سلط الملتقى القطري للمؤلفين الضوء على الجهود التي يقوم بها معهد قطر لبحوث الحوسبة التابع لجامعة حمد بن خليفة في تعزيز برامج الترجمة الآلية للغة العربية.
جاء ذلك خلال ندوة عقدها الملتقى القطري للمؤلفين مساء اليوم وبالتعاون مع معهد قطر لبحوث الحوسبة، بعنوان “الترجمة في عصر الذكاء الاصطناعي.. الواقع والآفاق”، وذلك بمناسبة اليوم الدولي للترجمة الذي يوافق 30 سبتمبر من كل عام.
وشارك في الندوة كل من الدكتور حمدي مبارك كبير مهندسي النظم بمعهد قطر لبحوث الحوسبة، والدكتور أحمد عبدالعالي كبير مهندسي البرمجيات بمعهد قطر لبحوث الحوسبة، وأدارها الكاتب والمترجم ظافر آيدن دركوش.
وتحدث الدكتور حمدي مبارك عن دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في تعزيز الترجمة الآلية، وجهود معهد قطر لبحوث الحوسبة في هذا المجال، مشيرًا إلى وجود تحديات ما زالت تواجه الترجمة الآلية حتى الآن مثل تعدد اللهجات المحلية في اللغة العربية أو وجود لغة تراثية لا يتم استخدامها باستمرار، موضحًا أن الترجمة الآلية يتم الاستفادة بها أكثر في اللغة الفصيحة وخاصة لغة الأخبار في وسائل الإعلام، فيما لا توجد معالجة آلية للهجات بشكل موسع، كما أن الترجمة الآلية من العربية إلى اللغات الأخرى يعتريها كذلك بعض الالتباسات التي تتعلق بالنحو أو الصرف أو الدلالة، مقدمًا نموذجًا بكلمة /علم/ كيف يترجمها المترجم الآلي هل هي عِلم بكسر العين أو عَلم بفتح العين ويكون مدلولها في هذه الحالة الراية أو علم دولة أو علم بمعنى مشهور وهكذا.
وأضاف أنه مع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي هناك محاولات وتطوير مستمر من خلال جهود معهد قطر لبحوث الترجمة، حيث يتم تغذية البرامج بآلاف البيانات التي تظهر السياقات والدلالات المختلفة للكلمة بحيث يصل المترجم الآلي مع الخوارزميات الحديثة، إلى ترجمة صحيحة بشكل كبير، منوها في الوقت ذاته بأنه لابد من المراجعة النهائية من قبل المترجم الإنسان خاصة عند ترجمة وثائق أو معلومات مهمة، مؤكدا أنه سوف يظل العنصر البشري لسنوات هو المرجع النهائي في الترجمة في ظل وجود تحديات أخرى تتعلق بالتعابير المجازية والصور البلاغية.
من جانبه، قدم الدكتور أحمد عبدالعالي شرحًا حول أهم البرامج التي قدمها معهد قطر لبحوث الحوسبة وأهمها برنامج /شاهين/ ويُستخدم على نطاقًا واسعًا في جميع أنحاء العالم في مختلف المجالات والتطبيقات، ويستخدم البرنامج أحدث التقنيات التي تحافظ على السياق في الترجمة بين اللغات، مما يوفر للمستخدمين محتوى عالي الجودة”، حيث استخدم فريق التطوير في المعهد مجموعة شاملة من الوثائق باللغتين العربية والإنجليزية تغطي أنواعًا وأنماطًا وموضوعات مختلفة، وأجرى المليارات من الحسابات لإعداد النظام وصقله، وطور الفريق تقنيات التكيف والتعميم القائمة على الذكاء الاصطناعي التي تسمح للنموذج بتعلم الترجمة بين لغتين من بيانات غير متجانسة مع إنتاج ترجمات عالية الجودة، لافتًا إلى أن برنامج /شاهين/ يتميز بقدرته على التعامل مع اللهجات العربية بسلاسة وأحيانًا عندما يدمج المتحدث أكثر من لغة في حديثه.
كما أشار عبدالعالي إلى ابتكار فريق تقنيات اللغة العربية في المعهد نظامًا رائدًا لتحويل النصوص العربية بشكل فوري إلى كلام ويعتمد على الذكاء الاصطناعي، مؤكدا خلال حديثه على الرغم من التقدم الهائل في الذكاء للاصطناعي والذي يتواصل كل يوم فإنه لا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري في الترجمة حتى الآن خاصة في ترجمة النصوص الدينية والأدبية لأنه هناك فهم للنص وما وراء النص كذلك.
وردًا على سؤال حول إمكانية الاستفادة للجمهور من برامج معهد قطر لبحوث الحوسبة في مجال الترجمة، قال الدكتور أحمد عبدالعالي إن البرامج متاحة للجميع ويمكن الاستفادة بها عبر منصة المعهد https://mt.qcri.org/api حيث يطلب التسجيل مسبقاً.
ورداً على سؤالًا حول مواكبة برامج الذكاء الاصطناعي في الترجمة بمعهد قطر لبحوث الحوسبة للتقنيات العالمية، قال إن المعهد لديه تقنيات حديثة تواكب أحدث التكنولوجيا في مجال الترجمة ومن أهم أهداف المعهد تطوير البرامج باستمرار لتحسين الترجمة وكذلك برامج الكتابة مثل برنامج /فراسة/ الذي يقدم تدقيقًا لنصوص اللغة العربية بما يعادل أكثر من 95 بالمئة للنص الكامل في أقل من دقيقة، لافتًا كذلك إلى وجود برامج متطورة تعمل على تطوير برامجه ليكون الرائد في تقنيات اللغة العربية في المنطقة والعالم وذلك في مجالات البحث واسترجاع المعلومات والتحليل ومعالجة اللغات المتعددة والترجمة الآلية المتقدمة كما يبذل جهدًا لزيادة المحتوى العربي على الإنترنت.
جدير بالذكر أن التحالف الدولي للمترجمين (الذي تأسس عام 1953) كان أطلق فكرة الاحتفال بـ”اليوم العالمي للترجمة” منذ عام 1991، كمناسبة لتوضيح التعاون بين المترجمين في جميع أنحاء العالم، وتعزيز ضرورة الترجمة وعمل المترجمين، ثم استجابت الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا الاقتراح ليتم الاحتفال به لأول مرة في 30 سبتمبر عام 2017.