تحتفي لجنة احتفالات اليوم الوطني للدولة في درب الساعي بتراث البادية في قط من خلال العديد من الفعاليات أهمها فعالية العزبة وتعني بيت الشعر الذي يحتوي على معدات القنّاص التي يحتاجها في القنص والصيد، لذلك تجد كل فيها ما يخص الهجن والخرج وأدوات ركوب الهجن، ومسمياتها وتركيبها. كما تعكس العزبة بيت الشَعر القديم المخصص لاستقبال الضيوف من الرجال. ويتم في ها الفضاء أيضا تقديم فعاليات لتعليم الأطفال كيفية شد الذلول بالطريقة الصحيحة للرجال والنساء.
كما يجاور العزبة” المقطر ” وهو من أبرز فعاليات درب الساعي، التي تقام سنويا وهو مجموعة من بيوت الشعر تحاكي حياة البادية في قطر قديماً، بمضيفهم وكرمهم وأغنامهم وإبلهم والصقور، وتشمل الفعالية أو منصات لتقديم الأطعمة الشعبية القطرية، إضافة إلى نشاطات متعددة، منها دعو الطير، وفعالية القناص الصغير، ومعرض الحرف اليدوية، ورسومات البادية، بالإضافة إلى تعليم الأطفال “سنع” المجلس، وغيرها من الأنشطة المصاحبة لهذه الفعالية.
السيد عبدالرحمن أحمد البادي المعاضيد رئيس فعالية المقطر والعزبة، يوضح أن المقطر هي تجسيد واقعي لحيادة البادية في قطر قديما، وتشير إلى بيوت الشعر المتقاطرة بخط مستقيم، وعندما يأتي الشخص من بعيد يرى البيوت وكأنها متقاطرة وقريبة من بعضها البعض، مشيرا الى أن بيوت الشعر قديما كانت تجمع الناس على اختلاف فئاتهم للحديث والتسامر وتناقل الأخبار . فكان القادم من يعيد يذكر أنها مقطر لأنها بيوت متتابعة ومتجاورة بجوار بعضها.
وأضاف المعاضيد أن المقطر تضم عددًا من الأنشطة منها، عد القصيد وألغاز الشعر التي تتمثل في إلقاء بيت من الشعر، ويطلب من المشاركين فهم مضمون هذا البيت، كما يوجد مسابقة في حفظ بيت شعر يلقى لأول مرة، ويتكون من مصطلحات صعبة وقد يكون من الشعر الجاهلي أو الشعر في صدر الإسلام أو من الشعر العربي الفصيح أو النبطي، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الأنشطة هو تذكير الناس بأن أهل البادية قديما كانوا يتمتعون بالفطنة لحماية أنفسهم من الخطر المحيط بهم في الصحراء، فكان اعتماد أهل البادية على تعريف أبنائهم الكثير من الأشياء التي تلهمهم الفراسة والذكاء مثل قص الأثر وحتى معرفة أثر أبل القبيلة من غيرها ومتابعة أحوال الصحراء وما فيها كل هذا يجعل الأفراد في حالة من الاستعداد الدائم لمواجهة المخاطر ..
وأوضح السيد عبدالرحمن المعاضيد حفظ أبيات الشعر يجعل الشخص دائما فطنا، لمعرفة مضمون أحاديث الرجال من حوله، وبالتالي تعتبر تنشيطا للذاكرة والذهن، مشيرا إلى أن فعاليات المقطر وما تشهده من أنشطة مثل إلى ركوب الهجن والذي يأتي ضمن أنشطة المقطر والعزبة، نلاحظ عليها إقبال كبير من جمهور درب الساعي وخاصة من مشجعي كاس العالم في قطر ، وكذلك العائلات والأطفال هنا في قطر .
وأضاف أن الفعاليات العيديدة التي تقدمها المقطر والعزبة تسعى إلى ربط الأجيال الجديدة بحياة الآباء والأجداد، نظرا لأن هذه المطايا كانت وسيلة التنقل والترحال قديما، وفي نفس الوقت يتعرف الجيل الجديد على معاناة الآباء والأجداد قديما من أجل بناء حاضر هذا الوطن للأجيال الجديدة، وإنهم رغم هذه المعاناة كانوا يحافظون على دينهم وعاداتهم وتقاليدهم وحبهم لوطنهم.
وأضاف عبدالرحمن أحمد البادي المعاضيد أنه قد لا تكون الظروف مواتية باستمرار أمام العائلات، لاصطحاب أبنائهم لركوب المطايا في أغلب الأوقات لأسباب تتعلق بطبيعة الحياة حاليا، معتبرا فعاليات درب الساعي وخاصة فعالية “المقطر” توفر للجميع هذه الفرصة المهمة، مشيرا إلى أنه من أهم الأنشطة التي يتضمنها المقطر، الصقور والقنص والتي تهدف إلى تعريف الزوار بالصقور وأنواعها وأدوات القنص والصيد، وكيفية إعداد القهوة العربية وغيرها من الأنشطة الثقافية .
كما تبدأ الساعة الثالثة عصرا أنشطة وفعاليات تراثية متنوعة تستمر حتى الحادية عشر ليلا ، تقدم للجمهور الدعو للصقور بالطريقة التقليدية وهي باستخدام التلواح ، وكذلك نقل الطير على اليد للزائرين من مختلف دول العالم ، خاصة مشجعي كأس العالم فيفا قطر 2022 ، ولاقت هذه الفعالية استحسان الجماهير ، وتعرفهم بأنواع الصقور من الحر والشاهين والشرياس وغيرها فضلا عن كافة الأنواع التي تستخدم في الصيد حيث التي تظهر هذا جزء من الموروث القطري المتناقل عن آبائنا وأجدادنا ، ويتم نقله للجيل الناشئ الذين يتعرفون على الصقور ك، علاوة على فعاليات اخرى مهمة تقدمها العزبة وتسمى “الكوخة” ويتم خلالها شرح كيفية صيد الطيور المهاجرة فهي أداة تقليدية يتم استخدامها لصيد الصقور كانت قديما ومازالت، وذلك باستخدام طير الشرياس وهو نوع من أنواع الصقور صغير الحجم وليس فرخا صغيرا ، ويستخدمه الكواخ لأن فيه قدرة يقوم بتكشيشه على فترة طويلة والكشة هي تشبه الريش ، فالطير المهاجر عندما يرى الصقر الشرياس ومعه الريش فيشعر بأنه معه فريسة فيحاول الانقضاض عليه الطير المهاجر فيسحب الصقار الشرياس إلى الأرض ويرمي عليهم نوع من الشباك لصيد الطير المهاجر .