تعد الطوابع واحدة من أهم وسائل حفظ ذاكرة وتاريخ الأمم، ومن هنا كان دور النادي القطري لهواة الطوابع والعملات في جمع والاحتفاظ بمثل تلك الطوابع النادرة، التي تحكي عن تراث دولة قطر وتاريخها العريق.
وقد حرص النادي منذ إشهاره في 1989 على أن يحتفظ بالطوابع القديمة التي تشكل جانبًا مهما من ذاكرة دولة قطر، فتلك الطوابع الثمينة ما زالت تحمل للأجيال الجديدة صورًا تذكارية لمعالم قطر القديمة من قلاع أثرية، ومدن عتيقة، وأسواق شعبية، ورموز أخرى تعود إلى القرون الماضية.

وتبدو للزوار فور الدخول إلى مقر النادي صالة العرض التي تحتوي على عشرات الفريمات / الإطارات/ التي تحمل مئات الطوابع، والعملات النادرة التي حرص النادي على تجميعها من كل حدب وصوب من خلال مشاركاته المستمرة في الفعاليات والمزادات التي تقام في كل مكان بهدف الحفاظ عليها واقتناء الطوابع البريدية الأولى لدولة قطر.
وأوضح السيد حسين رجب الإسماعيل مدير مركز النادي القطري لهواة الطوابع والعملات أن النادي منذ إشهاره عام 1989، ضم الشباب الهواة لجمع الطوابع والعملات، وحرص منذ ذلك الحين على جمع مختلف الطوابع التاريخية بما تمثله من أهمية لذاكرة دولة قطر، مشيرًا إلى أن أهم ما يحتويه النادي في مجموعته التراثية هي إصدارات لطوابع تاريخية مميزة للقلاع الأثرية، والسفن القديمة، بالإضافة إلى النباتات الصحراوية في قطر، وطوابع أخرى عن تاريخ الغوص في دولة قطر، حيث تم الاتفاق مع مصممين محليين عملوا على تصميم الطوابع وإظهارها بالشكل المناسب.

وقال: إن الطوابع ارتبطت بتاريخ البريد في دولة قطر، والذي يعود إلى عام 1950، وكان أول إصدار طوابع قطري يتضمن صور “الصقر، السفينة، المسجد”، حيث يرمز الصقر إلى تراث قطر البري، فيما ترمز السفينة إلى تراثها البحري وتاريخها الاقتصادي، فيما يرمز المسجد إلى ديانة البلاد، لافتًا إلى أن النادي يملك عددًا كبيرًا من الطوابع التي تتحدث عن تاريخ قطر، موضحًا أن طرق شراء وجمع الطوابع تعتمد على تسعة تجميعات (خطوات) من أهمها تاريخ الطوابع الموضوعة على ظرف الرسالة الأصلي مع الختم، وهو من أشهر وأهم أنواع التجميعات التي بموجبها يتم اقتناء الطابع.

وكشف الإسماعيل أن النادي الذي يضم في عضويته حوالي 250 هاويا، بصدد إقامة معرض بالتعاون مع المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، يضم مجموعة من الطوابع التي تتناول كرة القدم، وذلك بمشاركة من الهواة في قطر وخارجها، بالإضافة إلى تنظيم فعالية مميزة خلال فعاليات درب الساعي التي ستقام هذا العام في شهر ديسمبر المقبل احتفالًا باليوم الوطني، الذي يوافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، وذلك بجميع الإصدارات القطرية من الطوابع، والعملات الورقية والمعدنية.
وتابع أن النادي يقيم فعاليات وأنشطة ومزادات داخل الدولة، إلى جانب مشاركته الخارجية التي تجمع بين فعاليات الاتحاد الآسيوي والاتحاد العالمي، والتي كانت آخرها هذا العام المشاركة بمزاد في سويسرا، وحصل النادي على أربع جوائز عالمية فيها، وكذلك المشاركة في الأردن على مستوى العملات، بالإضافة إلى المشاركة الأخيرة في إندونيسيا، وفاز فيها النادي بمذهبة عملاقة تؤهله للحصول على الجائزة الكبرى، وجاءت المشاركة الثانية في أول إصدار طوابع بعهد الشيخ أحمد بن علي آل ثاني رحمه الله، بالإضافة إلى 3 مجموعات طوابع أخرى مختلفة، حصلت على مذهبات.
من جهته، قال السيد عبد الرحمن اللنجاوي من هواة جمع الطوابع: يقتني العديد من الطوابع، ومنها أول طوابع قطرية ومجموعة قطر كاملة، أي بمعنى الطوابع منذ بداية إصدار البريد القطري الطوابع، وحتى آخر طابع، مشيرًا إلى أنه بدأ هواية جمع الطوابع منذ الصغر، بعد التعرف عليها من أحد الأقرباء الذين أعدوا مجموعة طوابع متكاملة.
وأضاف أن هواة الطوابع من دولة قطر يحرصون على اقتناء الطوابع القديمة التي تتعلق بالتراث القطري، وتعرض من خلالها أبرز الأماكن التاريخية، والملابس التراثية القطرية وغيرها الكثير، من الرموز التاريخية والتراثية في دولة قطر، حيث يحرص جميع الهواة على المشاركة في الفعاليات والمزادات التي تقام إقليميًا وعالميًا بهدف اقتناء الطوابع النادرة التي يمتاز بها النادي في دولة قطر عن باقي الأندية والهواة.
وبدوره، قال عيسى الفخرو من هواة جمع الطوابع: بدأت هواية جمع الطوابع والعملات منذ الصغر، حيث عملت على تنمية الهواية من خلال جمع الطوابع، والحرص على اقتناء النادر والفريد منها”، لافتًا إلى أنه انضم للنادي منذ عام 2009، وتعلم أساسيات الهواية وطرق جمع الطوابع، وشراء المرغوب منها من خلال المشاركة في المزادات، حيث أكسبه الانخراط مع الهواة الآخرين بالنادي الكثير، وساهم في تنمية هوايته في جمع الطوابع والعملات.