تشهد فعالية “المقطر” في درب الساعي إقبال كبير من الزوار وخاصة العائلات، حيث تعتبر من أهم الفعاليات التراثية في درب الساعي، وتهدف الى تعريف الزوار بحياة الأجداد عن قرب، حيث تحاكي المقطر نمط حياة البادية قديماً، وتتكون من عدة أنشطة وفعاليات مصاحبة تناسب الكبار والصغار.
ومن جانبه قال عبد الرحمن أحمد البادي المعاضيد رئيس فعالية المقطر والعزبة أن المقطر هي فعالية تجسد حياة البدو قديما وتشير إلى بيوت الشعر المتقاطرة بخط مستقيم، وعندما يأتي الشخص من بعيد يرى البيوت وكأنها متقاطرة وقريبة من بعضها البعض، مشيرًا الى أن بيوت الشعر قديما كانت تجمع الناس على اختلاف فئاتهم للحديث والتسامر وتناقل الأخبار.
وأضاف المعاضيد ان الفعالية تضم عددًا من الأنشطة منها عد القصيد وألغاز الشعر التي تتمثل في القاء بيت من الشعر ويطلب من المشاركين فهم مضمون هذا البيت، كما يوجد مسابقة في حفظ بيت شعر يلقى لأول مرة ويتكون من مصطلحات صعبة وقد يكون من الشعر الجاهلي أو الشعر في صدر الإسلام أو من الشعر العربي الفصيح أو النبطي، مشيرًا الى ان الهدف من هذه الأنشطة هو تذكير الناس بأن أهل البادية قديما كانوا يتمتعون بالفطنة لحماية أنفسهم من الخطر المحيط بهم في الصحراء.
وأوضح رئيس فعالية المقطر في درب الساعي أن حفظ أبيات الشعر يجعل الشخص دائمًا فطن لمعرفة مضمون أحاديث الرجال من حوله، وبالتالي تعتبر تنشيط للذاكرة والذهن.
وأشار الى نشاط ركوب الهجن والذي يأتي ضمن أنشطة المقطر والعزبة ويشهد اقبال من الأطفال تحديدا ويهدف هذا النشاط الى ربط الأجيال الجديدة بحياة الآباء والأجداد نظرًا لأن المطايا كانت وسيلة التنقل والترحال قديمًا، وفي نفس الوقت يتعلم كيف كانت معاناة الآباء والأجداد قديما من أجل بناء حاضر هذا الوطن للأجيال الجديدة، وانهم رغم هذه المعاناة كانوا يحافظون على دينهم وعاداتهم وتقاليدهم وحبهم لوطنهم.
ومن هنا يكون أصبح فرضًا على الأجيال الجديدة التي تعيش حاليًا حياة أكثر رفاه أن تحافظ على تلك العادات والقيم وتتمسك بها.
وأضاف عبد الرحمن أحمد البادي المعاضيد أنه قد لا تكون الظروف مواتيه باستمرار أمام العائلات لاصطحاب أبنائهم لركوب المطايا في أغلب الأوقات لأسباب تتعلق بطبيعة الحياة حاليًا، معتبرًا فعاليات درب الساعي وخاصة فعالية المقطر توفر للجميع هذه الفرصة المهمة.
وألمح المعاضيد الى عدة أنشطة أخرى ضمن فعالية المقطر ومنها نشاط الصقور والقنص والتي تهدف الى تعريف الزوار بالصقور، وأنواعها وأدوات القنص والصيد.