أقيمت ضمن فعاليات درب الساعي ندوة “الشعر والقيم”، وشارك فيها كل من الشعراء لحدان الكبيسي، عضو لجنة الدراسات في مركز قطر للشعر “ديوان العرب”، وعلي المسعودي، ومحمود الزيبق، وقدمها الإعلامي عطا محمد. وطافت الندوة بالحضور حول أهمية الشعر والقيم. وتوقف المشاركون في الندوة عند تعريفهما. كما تناولا معاني القيمة المختلفة، كون القيمة من الأمور المتشعبة، التي تستدعي عدة ندوات للالمام لتعريفاتها ومعانيها المتعددة.
ومن جانبه، تناول الشاعر لحدان الكبيسي تعريف القيمة، وكذلك تعريف الشعر. معرجاً على أشكال القيمة المختلفة، ومنها قيم روحة ووطنية وفردية.
وفي توقفه عند تعريفات القيمة. قال: إن من هذه التعريفات أنها مجموعة من الأفكار الأخلاقية والمفاهيم العامة ، وأنها مصطلح يحمل الصواب والخير للناس، وأنها بالنسبة لهم صمام أمان من الوقوع فيما قد يهلكهم.
كما تناول الشاعر لحدان الكبيسي التعريفات المختلفة للشعر، سواء من تعريفات العرب أو الغربيين. منتهياً إلى أفضل التعريفات للشعر بأنه كلام حسنه حسن، وقبيحه قبيح، وأنه ميزان القوم، كما قال الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.كما تناول تعريف أحد الغربيين للشعراء بأنهم مشرعو العالم، ولم يُعترف بهم، وذلك في إشارة إلى مدى التأثير الكبير الذي يتمتع به الشعراء.
واستحضر الشاعر لحدان الكبيسي العديد من المعاني التي تعكس أهمية الشعر ودوره في المجتمع. مستشهدا ً بما أمر به هارون الرشيد ولده بأن يلتزم شعر “أبوالعتاهية”، لما فيه من الحكمة، والدعوة إلى العمل الصالح، وما تضمنه من أخلاق طيبية، “وهذا كله يعكس أهمية الشعر، ومدى تأثيره”.
كما تعرض لخطورة توظيف الشعر توظيفاً سلبياً، ما قد يحدث أضراراً على المجتمع.لافتاً في إجابته عن أسئلة أحد الحضور، أن قائل الشعر ليس بالضرورة أن يكون رجلاً، إذ أن هناك من النساء من ينظمن الشعر، الأمر الذ يدحض القول بأن الشعر قاصر على الرجال، دون النساء.
واستهل الشاعر علي المسعودي مداخلته. مؤكداً أن موضوع الندوة وعنوانها جذاب ومهم للغاية، ويعكس مدى حرص مركز قطر للشعر “ديوان العرب” على الاتجاه نحو هذا المنحى في الشعر ، تعزيزاً للقيم النبيلة في النفوس، وليكون جزءا من التربية الحقيقية.
وتناول القيم الأخلاقية المدفونة في أشعار المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه، كونها تدل على عزة وقوة وتأليف بين الأنصار وتأسيس الدولة. كما تناول المرجعية القيمية الدينية كمرجع للأخلاق، والقيم التي يجب أن يبنى عليها الشاعر أفكاره.
وعرج الشاعر علي المسعودي على دور الشاعر في المجتمع، وذلك بتأسيس القيم والأفكار، وأنه يجب أن يعلي مسؤوليتها، وكذلك دوره في نشر الوعي بين هذا الجيل، حتى يعي أن له دور كبير في المجتمع. مشدداً على أن القيم يجب أن تركز على مرجع حتى لا يؤسس كل شاعر أو أديب قيمة من تلقاء نفسه.
أما الشاعر والإعلامي محمود الزيبق فدارت مداخلته حول أثر الحضارة واللغة في ثقافة المجتمع وبنيته، وأهمية اللغة كوعاء للحضارة. كما تناول أهمية الأدب، ومنه الشعر في إبراز قيم المجتمع وثقافته.
واستشهد ببعض المعاني التي تدل على أن المفردات يمكن أن تكون لها أثر على مجتمعاتنا . متوقفاً عند أبرز الفوارق بين الحضارتين العربية والغربية، وما تتسم به الحضارة العربية من خصائص وسمات، فضلاً عما حققه العرب من سبق في العديد من الجوانب على أصحاب الأمم الأخرى.
ومن جانبه، أكد الإعلامي عطا محمد أن القيم تعدّ من أهم الركائز التي تُبنى عليها المجتمعات، “فالقيم الاجتماعيّة هي الخصائص أو الصفات المحببة لدى أفراد المجتمع، والتي تحددها ثقافته مثل التسامح والإحسان وغيرها، وهناك سُبُل عديدة لتعزيزها وبنائها. لافتا إلى أن القيم الأخلاقية منذ الشعر الجاهلي وهي من أهم الأسس التي اعتمد عليها الشعراء العرب في قصائدهم ، مثل مفهوم الكرم والجود وهو أصل في العرب والحسب والأنساب والأمانة والصدق والشجاعة والإقدام وحماية الأوطان والعشيرة وغيرها من القيم الأخلاقية التي تغنى بها الشعراء. واصفاً ارتباط الشعر بالقيم بأنه “كبير ويحتاج إلى سلسلة من الندوات”. مشدداً على أهمية الوازع الديني في بناء أي التزام بالقيم خاصة الأخلاقية. مستنداً لقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.