسن رشيد، إعلامي وناقد، ود.أحمد عبدالملك، أكاديمي وروائي، ود. مرزوق بشير، كاتب وباحث، وقدمها الإعلامي والكاتب د.عبدالله فرج المرزوقي.
واستحضر المشاركون في الندوة أهمية الدور التاريخي لنادي الجسرة، وإسهاماته العديدة في إثراء المشهد الثقافي والفني في قطر ودول الخليج العربية، والوطن العربي.
واستهل د.عبدالله فرج المرزوقي الندوة بالتأكيد على أهمية دور نادي الجسرة منذ مطلع الستينات في القرن الماضي، عندما كانت نشأته رياضية، إلى أن تحول إلى نادي ثقافي واجتماعي، ومن وقتها، وهو يحظى بمكانة ثقافية واجتماعية مرموقة.
وبدوره، عاد د.حسن رشيد، بالحضور إلى نصف قرن من الزمان، عندما تناول نشأة الأندية الصغيرة في الفرجان، ومنها أندية الأهلي والكفاح والوحدة، والعروبة والتحرير والأحرار، وبورسعيد، وغيرها من الأندية. لافتاً إلى أن تسمية هذه الأندية جاءت انتساباً للمد الناصري، الذي كان سائداً آنذاك في الوطن العربي.
وقال: إن نادي الجسرة نشأ رياضياً ضمن منظومة هذه الأندية الرياضية التي نشأت آنذاك، ليكون نشاطها رياضياً، لقضاء أوقات فراغ أبناء الفرجان.لافتاً إلى أن نشأة نادي الجسرة جاءت في أعقاب إغلاق نادي الأحرار، وهو الأمر الذي انضم على إثره لاعبي الأحرار إلى نادي الجسرة الجديد حينها.
ووصف د.حسن رشيد نادي الجسرة في بواكير نشأته بأنه كان شعلة من الحراك الثقافي، ليس في قطر وحدها، ولكن في العالم العربي أيضاً، وذلك باستضافته لرموز الفن والثقافة في العالم العربي، وخاصة بعد أن تحول إلى نادي ثقافي اجتماعي عام 1972، حيث أفرز العديد من المواهب الفنية والثقافية، التي أصبحت نجوماً حالياً في عالم الثقافة والفنون، وهو ما جعل النادي شريكاً مع المؤسسات الرسمية.
وقال: إننا عشنا ألق وخفوت هذا النادي. معرباً عن أمله في استعادة النادي لهذا الدور التاريخي، ليظل شعلة من النشاط الثقافي والفني، حتى يصل صوت الجسرة إلى الجميع، كما كان في الماضي.
ومن جانبه، قال د.أحمد عبدالملك: إننا في هذه السنة يكون قد مر على إنشاء نادي الجسرة قرابة 60 عاماً، وهى العقود الستة، التي ظل يحرص فيها النادي على تحقيق أهدافه، في نشر الوعي الثقافي والاجتماعي، فضلاً عن تمثيله لدولة قطر في العديد من عواصم العالم، عن طريق الأيام والأسابيع الثقافية.
وتوقف عند نماذج من العطاء الذي قدمه نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي للساحة الثقافية والفنية في قطر ودول الخليج العربية، والوطن العربي، على نحو استضافته لرموز الفكر والثقافة في الوطن العربي، ما جعله محطة إشعاع فكري في دولة قطر، وحصده لجوائز فنية خليجية. واصفاً نادي الجسرة بأنه كان “معيناً لاينضب”.
ودعا د.أحمد عبدالملك إلى أهمية تفعيل دور النادي كما كان.مشيداً بالدور الذي تلعبه إدارة النادي في النهوض به.، والعمل على إحياء نشاطه ودوره مجدداً، وأن يكون لرجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني دور في إحياء هذا الدور التاريخي للنادي.
وبدوره، وصف د.مرزوق بشير، نادي الجسرة بأنه “يمثل نموذجًا للمبادرات الثقافية الأهلية، وأن نشأته تسبق استقلال الدولة، فضلاً عن الجهات الرسمية، الأمر الذي يعكس أهمية الدور التاريخي للنادي”.
وفي هذا السياق، أكد د.مرزوق بشير أن نادي الجسرة نشأ كمبادرة أهلية ، ضمن مبادرات أهلية أخرى، على غرار نشأة فرقة الأضواء، ما يعكس إدراك أفراد المجتمع لأهمية المبادرات الأهلية، منذ البدايات الأولى.
وقال إن الجسرة كان شاهداً على انطلاق أول فرقة موسيقية، ومنه انطلقت أيضاً الفرق المسرحية، بجانب انطلاق أول مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، وكذلك أول صحيفة ومجلة ، ما يعكس أهمية النشأة التاريخية، والدور الذي لعبه نادي الجسرة منذ بواكير النشأة.
وأعرب عن أمله في استعادة نادي الجسرة لمكانته التاريخية التي كانت، والوقوف عند نقاط الضعف والقوة، وأن تكون هناك مساهمات متعددة من قبل أفراد المجتمع للنهوض بالنادي، دون أن يقتصر الأمر على الدعم الرسمي فقط، ليظل النادي شريكاً في الفعل الثقافي، خاصة وان دولة قطر أصبحت محط أنظار العالم، لأدوارها الكبيرة في الفكر والإعلام والرياضة، ما يجعلها قادرة على أن يكون لها دور فاعل في الثقافة العربية.
وأشاد الدكتور مرزوق بشير، بدور إدارة نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، في الحص على الاستمرار بإصدار مطبوعاته، والعمل على إحياء دوره، ليكون شريكاً في المشهد الثقافي.