حرصت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني على أن تنقل صورة حية من حياة الموروث البحري في قطر ضمن فعالية البدع بما كل فيها من مجلس البدع ودوره الاجتماعي بالإضافة إلى لعبة الدامة التراثية الشعبية التي كانت مآل الغواصين وقت الراحة.

وحول مجلس البدع قال السيد ناصر بن مبارك الخليفي رئيس فعالية البدع ورئيس فعالية الحوش: إن مجلس البدع هو المرجع والأساس للجميع ففيه الحكم وفيه القاضي، ويأتي إليه النوخذة، فكل أمر القرية وقوانين أهل البحر يتم حلها في المجلس، فالمجلس هو مكان الحل والعقد لأهل البحر كما أن فيه التعرف الأخبار من مختلف البلاد، كما كان المجلس بمثابة البداية للتخطيط للرحلات البحرية يتم فيه الاعداد والتحضير وتجهيز الفرق وكل ما يحتاجونه لرحلاتهم.

وأوضح أن وظيفة المجلس في درب الساعي فهو بمثابة ضيافة لكل زائر من مواطنين ومقيمين، وزوار الدولة من جمهور كأس العالم، كما أنه رسالة للجميع بأن دولة قطر تحافظ على مجالس أهل قطر التي فيها الكرم والعادات والتقاليد وأنه على الرغم من التطور العمراني والنهضة الموجودة في البلاد فإننا مازلنا متمسكون بتراثنا وتاريخنا.

وحول لعبة الدامة وأهمية وجودها ضمن فعالية البدع قال السيد ناصر الخليفي ، تعتبر لعبة “الدامة” من الألعاب التراثية التي كان يلعبها الآباء والأجداد بعد عودتهم من البحر، وانتهاء موسم الغوص ومع دخول فصل الشتاء، وكانت تلعب في المجالس والمقاهي.

وأردنا أن نقدم نموذجًا لصياد القطري قديمًا وكيف كانت معاناته فتمت إقامة مسرح اللعبة في وسط ( قرقور ) أو الدابوية وهي شباك من المعدن على شكل خيمة يتم استخدامه في الصيد ليتم تجهيزه بشكل يشعر الزائرين بحياة البحر والصيد

وقال إن لعبة طاولة الدامة لها وسيلة ترفيهية وتعليمية في نفس الوقت لتعليم الشباب والجيل الحالي، كيف يصيد الصياد السمك، والمخاطر التي يعانيها، وقمنا بوضع الكراسي والطاولة للدامة وهي لعبة شعبية قديمة ارتبط بالحياة بعد الغوص خاصة طوال فترة الشتاء، فكانت وسيلة الترفيه لهم في البيت والمدينة والقرية، فلم يوجد وسائل ترفيه آنذاك فكانت وجهتهم إلى المقاهي الشعبية، والمجالس فكانت وسيلة لقضاء أوقات ممتعة قائمة على الرياضة العقلية.

وأوضح السيد ناصر الخليفي أن فكرة الدامة تتشابه مع الشطرنج، مع خلاف في الأشكل، فهي لعبة تحتاج الذكاء والعقل والتخطيط لأن أي خطأ يستفيد منه الخصم، مشيرا إلى أن لعبة الدامة ما زالت موجودة بقوانينها القديمة، ولها مجالسها وأردنا أن نحي هذه اللعبة ولهذا فتقام سنويا في درب الساعي فتتم الاستفادة منها.

وقال إن لعبة الدامة لها جماهيرية خاصة ولها روادها، حتى أن هناك رواد في هذه اللعبة فهي توقظ الذكاء وتجعل العقل حاضرا ومتربصا للخصم، مشيرا إلى أن هناك من عرفوا من القطريين بالإبداع والتميز فيها فكانت لهم مهابة خاصة تنكسر أمامهم بسهولة قلاع وحصون الخصوم.

وأضاف الخليفي أن الاهتمام بهذه اللعبة وغيرها من الألعاب الشعبية يأتي في اطار تعزيز الذكاء الفطري لدى الشباب، بدلا من الانخراط في الألعاب الالكترونية والتي بالطبع لها سلبيات كثيرة، مؤكدا أن الاقبال على لعبة الدامة ما زال قائما و ولهذا نستمر في تعزيز هذا الموروث للمحافظة عليه لأنه جزء من حياة الآباء والأجداد.