توَّجَ سعادةُ الشَّيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة , أمسِ الفائزين في مسابقة «أوتار 2022» التي يُنظمُها مركزُ شؤون الموسيقى التابع لوزارة الثَّقافة وجامعة قطر ممثلًا في إدارة الأنشطة الشبابيَّة، حيث شهدت كليةُ التربية بجامعة قطر، صباح أمس، حفلَ ختام المُسابقة بحضور الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر وعددٍ من مسؤولي الجامعة ووزارة الثقافة والمُبدعين والمُهتمين بالمجال الموسيقي. وقدمت الحفلَ بثينة الجناحي رئيس قسم الثقافة والفنون بالجامعة.
من جانبه، قالَ سعادةُ الشَّيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة في تغريدة له بهذه المناسبة: «سُررت بتكريم الفائزين في ختام مسابقة أوتار التي أُقيمت في جامعة قطر بالتعاون مع وزارة الثقافة، وسعداء بهذه الشراكة المُستمرِّة في مثل هذه الفعاليات كموسم الندوات وشاعر الجامعات، لدعم أبنائنا الطلاب وإبراز مواهبهم الثقافيَّة».
وقد شهد الحفلُ تتويجَ الفائزين الثلاثة في كل من فئتَي المُسابقة، حيث العزف على البيانو والعود، وفي هذا السياق، أعلنت السيدة بثينة الجناحي التي قامت بتقديم الحفل عن أسماء الفائزين، حيث فاز في فئة العزف على البيانو عمر ياسر بالمركز الأوَّل، وفاز محمد سيد بالمركز الثاني، أما في فئة العزف على العود، فقد فاز كل من حسن الكبيسي بالمركز الأوَّل، وسعود عقيل بالمركز الثاني، ومحرم كاظم بالمركز الثالث.
بدأ الحفلُ بكلمةٍ ألقاها عبدالله حامد الملا مُديرُ الأنشطة الطلابية بجامعة قطر، أكَّدَ خلالها على أنَّ الجامعة تولي اهتمامًا كبيرًا بالفنون، وتُدرك أن ذلك الاهتمام يُعد ضرورة مُلحة ما يجعلهم يبذلون كل ما لديهم من أجل إعداد الطلاب، وجعلهم يمتلكون بعضًا من الأدوات الفنية التي تُمكنهم من التفاعل مع ثقافات العالم المُختلفة، وأضاف: إنهم في جامعة قطر يؤمنون بقدرات طلابهم ويدفعونهم في الاتجاه الصحيح، ما يُساهم في دعم الإنتاج الثقافي، وفي معرض تعليقه على المُسابقة التي أُقيمت بالتعاون مع وزارة الثقافة، أكَّدَ أنها تعكسُ مدى اهتمام جامعة قطر وحرصها على بناء الشراكات المعنيَّة ببناء المشهد الثقافي، وتمنَّى أن تتحول أسماء الطلاب الذين شاركوا في أوتار لأيقونات في عالم الفن، وأضاف: نسعى من خلال هذه المُسابقة إلى اكتشاف المواهب الموسيقية المُتخصصة بآلتَي العود والبيانو باعتبارهما من أقدم الآلات الموسيقيَّة، حيث ارتبط العود ارتباطًا وثيقًا بثقافتنا العربيَّة، فيما يعتبر البيانو سفيرًا لثقافات الشعوب، وفي ختام كلمتِه أشادَ بالدور المهم الذي لعبه مركز شؤون الموسيقى التابع لوزارة الثقافة في تطوير مهارات المُشاركين من الطلاب، كما تقدم بشكره لكل من ساهم في إنجاح تلك الفعالية.
