أقيمت اليوم الجمعة الموافق 25 نوفمبر 2022 على المسرح الرئيسي في درب الساعي ندوة بعنوان “دور الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في إبراز الثقافات”، وذلك ضمن برنامج الندوات الثقافية المصاحبة للفعاليات والاحتفالات وتحدث فيها كل من الدكتور.
شارك في الندوة كل من السيدة مريم ياسين الحمادي مدير إدارة الثقافة والفنون والتراث بوزارة الثقافة، والإعلامي الدكتور عبدالله فرج، وحسن المحمدي مدير تحرير صحيفة العرب.
وتناولت السيدة مريم ياسين الحمادي، خلال مداخلتها دور وزارة الثقافة في التقريب بين الثقافة والاعلام. مؤكدة حرص الوزارة على نقل الثقافة من إطار الندوات والصالونات والمقاهي النخبوية، ومن الحوارات المختصرة في عدد لا يتجاوز العشرات في أفضل الأحوال، إلى فضاءين واسعين، وحاسمين في تأثيرهما، وهما: فضاء أفقي؛ حيث ملايين المشاهدين على امتداد العالم، وفضاء عمودي؛ حيث تثبيت اللحظات الثقافية في صورة مُتَلفزة تمنح الخلود النابض بالحياة لتلك اللحظات.
وأضافت الحمادي: إن وزارة الثقافة دعمت انتقال الثقافة إلى الاعلام، كونه الذاكرة الباقية، وأجتهد الاعلام في البرامج الإذاعية والتلفزيونية، واليوتيوب، والصحافة و الكتابة والتأليف والطباعة والنشر ، وتحرك النشطاء في مجالات الثقافة والعمل على التوثيق من خلال حساباته و العمل مع منظمات ومؤسسات متنوعة .
واستعرضت الحمادي العلاقة بين الثقافة والإعلام، مؤكدة أن كل من وسائل الإعلام والثقافة الاجتماعيّة العامّة تؤثر على بعضها البعض، حيث يُمكن لوسائل الإعلام أن تؤثّر على المُجتمع وثقافته السائدة ، لذا أصبحت الحاجة للإعلام لحماية المجتمع وثقافته من خلال جبهه تحمي المجتمع و تساعد في تعزيز قيمه ومبادئه.
وقالت السيدة مريم ياسين الحمادي إن للثقافة تأثير كبير على وسائل الإعلام، حيث إنّ تطورها المُتسارع والمُتزايد يسهم في علاقة تأثير تبادلية. لافتةً إلى أن التنوع الثقافي أدى إلى ظهور وسائل إعلام جديدة نتيجة الاحتياجات الثقافيّة المُختلفة، ونتيجة تنوّع الثقافات التي أسهمت في نشر الأفكار، قنوات متعددة اللغات، ومتخصصة .
وأضافت أن وسائل الإعلام الحديثة كان لها تأثير على طرق التواصل وتبادل الثقافات بين البشر، ففي البداية، كانت وسائل الإعلام مكتوبةً، كالجرائد والمجلّات، وكان لها تأثيرًا كبيرًا على المجتمعات، ثم بدأ ظهور وسائل الإعلام الحديثة، والرقميّة والتي كان لها الأثر الأكبر على عمليّة التواصل الثقافي.
وتابعت: إن وسائل التواصل الاجتماعي أدت لتسهيل إمكانيّة الوصول لأيّ نوع من المعلومات في أيّ مكان وزمان، وتوفير الوقت، والجهد، والتكلفة في الوصول إليها، وبالتالي عمل المثقفون على استثمارها وفتح العديد من القنوات الثقافية في اليوتيوب والانستقرام والفيسبوك وغيرها .
وأكدت الحمادي أن التطوّر السريع لوسائل الإعلام أدى لتراجع الثقافات التقليديّة، فتوفُر الكُتب والمعلومات بشكل إلكتروني، وهو ما أدّى إلى تقليل عدد الأشخاص الذي يستخدمون القواميس، والمجلات، ويرتادون المكتبات، كما أدى الاعلام إلى تعزيز الاقتصاد الثقافي ووصوله للمستهدفين وانتعاش سوق الثقافة.
وخلال مداخلته في الندوة قال الإعلامي الدكتور عبدالله فرح أن الثقافة والإعلام وجهان لعملة واحدة وأن الثقافة لها مصادرها والإعلام له مصادره، واصفا وسائل التواصل الإجتماعي بكافة انواعها بمثابة أكاديمية إعلامية حديثة لها ايجابياتها وسلبياتها تخدم وتهدم وأن علينا اختيار الطريق الذي نسلكه في تعاملنا مع هذه الوسائل بحسب أفكارنا وأهدافنا الإنسانية.
وتحدث الإعلامي الدكتور عبدالله فرج حول تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على اللغة العربية وثقافة المجتمع، موضحًا أن اللغة العربية لها لهجاتها حتى في المنطقة الواحدة وان هذه اللهجات على سبيل المثال لا تؤثر سلبًا على اللغة العربية، مشيرًا الى أن لغة وسائل التواصل الاجتماعي باتت تفهم وأصبح كل منا يفهم بعضه بعضًا.
وقال أنه لا قلق على اللغة العربية خاصة عندما يكون هناك قوانين تحميها وهذا ما فعلته دولة قطر بأن سنت القوانين التي تحفظ اللغة العربية.
وأشار الإعلامي الدكتور عبدالله فرج أننا نعيش حالي ثورة ثقافية علمية تقنية متطورة الى أبعد الحدود وهذا يستدعي أن يكون للمثقفين دورهم على هذه الوسائل من أجل نقل صورة رائعة ومشرفة لدولة قطر.
وقال السيد حسن عبدالله المحمدي مدير تحرير صحيفة العرب الترابط الوثيق بين الثقافة والاعلام، لدى مداخلته في الندوة أنه لا يمكن للثقافة أن تنمو وتتطور وتنتقل من جيل لآخر بمعزل عن تفاعلها مع محيطها المجتمعي وعلى مدار قرون خلت، انتقل المنتج الثقافي سواءً كان الأهازيج أو الأمثال الشعبية أو الشعر وحتى الألعاب والرياضات التراثية من الآباء إلى الأبناء عبر المشافهة.
وأشار المحمدي الى أن تطور وسائل الإعلام وثورة المعلومات التي حدثت خلال العقدين الماضيين، فرض تحديات ومسؤوليات جديدة على وسائل الإعلام، تتمثل في قيامها بمهام إضافية في نشر الثقافة وحفظ التراث.
وقال: لا يمكن أن نتخيل ثقافة وفنوناً من دون أدوات ووسائل تدعم جهودها، وتكشف عن مضمونها، وتنشر أفكارها، وتوصل رسالتها إلى جمهور ينتظرها بشغف.
وأوضح أن دور الإعلام يتعاظم في نشر الثقافة الرصينة، والإبداع الإنساني الهادف والذي يحفز ويستنهض طاقات المجتمع، ويدحض الأفكار الهدامة، ويواجه التيارات الفكرية الضالة من خلال نقل الإنتاج المعرفي الرزين.
وختم السيد حسن عبدالله المحمدي مداخلته قائلاً ان تطور التكنولوجيا اسهم في تغيير هائل في وسائل الاعلام واثر عليها من خلال ظهور الاعلام الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي والتي اسهمت بشكل كبير في الترويج الثقافي وايصالها الى العالم بشكل اسرع واوسع.