ناقش عدد من المختصين والكتاب، أهمية ترسيخ قيم المواطنة، وكيفية تفعيل هذه المواطنة وتحويلها إلى مواطنة صالحة، مؤكدين أهمية توقيت تنظيم الندوة، خاصة وأن الدولة مقبلة على احتفالات اليوم الوطني، وكذلك استضافة بطولة كأس العالم 2022، مما يجعلها مناسبة لتجديد قيم الولاء والانتماء، ويؤكد ضرورة توضيح دور كل فرد خلال المرحلة المقبلة من منطلق المسؤولية المجتمعية.

وأوضحوا خلال ندوة حوارية بعنوان “أهمية المسؤولية المجتمعية في ترسيخ قيم المواطنة”، والتي نظمها الملتقى القطري للمؤلفين بالتعاون مع المركز الإعلامي القطري التابعين لوزارة الثقافة، وشارك بها من الإعلامي والكاتب د. عبدالله فرج المرزوقي، ود. هيا المعضادي، ود. لطيفة الدرويش، والأستاذة موضى البوعينين، وأدارت الجلسة الكاتبة الأستاذة كلثم عبدالرحمن، وقالت إن الندوة تأتي في إطار الندوات المتنوعة التي تقيمها وزارة الثقافة تعميقاً للانتماء الوطني، ولإبراز أهمية المسؤولية المجتمعية في ترسيخ قيم المواطنة، وتعزيزاً للهوية القطرية الأصيلة، وغرسها في الجيل الحالي والأجيال القادمة.

في البداية أكدت الدكتورة هيا المعضادي، الأهمية الكبيرة لموضوع الندوة خلال هذه الفترة ونحن مقبلون على احتفالات اليوم الوطني للدولة، وهي احد اهم المناسبات التي دائمًا ما نحرص على عمل فعاليات تجديد الولاء والانتماء لهذا الوطن، مشيرة إلى أن الموضع يربط ما بين قيم المواطنة والمسؤولية المجتمعية، وكيفية تفعيل هذه المواطنة وتحويلها إلى مواطنة صالحة، بحيث كل فرد له دور… وتابعت قائلة: بالإضافة إلى العمل على تعزيز بعض القيم مثل المسؤولية والمشاركة، وأن يقوم كل فرد بدوره تجاه الوطن، دورنا في تعزيز القيم ونرسخها في نفوس الجميع مع ضرورة ربطها بالمسؤولية المجتمعية… وأضافت انه في إطار الاستعداد لبطولة كأس العالم، تظهر الحاجة لإظهار قطر بالصورة الحضارية والوجه المشرف، خاصة وأن الشعب القطري يتميز بأخلاقه العالية، وأيضا نؤكد على ضرورة القيام بدورنا في الكرم والضيافة، والمشاركة مع قيادتنا من منطلق المسؤولية المجتمعية.

بدورها تحدثت الدكتورة لطيفة الدرويش – سيدة أعمال وكاتبة عن أهمية القيم وكيفية تعزيزها في المجتمع، موضحة أن المسؤولية المجتمعية هي مسؤولية كل فرد أو مركز أو مؤسسة في الدولة، ومن هذا المنطلق نتحدث عن كون المسؤولية المجتمعية تؤثر على الهوية وتحافظ على القيم التي نرغب في استمرارها موروثا… وأردفت قائلة: ونحن على موعد بعد أيام قليلة من البطولة، فإننا بحاجة إلى تعزيز الهوية القطرية والقيم القطرية من احترام وعادات وتقاليد واحترام الضيف وكذلك احترام الثقافات الأخرى.

من جانبها أشارت الأستاذة موضى البوعينين، باحثة وأكاديمية في مجال العلوم السياسية، إلى أهمية تضافر الجهود في التعاون والعمل بروح الفريق الواحد مع غرس قيم ثقافة المسؤولية المجتمعية بالإضافة إلى توفير بنية تحتية مناسبة من تشريعات وقوانين تدخل فيها قيم المسؤولية المجتمعية ومبادئها ووعي الأفراد والمؤسسات وإدراكهم لمدى أهميتها مما يساهم في تعزيز قيم المواطنة، منوهة إلى أنها تقيس قيمة الفرد في المجتمع ولكنها تعتمد على مدى إدراك الفرد لأهميتها ومدى قوة تحمله للمسؤولية تجاه نفسه والآخرين.

