شاركت وزارة الثقافة في الملتقى النقاشي” ثقافة المجتمع القطري في ظل تنوع الثقافات الأخرى في بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 ” الذي انطلق خلال الفترة من 2 وحتى 15 نوفمبر الجاري، وتنظمه وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة.
وجاءت مشاركة وزارة الثقافة بورقة عمل تناولت الحديث عن محور، “كيفية ادماج ثقافة المجتمع القطري وإحياء تراثه في بطولة كأس العالم 2022 “، التي تهدف إلى التعرف على مدى قبول واندماج ثقافة المجتمع القطري، مع الثقافات الأخرى المتنوعة والمتواجدة في البلاد، في بطولة كأس العالم 2022.
وشارك من جانب وزارة الثقافة السيدة مريم العلي التي تناولت من خلال هذا المحور عدة نقاط أبرزها، نظرة على ثقافة المجتمع القطري، وثقافة المجتمع القطري والثقافات الأخرى، والتداخل أو الاندماج الثقافي، سياسة الاعتزاز بالهوية الثقافية، والتوافق مع الاندماج الثقافي، التفاعل الثقافي، من خلال تفاعل ثقافة المجتمع القطري مع الثقافات الأخرى، ثقافة المجتمع القطري في ظل كأس العالم 2022.

وسلطت ورقة عمل وزارة الثقافة الضوء على نظرة ثقافة المجتمع القطري، حيث اشتهر القطريون منذ القدم، بالاعتزاز بهويتهم المجتمعية الواحدة، ففي حين كان المجتمع القطري في عصر الغوص تحديدًا، في أغلبهِ، بين البر و البحر، وفي معظم مواسم السنة يشتغل عملًا مهنيًا واحدًا مشتركًا، فإن مثل هذا النمط المهني ساهمّ في تحديد وتعزيز هوية المجتمع القطري، إضافة إلى كثير من العوامل المشتركة التي ساهمت في تكوين الهوية الواحدة، من مثل تشابه البيئة الجغرافية، ونمط الحياة، والأهم طبعًا، التجانس السكاني.
كما تناولت الورقة أيضا ثقافة المجتمع القطري والثقافات الأخرى، تبعًا للطبيعة الطيبة والأصيلة، التي اشتهر بها المجتمع القطري، المستمدة من التعاليم الصريحة والواضحة، للدين الإسلامي الحنيف، والتي تدعو إلى التسامح، والمستمدة كذلك من العادات والتقاليد العربية الأصيلة، التي تحث على مكارم الأخلاق، خاصة عند التعامل مع الغرباء، ومن أبرزها الكرم، فإن المجتمع القطري المتحضر، كان على استعداد أصيل ومتجذر في أعماقهِ، كي يتقبل التعايش مع الثقافات الأخرى المتنوعة، مع المحافظة على قيمه الثابتة والأصيلة.
وجاء في ورقة العمل، التداخل أو الاندماج الثقافي، حيث يشير هذا المفهوم إلى التداخل أو الاندماج الثقافي، ودعم الحوار عبر الثقافات ومواجهة نزعات الانعزالية الذاتية داخل المجتمع الذي يعيش ثقافات متعددة، وقد ظهر هذا المفهوم، كردة فعل ثقافية لمواجهة بعض الأصوات التي تنادي بعكس ذلك.

وناقشت الورقة سياسة الاعتزاز بالهوية الثقافية، والتوافق مع الاندماج الثقافي، حيث إن
الاندماج والتداخل الثقافي، مسألة بين امرين التقبل وعدم التقبل، ولكنه واقع وأمر يتم التعامل معه. لذا تعتمد الشعوب على الثقة في الثقافة المحلية والاعتزاز بالهوية الثقافية المحلية، والمحافظة على أصالتها وعلى عدم تغييرها، مع قبول فكرة وجود ثقافات أخرى من حولنا، نتأثر بها إيجابياً، وحتمًا ليس سلبيًا.
وقدمت الورقة، التفاعل الثقافي، من خلال تفاعل ثقافة المجتمع القطري مع الثقافات الأخرى، ويقصد بهِ القدرة على التواصل الناجح بين ثقافة المجتمع القطري وبين الأفراد المنتمين للثقافات أخرى، وفائدته، خلال عمليات التفاعل مع أفراد منتمين لثقافات أجنبية، يستطيع الشخص الذي يتميز بالقدرة على التفاعل بين الثقافات أن يستوعب مفاهيم الثقافة المحددة المتعلقة بالإدراك الحسي وطريقة التفكير والأحاسيس والتصرف، حيث اعتمدت اللجنة العليا للإرث من خلال ما نشاهده من تنوع الفعاليات التي تتناسب مع الفئة المستهدفة وفق لاحترام ثقافتهم بما يتوافق مع قوانين البلاد و ثقافته المحلية ، وفي ذات الوقت العمل على تضافر جميع أجهزة الدولة على التعريف بالثقافة القطرية من خلال المشاريع الرياضية نفسها و البرامج المصاحبة والمحيطة بالملاعب أو تلك المنتشرة في الدولة ومناطقها، ومنها ما قامت به وزارة الثقافة من خلال إقامة فعالية درب الساعي، الذي يتضمن العديد من الأنشطة التراثية والثقافية المختلفة بمشاركة عدة جهات حكومية وخاصة في الدولة، وهو يقام في السنة الحالية، تحت شعار يؤكدّ أن الوحدة هو مصدر القوة بين أبناء المجتمع القطري.
والمستمد من قول صاحب السمو أمير البلاد المفدى، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “وحدتنا، مصدر قوتنا”.
واختتمت ورقة العمل بثقافة المجتمع القطري في ظل كأس العالم 2022 التي تناولت مظاهر التغيرات التي طالت المباني والشوارع وتطوير البنية التحتية، إلا انها لم تغير تمسك المجتمع القطري بثقافته وهويته الوطنية التي عرف بها.