استضاف الملتقى القطري للمؤلفين الكاتب اللبناني الدكتور علي عدنان الشعار صاحب كتاب البيئة بين عدل الرحمن وظلم الانسان، ضمن جلسة جديدة من فعالية (المثقفون في الدوحة (. ناقشت الجلسة التي أدارها الكاتب الأستاذ صالح غريب، واقع الثقافة في دولة قطر ومسيرة الضيف وأهم انجازاته الثقافية وأبرز ما جاء في كتابه.
وأعرب ضيف الملتقى عن إعجابه بالمشهد الثقافي في دولة قطر والذي يشهد زخمًا وحراكًا استثنائيًا مؤكدًا أن أنشطة وزارة الثقافة والملتقى القطري للمؤلفين تجد صدى كبيرًا خارج الدوحة.
وأشاد بالجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الثقافة والمراكز التابعة لها خلال جائحة ( كورونا ) حيث تمكنت من التأقلم مع الوضع ونقل الفعاليات إلى الفضاء الافتراضي وهو ما جعلها أكثر انتشارًا وأسهل وصولًا للمثقفين والمهتمين بالثقافة خارج دولة قطر و هو ما يدل على وضوح الرؤية لدى الوزارة وقدرتها على استقطاب المفكرين والأدباء والكتاب وتقريب المسافات بين المثقف القطري والمثقفين في كافة انحاء العالم العربي.
وتحدث الدكتور الشعار عن أهمية منصات التواصل الاجتماعي و استثمار الفضاء الافتراضي لتقريب المسافات وأيضًا وجهات النظر، داعيًا إلى إجراء بحوث حول مدى كفاءة هذا المنصات و خدمتها للثقافة وضرب العديد من الأمثلة حول ايجابيات التقنيات الحديثة في عدة قطاعات ومجالات من بينها المجال البيئي حيث تقام أغلب اللقاءات على المستوى الاقليمي والدولي بطريقة تجمع بين الحضوري والافتراضي مما سهل التواصل وتبادل الأفكار والآراء دون مشقة السفر وسلبياته، مشيرًا إلى أن الغرب كان جاهزًا ومهيأ أكثر للانتقال إلى الفضاء الافتراضي بينما كانت التجربة جديدة على العالم العربي.
وفي سياق متصل تحدث د. الشعار عن اصداره البيئة بين عدل الرحمن وظلم الإنسان الذي يأتي في سياق الاهتمام بالبيئة والاستدامة وعن جهود دولة قطر في مجال الاستدامة، وقال إن قطر سباقة في الاهتمام بالبيئة والإمضاء على الاتفاقيات الدولية بالتوازي مع اهتمام بالمجتمع والفرد والاقتصاد والثقافة مشيرًا أن جميع هذه المجالات مترابطة وُهو ما تترجم من خلال انشاء ملاعب مستدامة لاستضافة الحدث الرياضي التاريخي كأس العالم فيفا 2022 بما يتوافق مع النظم العالمية للحفاظ على البيئة.
واستعرض د. الشعار محتوى كتابه البيئي وهو أطروحة علمية تقدم بها لجامعة بيروت الإسلامية التابعة لدار الفتوى وتم العمل على هذا البحث لمدة خمس سنوات وحصل على درجة امتياز مع توصية بالنشر وبالفعل طبعه ونشر الطبعة الأولى وهو الآن بصدد التجهيز للطبعة الثانية وحول تفاصيل البحث قال إنها دراسة تحتوى على مقدمة وتمهيد وعلى بابين تناول الباب الأول البيئة القريبة والمقصود بها الماء والأرض والباب الثاني البيئة البعيدة وهو الهواء.
وأكد صاحب البحث أنه سعى من خلال كتابه لإبراز أهمية البيئة في النص الديني وفي الأحاديث النبوية وأيضا من الجانب المعيشي والمجتمعي والعلمي حيث قام بتحليل المعطيات في المجتمع اللبناني وخرج في نهاية البحث بمجموعة من التوصيات التي تخدم البيئة وتساعد في رفع الوعي بأهمية الحفاظ عليها وسبل ذلك مؤكدًا أهمية الوازع الديني لتشجيع أفراد المجتمع على الاستهلاك المقنن للموارد الطبيعية.