تشارك وزارة الثقافة في فعاليات إربد عاصمة الثقافة العربية لعام 2022، وذلك من خلال الأيام الثقافية القطرية، والتي بدأت أولى فعالياتها بأمسية شعرية أحياها كل من الشعراء: محمد إبراهيم السادة، علي المسعودي، وعبدالحميد اليوسف.
وقرأ الشعراء القطريون قصائدهم التي حظيت بتفاعل لافت من جانب الحضور في بيت عرار، والذي شهد الأمسية الشعرية، حيث استمتع الجمهور الأردني بالأمسية الشعرية، بكل ما حملته من تنويعات لفظية، ولغة أدبية، طافت بالجمهور حول أصالة الشعر الفصيح.
وقال الشاعر محمد إبراهيم السادة: إن المشاركين في الأمسية قدموا قصائد تُعبّر عن الهوية القطرية. ووصف الشاعر علي المسعودي المشاركة في الفعاليات بأنها تمثل اعتزازًا وفخرًا؛ لما تمثله مدينة إربد من إرث ثقافي كبير. فيما رأى الشاعر عبدالحميد اليوسف أن الأمسية الشعرية عكست الموروث الثقافي والأدبي للغة الشعرية القطرية.
وأقيمت الأمسية الثانية مساء الخميس، وحملت صبغة أدبية، وشارك فيها كل من الكاتب والروائي د.أحمد عبدالملك، والقاص والروائي جمال فايز، والذي قدم ورقة بحثية، تناول خلالها الجوائز الأدبية التي تطلقها دولة قطر، وعرج على المطبوعات الأدبية التي تشهدها الدولة، بالإضافة إلى تناوله لواقع المشهد الثقافي القطري، بكل ما يشهده من زخم وثراء متنوع.
ومن جانبه، قدم د.أحمد عبدالملك، ورقة حملت عنوان”الأدب القطري.. تعريف بالاتجاهات والرموز”، تناول خلالها الملامح الثقافية البارزة لاتجاهات الأدب القطري، وهى المقالة، القصة القصيرة، الرواية، الشعر، المسرح، والأغنية.
وقدم أمثلة للاتجاهات المشار إليها، فيما قسم مراحل تطور الأدب ونماذجه إلى مرحلتين الأولى منذ عام 1800- 1950، وكان الشعر من أبرز ملامحها، فيما أرخ لبدايات المرحلة الثانية من العام 1950، وحتى اليوم، وألمح إلى أنه رافقها تطور اجتماعي، نتيجة اكتشاف البترول، ما ساهم في تحولات اجتماعية شاملة، منها المجال الأدبي بأشكاله المختلفة.
وخلص د.عبدالملك إلى أن الأدب القطري بفروعه وأشكاله المختلفة، ارتبط بتحولات المجتمع القطري، حيت تنتاول قضايا الإنسان وارتباطه بالبيئة المحلية، وبقضايا الأمة، مثل قضية شعب الجزائر، والقضية الفلسطينية، وقيم الحق والخير والجمال، فضلاً عن قضايا أخرى.
ومن جانبه، أكد د.عبدالملك أن الندوة الأدبية كانت فرصة لتعريف المثقفين الأردنيين بمكونات الأدب القطري ورموزه، والاهتمام الذي توليه وزارة الثقافة بمجالات الثقافة وأنشطتها المتعددة. مؤكداً أهمية دور الإعلام في دعم الجهود الطيبة التي تخدم الثقافة، وتدعم المثقفين القطريين.
وحضر الندوة مسؤولو الثقافة الأردنية، ولفيف من الأدباء والمثقفين، الذين أثروا الأمسية بمناقشاتهم واستفساراتهم حول اتجاهات الأدب القطري، خصوصاً ما تعلق بالتطور الخاص بالرواية القطرية.
وحظى الوفد القطري بحفاوة بالغة بين مثقفي الأردن، وقام الوفد بزيارة لبيت عرار، حيث تعرفوا على تاريخ البيت، الذي يخلد تاريخ الشاعر الراحل مصطفى وهبي التل، حيث يعد واحدًا من أبرز الشعراء العرب في القرن العشرين، ولقب بـ (عرار)، بسبب ما حازه من ريادة شعرية أسست للقصيدة التقليدية الجزلة الرصينة. كما قام الوفد القطري بزيارة لمقر رابطة الكُتاب الأردنيين في عمّان.