من جهته أكد الدكتور عبدالله المرزوقي، أنه يجب التفرقة بين المسؤولية المجتمعية والمواطنة، مع ضرورة توضيح تعريف المواطنة في ظل العولمة، مشيرًا إلى أهمية الندوة في التعريف بكيفية المحافظة على الهوية باعتبارها انطلاقة لتعزيز حب الوطن والانتماء في نفوس الجميع.

ونوهت الدكتورة عائشة الكواري، مدير الملتقى القطري للمؤلفين، إلى دور الملتقى وأهميته في نشر الثقافة وجهده الفاعل في إثراء منصة مقهى المؤلفين بما يمتلكه من خبرات وإمكانات كثيرة وكبيرة على الصعيد الثقافي والأدبي والنقدي، موضحة أنه من أهم أهداف الملتقى فتح المجال أمام المنتسبين والمؤلفين لمناقشة أهم القضايا المطروحة… وتابعت قائلة: وعندما نتحدث عن المواطنة أو المسؤولية المجتمعية، فإننا نهدف لربط المؤلف لهذه القيم المجتمعية التي لابد أن يساهم فيها بشكل أو بآخر، فصناعة الكتاب هي مسؤولية مجتمعية وإرث ثقافي يورث للأجيال اللاحقة، ومشاركتهم في الندوة للاستفادة من خبراتهم في طرح مثل هذه القضايا المهمة.

ولفتت إلى أن الندوة جاءت في هذا التوقيت نظرًا لأننا مقبلون على احتفالات الدولة باليوم الوطني، والتي تتزامن مع استضافة الدولة لكأس العالم، بنسخته الاستثنائية، لذلك حرص الملتقى على تنظيم عدد من الفعاليات الثقافية وكذلك الفعاليات المرتبطة بالشأن الثقافي في هذه الفترة، قبيل انطلاق فعاليات كأس العالم… وتابعت قائلة: والملتقى مستمر في تنظيم الفعاليات المختلفة، خاصة وأن لدينا مجموعة كبيرة من المنتسبين والمؤلفين كلً في مجاله، فالبعض لديه إصدارات مرتبطة بكأس العالم أو الشأن الرياضي، ومنهم من يقوم بكتابة مقالات، وقمنا بعمل فيديوهات قصيرة سيتم بثها لاحقًا عبر منصات الملتقى بمواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الكتب في المجال الرياضي والتي تم تدشينها من قبل منتسبي الملتقى، سيتم بث فيديوهات قصيرة تتعلق بها، ونعمل حاليًا للتجهيز والتحضير للموسم القادم، والذي يبدأ مع بداية عام 2023.

من جهتها أعربت الإعلامية إيمان الكعبي مديرة المركز الإعلامي القطري، عن سعادتها بتنظيم أول ندوة حوارية للملتقى القطري للمؤلفين تقام بمقر المركز الإعلامي القطري، مؤكدة أن هذه بمثابة دعوة من المركز المهتم بالشؤون الإعلامية وإظهار كل ما يتعلق بالمراكز التابعة لوزارة الثقافة، للتعاون واستضافة مختلف هذه الفعاليات والندوات أو حتى الورش بمقر المركز، وذلك من منطلق التكامل فيما بين المراكز الثقافية والإعلامية.

وأكدت أن المركز يسعى لمواكبة الحدث العالمي ألا وهو بطولة كأس العالم 2022، وذلك من خلال بث نشرات توعوية سيتم بثها على صفحات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن هناك فعاليات وأنشطة جديدة للمركز… وأضافت: نسعى أن يكون لنا حضور في درب الساعي بمقره الجديد في أم صلال، كما سيكون لدى المركز العديد من الفعاليات في درب الساعي وتغطية فعالياته من خلال منتسبي المركز.

وبدورها قالت الكاتبة كلثم عبدالرحمن مديرة الندوة: لابد لنا من التطرق إلى أهمية المسؤولية المجتمعية في ترسيخ قيم المواطنة باعتباره موضوعًا حيويًا، لأنه لا يمكن أن نتجاهل رياح التغيير التي تعصف بالمجتمعات اليوم في ظل العولمة، وتسارع المدّ الثقافي وانتشار مفاهيم جديدة قد تحمل بين طياتها تجاوزات عن القيم. ومن هنا تأتي أهمية مناقشة دور المسؤولية المجتمعية في ترسيخ قيم الهوية والمواطنة.