وبدورها، أكَّدت مريم ياسين الحمادي مُدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة أنَّ تلك الشراكة المُميزة مع جامعة قطر والتي تحقق الكثير من الأهداف المُشتركة في مجالات الثقافة والفنون لا تعتبر الأولى، فجامعة قطر من خلال قسم الثقافة ومن خلال الأنشطة الطلابية عامة، كانت لها شراكات عديدة مع مراكز وزارة الثقافة، مثل التعاون مع المُلتقى القطري للمؤلفين وإطلاق برامج مُتنوعة في الكتابة والتأليف، وكذلك مع مركز قطر للشعر في البرنامج المُميز والذي تمثل في شاعر الجامعات، ومهرجان المسرح الجامعي الذي تم بالتعاون مع مركز شؤون المسرح، ووصفت جميع تلك الفرص بالمميزة، والتي تُساهم في الكشف عن مهارات الشباب وطاقاته الإبداعية. وأضافت: إنَّ وزارة الثقافة قد قامت بالعمل على دعم الحراك الثقافي في دولة قطر، من خلال مراكز مُتخصصة، تغطي جوانب الثقافة، وفي هذا البرنامج المُشترك عمل مركز شؤون الموسيقى على اكتشاف المواهب وصقلها، من خلال مُبادرة جامعة قطر لاكتشاف الشباب، والاحتفاء باكتشاف المواهب الموسيقيَّة المُتخصصة، ودعت الشباب الفائزين في هذه المُسابقات إلى مواصلة، تطوير أنفسهم وإبداعاتهم، والانخراط مع زملائهم والتواصل مع المراكز الثقافية لتواجد ثقافي مُتميز. وفي أعقاب الكلمات الرسمية شهد الحفل تقديم عددٍ من المعزوفات، والتي بدأت بمقطوعة قدمتها الفنانة هالة العمادي على آلة البيانو، ومقطوعة أخرى على آلة العود قدمها الفنان أمير عياد، وصعد فريق لجنة التحكيم على المسرح والذي تمثل في كل من: الفنان خالد السالم مدير مركز شؤون الموسيقى والفنان ناصر سهيم نائب المُدير التنفيذي لأوركسترا قطر الفلهارمونيَّة، والملحن والموزع الموسيقي الفنان محمد البنا، وتبارى أمام أعضاء اللجنة المُتأهلون الثلاثة في كل من مجالَي العزف على آلتَي البيانو والعود، وفي أعقاب تقديم معزوفاتهم قامت اللجنة بتقييمهم وترتيبهم، ومن ثم تتويجهم في ختام فقرات الحفل. هذا، وقد أعربَ أعضاء لجنة التحكيم عن سعادتهم للمستوى الذي ظهر به الطلاب خلال حفل الختام، وفي هذا السياق، قالَ خالد السالم عضو لجنة التحكيم ومدير مركز شؤون الموسيقى في تصريحات خاصة ب الراية: إنَّ مسابقة «أوتار» ساهمت في إثراء الجانب الثقافي، وتنمية الحس الموسيقي لدى الطلبة، وأكد أنَّ الفعالية تأتي ضمن سلسلة تعاونات سابقة وضمن الخطط القادمة التي تحوي العديد من الأفكار المدرجة على أجندة النشاطات القادمة بين الطرفَين. فيما أكَّد الفنان ناصر سهيم عضو لجنة التحكيم ونائب المُدير التنفيذي لأوركسترا قطر، أنَّ المُسابقة ساهمت في إحداث نقلة كبيرة في مُستوى الطلاب المُشاركين في المسابقة والذين حرصوا على تطوير موهبتِهم منذ أول يوم شاركوا في تلك الفعاليَّة. كما أعرب الفنان محمد البنا عضو لجنة التحكيم عن سعادته بالمستوى الذي ظهر عليه الطلاب، مؤكدًا على أنَّ إكساب هؤلاء الموهوبين بعض المعايير الأكاديمية سيُحفزهم ويدفعهم نحو تحقيق المزيد في المُستقبل. وخلال تصريحاتٍ أدلى بها الفائزون في مسابقة «أوتار» ل الراية أكَّد لحدان إبراهيم المهندي من كلية الهندسة والذي يشارك في فئة العزف على البيانو أنَّ الفوز الحقيقي الذي حققه، أنه شاركَ في تلك المسابقة والتي قدمت له العديد من الفوائد سواء كان الأمر مُتعلقًا بالممارسة أو بالاطلاع على بعض الأسس الموسيقيَّة. وقال عمر ياسر من كلية الهندسة والمُشاركُ في فئة العزف على البيانو: إنَّ تلك المُشاركة وضعته على أعتاب عالم الموسيقى بشكلها الأكاديمي، وقال محمد سيد من كلية الهندسة والمُشارك في فئة عزف البيانو: إنَّ المُشاركةَ في تلك المسابقة أفادته بصورة كبيرة بغض النظر عن فوزه فيها، وتمنَّى أن تشهدَ الساحة الموسيقية المزيد من تلك الفعاليات التي تستهدف تطوير مهارات الشباب. ومن جانبه، قال سعود عقيل من كلية الإدارة والمُشارك في فئة العزف على العود: إنَّ المُنافسة كانت قوية منذ البداية وقد أثبت الجميع أنهم يستحقون الفوز، وقال محرم كاظم من كلية الآداب والمُشارك في فئة العزف على العود: إن وصوله للمرحلة النهائية أمر قد شجعه على الاستمرار في تطوير موهبته، أما حسن الكبيسي من كلية الهندسة والمُشارك في فئة العزف على العود، فقد أكَّد على أنه سيواصل تطوير موهبته بعد أن حقق فائدةً كبيرةً خلال التحاقه بتلك المُسابقة حيث حَظِي بقدرٍ كبيرٍ من التوجيه والإرشاد.