شهد درب الساعي أمس عدداً من العروض المسرحية المتنوعة التي قدمها مركز شؤون المسرح، وتنوعت بين مسرح الدمى باختلاف أدواته، وكذلك فعاليات المسرح التي تستهدف الأسرة والطفل، إلى جانب الدراما التراثية والاوبريت الاستعراضي المستلهم أيضاً من التراث، فيما قد تم تخصيص مساحة لورش صناعة الدمى من أجل إشراك الأطفال وجعلهم يتفاعلون مع تقنيات هذا الشكل المسرحي.
وقد حققت مسرحية عالم 2030 إقبالاً كبيراً من قبل جمهور درب الساعي، وهي المسرحية التي أخرجتها حنان صادق من تأليف مها حميد وبطولة نخبة من الفنانين المتميزين، وتدور قصتها حول رؤية قطر 2030، بطريقة فنية تناسب الطفل وتحمل مجموعة من الرسائل، أهمها التمسك بالحلم والمثابرة وأن العمل الجاد يوصل الإنسان إلى أهدافه.
وفي تصريحات صحفية على هامش العرض أعربت الفنانة حنان صادق عن سعادتِها بتقديم عرضٍ للأطفال خلال احتفالات اليوم الوطني، وأشارت إلى أنَّ العرض موجَّه للعائلة بأكملها، وإن كان يستهدف الطفل بشكل خاص، وأكدت أن المُشاركة بهذا العمل المسرحي ضمن فعاليات درب الساعي أتاحت لها ولزملائها من الفنانين التواجد وسط عدد كبير من الجمهور بمُختلف فئاته، إلى جانب جمهور المونديال، وقالت أن العمل يحكي عن مجموعة من الأطفال الذين يتم حملهم إلى رحلة عبر الزمن، هذه الرحلة تُعلمهم دروسًا كثيرة، أهمها الإيمان بالذات وضرورة العمل وبذل الجهد في جميع المجالات لتحقيق أحلامنا وتطورنا، مؤكدة أن هذه الأفكار يتم تمريرها إلى الأطفال بطريقة فنية جميلة تعتمد على التلقين غير المباشر وتقنية السينما، من خلال أحداث يتم عرضها على الشاشة وتساهم في تعزيز خيال المتلقي.
وقد استطاع العرض المسرحي “رحلة المونديال” الذي تقدمه فرقة فضاء الدمى، ضمن فعاليات المسرح خلق أجواء احتفالية مشوقة وإقبال من الأطفال وأسرهم، وفي هذا الاطار قالت سمر ضاهر، صانع ومُحرك دمى بالفرقة إن مسرحية: «رحلة المونديال»، تتناول رحلة المُشجعين من ورشة العمل حتى الوصول إلى الاستاد لمُشاهدة المُباراة، وعندما يصلون إلى هناك يظهر أنهم حصلوا على تذاكر بالخطأ، ليظهر أن صانع الدمى هو الذي حصل على التذاكر الصحيحة ليحضر كأس العالم، والعمل يدمج بين الممثل وبين الدمى، ويقدم رسالة تثقيفية وتوعوية وترفيهية للأطفال، بحيث يتعرفون على استخدام الدمى.
وعبر الاستناد إلى التراث شهد درب الساعي تقديم عدد من اللوحات الفنية المنتمية إلى التراث القطري، والتي تصدى لإخراجها الفنان إبراهيم لاري، معتمداً على إبداع الموسيقار مطر الكواري، وتصميم رقصات نورا الهاجري، وتوزيع مرسيقي محمد المري، وملابس عائشة النعيمي. والعمل يوثق لبعض اللوحات التراثية من إرث الطفولة والتي قام بتطويرها وكتابة أشعارها كل من تيسير عبدالله، عبدالرحيم الصديقي، والعمل الذي يقدمه مركز شؤون المسرح احتفالًا باليوم الوطني من إنتاج مركز الفعاليات الثقافية والتراثية، وقد تم خلاله الاستعانة بعدد من الأطفال لتنفيذه.
فيما قد قدمت فرقة فضاء الدمى مجموعة من ورش العمل التي تستهدف الأطفال من عمر 3 سنوات وحتى 14 سنة، وهي عبارة عن مجموعة دمى مُختلفة من دمى اليد لدمى الأصابع، لدمى العصا، حسب الفئة العمرية، حيث حرص مركز شؤون المسرح على تعليم الطفل آليات تحريك الدمى من خلال اختيار الأشياء المُناسبة من البيئة.
هذا واشتمل برنامج المسرح في فعاليات درب الساعي مجموعة من الأعمال الفنية المتميزة، من أبرزها مسرحية “الغبة” من تأليف طالب الدوس والإخراج لناصر عبد الرضا وبطولة مجموعة من الفنانين، إلى جانب اثنين من عروض الاوبريت، الأول بعنوان “حكاية علم ” يتناول قصة تأسيس العلم القطري وهو من تأليف تيسير عبدالله وعبدالرحيم الصديقي، وإخراج ناصر عبدالرضا، أما الثاني فهو بعنوان ”حوش البيت” من تأليف وإخراج سعد بورشيد، ويتناول الثقافة القطرية، فضلا عن فعالية ”حزاوي” التي قدمتها الفنانة هدية سعيد وهي سوالف من تراث لول، حيث تحكي بأسلوب مسرحي مشوّق قصصًا من التراث القطري، وكذلك مسرحية أخرى تنتمي لمسرح الدمى وهي (حقق حلمك) والتي تظهر كيف تدعم الأسرة طموح أبنائها.